في أسبوع دبي للتصميم.. مشاركات سعودية تحكي قصص التراث وأروع الرموز الثقافية
تُشارك المملكة العربية السعودية بعدة مشاركات مهمة في أسبوع دبي للتصميم في نسخته العاشرة، ومنها: مبادرة “صُمم في السعودية”، وهي المبادرة الإستراتيجية التي تقدمها لجنة التصميم والهندسة المعمارية التابعة لوزارة الثقافة السعودية.
كل ما يوحي بالثقافة السعودية العريقة، كان موجوداً في حي دبي للتصميم، الذي ضم أكثر من 40 تركيباً فنياً كبير الحجم و10 فعاليات، وقد شارك مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بعمل “إيوان”، والذي صُمم من العمارة الإسلامية، وقد صممه أربعة معماريين سعوديين ناشئين كجزء من تحدي الجناح القابل للطي “تنوين”، وهم: عبدالقادر السويدان، ونواف الغامدي، وحياة الموسى، ولمى دردي.
كما شارك مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بأعمال من برنامج “الحلول الإبداعي”، وهو أحد البرامج التي تهتم بالتصميم من خلال القصص والبرامج الإبداعية للشباب.
سمية شلبي: قصة الختم
تحدثت سمية شلبي مديرة مبادرة صمم في السعودية، عن هذه المبادرة الوطنية التي تم إطلاقها العام الماضي، وتهدف إلى تطوير التصميم الصناعي في المملكة ودعم المصممين الصناعيين ومصممي المنتجات الذين ينتمون لهذا القطاع؛ من خلال عدد من البرامج والخدمات، تتابع سمية: “أحدها ختم” صُمم في السعودية “وهو علامة جودة ومراقبة للمنتجات التي صممت في السعودية بغض النظر أين صُنعت، قد تكون صنعت خارج السعودية، فنحن نعطي مساحة للمصممين بأنهم يبدعون في تصاميمهم وينفذونها في مكان مناسب لهم، وكل ما على المصمم فعله هو أن يتواصل مع المنصة لطلب الحصول على الختم، وبعدها يتم تقييم المنتج من قبل لجنة من المختصين يقومون بالتأكد من تواؤم هذا المنتج مع معايير الجودة، وبالتالي يتم تحديد إذا كان يستوفي الشروط؛ فيتم وضع الختم عليه”.
تحدثت سمية عن واجب مبادرة صُمم في السعودية كجهة منظمة لهذه المبادرة، وتابعت: “نحن نقوم بالتسويق والترويج لهذه المنتجات وتقدير المصممين والعاملين عليها، فاليوم مشاركتنا في دبي أسبوع دبي للتصميم في داون تاون ديزاين هي بالنسبة لنا واحدة من أهم المشاركات؛ لأن أسبوع دبي للتصميم يعتبر من أهم الفعاليات الخاصة بالتصميم في الشرق الأوسط، ووجود تصاميمنا ومصممينا في هذه المنصة يعطيهم ظهوراً على المستوى العالمي؛ لأن عدداً كبيراً من الشركات العالمية والأشخاص المهتمين بالتصميم موجودون في هذه الفعالية”.
يشار إلى أن مبادرة صُمم في السعودية شاركت السنة الماضية بالمنتجات التي حصلت على الختم، وهذه السنة تشارك بقطعها الجديدة التي تتوافق مع معايير الجودة عالية المستوى، وبعد خضوعها لتقييم دقيق، من لجنة خاصة.
“صمم في السعودية” في معرض “داون تاون ديزاين 2023” بدبي
مزيد الخطاف: سعوديتنا في ابتكاراتنا
مهندس معماري ومصمم، مشارك مع جناح “صمم في السعودية” بمنتج طاولة ألعاب، تضم أكثر من لعبة تفصل حسب الطلب، يتابع قائلاً: “حالياً عندنا لعبة البلوت، مشهورة جداً في السعودية، وطاولة جاكارو، نحن نستهدف في عرض تصاميمنا المستوحاة من تراثنا أن يقتنيها الناس؛ لتكون تحفة معمارية وجمالية يمكن أن تكون في إحدى زوايا المنزل، فحاولنا أن نستخدم أفضل أنواع الخامات في الطاولة، وما زلنا نستمر في ابتكار المزيد من المنتجات، التي تختلف في تفاصيلها وتوجهها عن تلك الموجودة في السوق العالمي. وسنعلن عن منتجاتنا الجديدة في نهاية السنة وسيتفاجأ الجمهور بها، فكلها ابتكارات لا مثيل لها عالمياً، مثلاً صممنا قاعدة للصقور وطورناها وعالجنا الأغلاط الموجودة في القاعدة المتواضعة، المتعارف عليها سابقاً، حاولنا مثلاً ابتكار طاولة للبخور، وكله من روح تراثنا وأرض السعودية.
