وسط أجواء من الحماس والترقب أعلنت هيئة فنون العمارة والتصميم في حفل أُقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعيز بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، عن تتويج 9 مشاريع حققت التميز العمراني بجائزة ميثاق الملك سلمان العمراني في نسختها الأولى، والتي تمثل مسارات الميثاق الثلاثة، مسار مشاريع طلبة الجامعات، ومسار المشاريع غير المبنية ومسار المشاريع المبنية وتهدف الجائزة إلى تعزيز قيم الميثاق في كل ما يتعلق بقطاع العمارة والتصميم، والمشاركة في تحسين جودة الحياة للمجتمعات السكنية، وتعزيز الثقافة والأصالة والإبداع بما يتماشى مع التطورات المستقبلية.
سمية السليمان: نرفع سقف التوقعات للتميز العمراني
وعن محطات جائزة ميثاق الملك سلمان العمراني والقيم التي استندت إليها المشاريع الفائزة قالت الدكتورة سمية السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم في تصريح خاص لسيدتي: بدأنا بميثاق الملك سلمان العمراني برؤى خادم الحرمين الشريفين التي تجسدت في عدد من القيم، والتي تم رفعها ونشرها من بداية انطلاق هذه المبادرة في ديسمبر 2021، واليوم نحتفل بالمشاريع المميزة والمنوعة في مدن السعودية المختلفة، والتي تم تصنيفها في ثلاثة مسارات هي: المشاريع المبنية والمشاريع غير المبنية ومشاريع طلبة الجامعات التي طبقت ميثاق الملك سلمان العمراني، حيث يدعو الميثاق لتطبيق القيم في العمران، وهذا قد يعد بالشيء الغريب، لأن الغالبية تتحدث عن أكواد أو أشكال ومواد البناء، وما يهمنا وننظر له نحن هو القيم التي استمددناها من عدد من المشاريع المميزة، التي كانت تحت إشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أثناء توليه إمارة منطقة الرياض، لأنها مشاريع تجمع ما بين الأصالة والحداثة وخدمة الإنسان، واستقينا تلك الدروس المستفادة في عدد مميز من المشاريع، سواء كانت ضمن القائمة القصيرة، أو المشاريع الفائزة التي صنعت الفرق.
وتابعت “السليمان”: سعداء جداً بوصول هذا الفكر لأكبر عدد ممكن، ليس على مستوى السعودية فحسب، فلدينا عدد من المعماريين المحليين والدوليين الذين رأينا من خلال مشاريعهم المميزة مدى انتشار فكر الميثاق الذي تم تجسيده بشكل رائع.
وكما أن ملاك المشاريع لهم دور أساسي في تنمية الفكر والتأثير بشكل إيجابي على البيئة المبنية من خلال التعاون مع المعماريين والمصممين الذين تمكنوا من تجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع.
واختتمت “السليمان” حديثها: اليوم نحن نقف في محطة مهمة جداً نرفع فيها سقف التوقعات للتميز العمراني، ونتمنى أن يستشعر الجميع ذلك ويعيشونه في حياتهم اليومية.
المشاريع الفائزة بجائزة ميثاق الملك سلمان العمراني
تم خلال حفل جائزة ميثاق الملك سلمان العمراني الإعلان عن المشاريع الفائزة في مسارات الجائزة الثلاثة وهي: مسار طلبة الجامعات ومسار المشاريع غير المبنية ومسار المشاريع المبنية، واستعراض المراحل التي مرت بها تلك المشاريع ابتداء من مرحلة التسجيل في الجائزة ومرحلة الفرز والتقييم وفقاً للمعايير والشروط المعلنة ومرحلة الترشيح والتحكيم للمشاريع التي اجتازت الشروط والمعايير المطلوبة من خلال لجنة تحكيم مكونة من خبراء ومختصين محليين ودوليين في مجال العمارة والتصميم بقيادة الدكتور أدريال لحود لتقييم المشاركات، وانتهاء بالحفل الختامي وتتويج المشاريع الفائزة بجائزة الميثاق.
يمكن التعرف إلى قائمة المشاريع المشاركة في الجائزة الرياض تحتضن الحفل الختامي لجائزة ميثاق الملك سلمان العمراني
مشروعان من مسار مشاريع طلبة الجامعات
من بين ثمانية مشاريع مرشحة في القائمة القصيرة لمشاريع طلبة الجامعات المحققة للتميز العمراني وتحسين جودة الحياة، تم الإعلان عن فوز مشروعين هما: مشروع أكاديمية الملك سلمان العالمية للغة العربية من تصميم الطالب عبدالعزيز آل غالب، الطالب بجامعة الملك سعود، مشروع تصميم “الحي المعاصر” الذي صممته الطالبة سديم الجبرين من جامعة شيفلد ببريطانيا.
عبدالعزيز آل غالب : حرصنا على ترجمة معاني ورموز أصالتنا وتاريخنا
التقت سيدتي بالطالب عبدالعزيز آل غالبالذي تناول الحديث عن الجهود المبذولة لتنمية قطاع العمارة والتصميم ودور الجائزة في خلق جو تنافسي داخل السعودية وبين الطلاب ومشاريعهم التي تستهدف تصاميم معمارية داخل مدينة الرياض وخارجها.
وعن مشروعه الخاص قال عبدالعزيز: المشروع مرتبط باللغة العربية والعنصر الأهم ارتباطه باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، وهذا الارتباط يجعل المشروع ضمن سياق مهم جداً، سياق ثقافي وسياق عمراني، وكانت لخادم الحرمين جهود كبيرة في إطار العمارة والتصميم داخل مدينة الرياض إبان توليه أمارة منطقة الرياض، فالتحدي تمثل في مدى إمكانية التوفيق ما بين السياق العمراني القائم في حديقة الملك سلمان العالمية وبين السياق العمراني لمدينة الرياض، وكذلك ارتباط المشروع باللغة العربية التي ستكون بوابة للعالم، فحرصنا على ترجمة المعاني والرموز الموجودة في تاريخنا وأصالتنا؛ مثل الخيمة والجدران الثابتة المستلهمة من الجدران الطينية القديمة والراسخة وتطويرها إلى عناصر حديثة وأساليب مبتكرة، فعلى سبيل المثال تم ترجمة إرسال العرب قديماً لتعلم اللغة العربية للبادية من خلال عنصر الخيام في بادية الجزيرة العربية، وغيرها من الأفكار التي تضمنها المشروع مثل المرونة وملاءمة العيش والقيم الستة التي ذكرت في ميثاق الملك سلمان العمراني، وهي محورية الإنسان والأصالة وملاءمة العيش والاستدامة والابتكار والاستمرارية.
مشروعان من مسار المشاريع غير المبنية
يركز مسار المشاريع غير المبنية على تصاميم عمرانية متميزة لمشاريع لم يكتمل بناؤها على أرض الواقع، وفاز فيها مشروعان من أصل 4 مشاريع هما مشروع المسار الرياضي من تصميم فريق المسار الرياضي، ومشروع محراب في المدينة المنورة من تصميم فريق محراب.
اقرأ المزيد برئاسة الأمير محمد بن سلمان.. مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي يعتمد تصاميم أطول برج رياضي في العالم
5 مشاريع من مسار المشاريع المبنية
فاز في هذا المسار 5 مشاريع من بين 11 مشروعاً مشاركاً تتميز جميعها بالبيئة العمرانية المتميزة التي تم تصميمها وتنفيذها والبدء بتشغيلها، وهو مشروع:
مركز الملك عبدالعزيز الثقافي إثراء بالظهران من تصميم سنو هيتا، ومشروع بانيان ترى العلا التابع لشركة تطوير العلا، ومن تصميم أيه دبليو عمارة وتصميم داخلية.
ومشروع الجامع الكبير في مركز الملك عبدالله المالي”كافد” من تصاميم عمرانية، مشروع وبرج الابتكار في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من تصميم لافا بواتوري أوف فيجنيري أركيتكتشر، ومشروع مبنى دارالرحمانية التابع لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي في محافظة الغاط من تصميم جون لينقلي.
مشاعل السديري: دار الرحمانية صرح ثقافي رائع التصميم والتنفيذ
التقت سيدتي بالدكتورة مشاعل السديري مساعدة المدير العام لمركز عبدالرحمن السديري المالك لدار الرحمانية في محافظة الغاط، والتي سردت جانباً من تاريخ الدار الذي
تأسس قبل خمسين عاماً في منطقة الجوف، ومن ثم في منطقة الغاط، ويهدف لنشر الثقافة والوعي ونشر الأبحاث.
وتابعت السديري: فوز المركز بهذه الجائزة العمرانية يعطي بلا شك انطباعاً قوياً عن المركز وأنه ليس مشروعاً ثقافياً فحسب، بل صرح رائع أيضاً في تصميمه وتنفيذه، ويعكس في الوقت نفسه انطباعاً جميلاً لمنطقة الغاط، ويشير لأصالة المبنى ومدى اهتمام والدنا عبدالرحمن السديري على استخدام الخامات التي تتناسب مع أجواء واحتياج المنطقة.
وعن تطلعات المركز المستقبلية أكدت السديري: مركز عبدالرحمن السديري عبارة عن وقف له أهداف محددة، وهناك تطلع لأشياء أكبر، منها مشروع يجري العمل عليه الآن، وهو إعادة مبنى دار العلوم، ونتمنى مشاركة المستثمرين في مثل هذا المشروع القيم الذي سيكون له أثر على المجتمع والفن والثقافة.