يعتقد مزيد أن أسبوع دبي للتصميم يتيح فرصة كبيرة لعرض المنتجات وفرصة للمصممين السعوديين للاحتكاك مع مصممين من كل العالم، وقد يحدث تعاون بين المصممين وأيضاً فرصة لاكتشاف المواد الجديدة التعلم وتطوير المنتجات وتحسين جودتها، “وهو أيضاً فرصة ليتعرف العالم إلى الثقافة السعودية، وكيف يمكن أن نقدمها للعالم بطريقة مبتكرة”.
منية: بركان يمثل كرم الضيافة
زارت كاميرا “سيدتي” جناح طيب الصنع، وهناك حدثتنا منية عن ثلاثة تصاميم يشاركون بها في المعرض، وهي مستوحاة من الحمم البركانية الخامدة الموجودة حول العلا، التي تلعب دوراً كبيراً في تكوين الصخور، في تلك المنطقة، منتجنا يشبه البركان، لكنه يرتبط بشكل مباشر بالتراث وكرم الضيافة السعودية، “في النظرة الأولى يعطي انطباعاً أنك تنظر إلى بركان، حيث صممنا له غطاء يمكن رفعه، لتتفاجأ فيه بوجود تمور سعودية طبيعية، أو قهوة، أو طحينة أو حتى بخور، المهم أننا في منتجاتنا أحببنا أن نعبر عن الضيافة السعودية الموجودة بين العائلات، على جميع بقاع المملكة”.
تحدث المصممون في “صنع في السعودية”، عن تلك الجلسات الشهرية للفريق الإبداعي، من دون سابق تحضير، ومن دون تحديد موضوع؛ حيث يبدأ الجميع في طرح الأفكار والخامات، كلّ في تخصصه، أو الجزء الذي يخصه، ويتشاركون في وضع الأفكار معاً، ويبدأون في مناقشة عملية التنفيذ، وكيف يمكن إبداع منتج مفيد، وهم كما يتفقون؛ بحاجة إلى زخم أكبر، لتنفيذ أفكار جديدة، والمساحة مفتوحة أمام جميع المصممين السعوديين الراغبين بالانتساب إلى “صنع في السعودية”.
ريناد الجريد: النمر من رموز ثقافتنا
ريناد الجريد، متخصصة تسويق في تجلى إيجنسي، كشفت عن علامتهم التجارية الجديدة؛ وهي مجموعة النمر العربي، وهي علامة تجارية تنتمي لتجلى إيجنسي، تقدم منتجات مستلهمة من تراث وثقافة المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية ككل، خاصة السعودية.
تقول ريناد: “نحن في تجلى عندنا فريق مبدع جداً، ودائماً نحاول التركيز على إبراز الثقافة والعناصر الثقافية، سواء في العمارة أو حتى في البيئة من التراث الطبيعي، وقد قدمنا في أسبوع دبي للتصميم مجموعة النمر، وما جعلنا نختار هذا الرمز؛ هو أنه في السنوات الماضية بذلت المملكة الجهود الكبيرة للحفاظ على النمر العربي؛ لأنه مهدد بالانقراض، ومن هنا لمعت فكرة منتجنا لدعم جهود المملكة في الحفاظ على النمر من الانقراض، ونحاول في منتجنا إبراز جمال النمر العربي، وندعو للحفاظ عليه مع المملكة، ونبرز أيضاً جمال واحة العلا ونخيلها، والعمارة القديمة في العلا، تلك الملامح التراثية التي تعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد.