في أسبوع دبي للتصميم.. معرض يضم 700 خاتم استثنائي ودروساً لتعليم صياغة المجوهرات
في أسبوع دبي للتصميم، قدمت مدرسة ليكول الشرق الأوسط لفنون المجوهرات النسخة الخامسة من معرض “خواتم الرجال”، وهي مجموعة “إيف غاستو” في دبي، حيث يعرض هذا الحدث الرائع مجموعة غير مسبوقة من خواتم الرجال التي كانت تعود إلى الراحل إيف غاستو، جامع التحف وتاجر الفنون الفرنسي الشهير.
يضم المعرض أكثر من 700 خاتم استثنائي، ويركز على خمسة موضوعات تتيح استكشافاً غامراً لذوق الجامع الشخصي.
كاميرا “سيدتي” تجولت في هذا المكان الثمين، وأجرت الحوارات الآتية.
تاريخ الخواتم
تعود أقدم الخواتم المعروفة إلى بلاد ما بين النهرين ومصر، حيث تم اكتشاف العديد منها مزينة بالجعارين (الخنافس) والنقوش الهيروغليفية.
وبدءاً من عام 1820، انطلق فنانو الحقبة الرومانسية في جولات إلى إيطاليا واليونان لاستكمال تعليمهم الثقافي، وكانت هذه الرحلات تُعرف باسم “الجولة الكبرى”، حيث اكتشف الشباب الأرستقراطيون المواقع الأثرية القديمة وأحضروا تذكارات.
وتعكس المجوهرات التي ارتداها هؤلاء الرجال الطابع الكلاسيكي الجديد، كما تم تزيين الخواتم بالنقوش المحفورة (نحت الأحجار الكريمة)، والنقوش البارزة (تصاميم مرتفعة على طبقات الكابوشون الملونة)، والعملات القديمة المكتشفة.
وقد انقسمت هذه الخواتم إلى عدة طرازات، منها:
الطراز القوطي
كان الطراز القوطي الجديد شائعاً في الفترة الرومانسية في أوروبا بين عامي 1820 و1880، حيث شكل إعادة اكتشاف فني للعصور الوسطى، وارتبط ذلك من جهة بازدياد الهوس بكاتدرائيات الطراز القوطي، ما أدى إلى انتشار رواية فيكتور هوغو “أحدب نوتردام”، التي تحتفي بالكاتدرائية التي تحمل نفس الاسم، ومن جهة أخرى، بالإعجاب الجماهيري بالفرسان الشجعان، من أسطورة الملك آرثر إلى الدروع البراقة لجان دارك، بالإضافة إلى القلاع والحملات الصليبية.
الطراز الديني
تتيح مجموعة الخواتم المستوحاة من الدين المعروضة تتبع المراحل الرئيسية للعبادة عبر الزمن. كانت هذه الخواتم بسيطة في الزخرفة عند الأوائل، لكنها أصبحت مزينة بأجمل الأحجار الكريمة مع تطور الكنيسة تحديداً وزيادة ثروتها في القرن التاسع عشر منذ أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، وبدعم خاص من الأب كوتورييه في الخمسينيات.
وقد شهد الفن في تلك الفترة إحياءً جديداً غيّر التصورات حول الخواتم، وقام المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي اختتم في عام 1965، بتغيير جمالية خواتم الأساقفة بشكل نهائي، حيث أصبحت أقل بهرجة وأكثر بساطة في تصميمها الحديث.
طراز الموت
منذ فجر التاريخ، كان الإنسان كثير التساؤل عن الموت، ومذعوراً منه في الوقت ذاته، وسواء كانت خواتم الحداد، أو خواتم سائقي الدراجات النارية المستوحاة من أسلوب “Hell’s Angels”، أو خواتم الموت المستوحاة من عصر النهضة، فقد استكشف العديد من الفنانين هذا الموضوع في أعمالهم. ربما قاموا بذلك لطرد مخاوفهم، كما يتضح من العبارة “Memento Mori” (تذكر أنك ستموت)، أو ربما كان ذلك دليلاً على عدم الخوف من المستقبل كما تجسد فلسفة “Carpe Diem” (اغتنم اليوم).
دروس لتعليم صناعة المجوهرات على هامش المعرض
دخلت كاميرا “سيدتي” مدرسة ليكول الشرق الأوسط لفنون المجوهرات، والتي تعلم تقنيات صناعة المجوهرات.
أهمية وجود الحرفيين
التقينا بنورا السركال، مدرسة في مدرسة ليكول، التي تشرف على صف تعليم صناعة المجوهرات، حيث قالت: “تعرف عملية صب الذهب أو المجوهرات بأنها العملية التي يتم من خلالها تحويل نمط الشمع إلى قالب مجوهرات، ثم يتم ملؤه بالمعادن المنصهرة أو الذهب لإنشاء قطعة مخصصة من المجوهرات، كما يُطلق عليه أيضاً صب الشمع المفقود؛ لأن الشمع “يضيع” دائماً أثناء عملية صب الذهب؛ لبدء تشكيل نماذج تصاميم المجوهرات.
وجميع المجوهرات التي يتم تصنيعها تبدأ كنموذج للشمع، حيث يتم صنع هذا القالب باستخدام أسطوانة بداخلها تجاويف من الشمع، ويتم صب الجص فيها، وبمجرد تحضير القالب، يوضع في الفرن حتى يتصلب الجص ويتم ذوبان جميع الشمع المحيط بالتجويف الأساسي.
مصممو المجوهرات الإماراتيين، يفوقون كثيراً، وجود الحرفيين، وهذا هو الغرض من الورش التي تقام في المدرسة
مراحل الصياغة
يقوم الصائغ باستخدام قالب خالٍ من الشمع، بصب الذهب، أو المعادن المنصهرة في تجويف القالب بواسطة آلة تفريغ، أو آلة صب الطرد المركزي، وبعد بضع دقائق، يقوم برمي القالب في دلو من الماء البارد لتبريده، والوصول إلى قطعة المجوهرات، والتي هي النسخة المتماثلة الدقيقة لنموذج الشمع الأولي، حيث تمر في صناعة القطعة الفنية التي تصل إلى عنق أو معصم أو أذني أو أصابع المرأة بمراحل فنية كثيرة، نعلّمها بالتفصيل للمشاركين في الصف، والذين يكتسبون خبرة لا مثيل لها في صناعة المجوهرات، هنا في هذه المدرسة نركز على صياغة المجوهرات، سواء كانت معدناً؛ أي من الذهب، أو تركيب الأحجار.
تكلمت نورا عن كثرة مصممي المجوهرات في الإمارات، لكنهم يفوقون كثيراً وجود الحرفيين الإماراتيين، وعلّقت: “هذا هو الغرض من الورش التي تقام في المدرسة، وهو تسليط الضوء على أهمية الحرفية، في صياغة قطعة المجوهرات”.
78 قطعة فنية بين التراث الإماراتي والحرف العالمية في لندن للتصميم
تمييز الأحجار الكريمة عن غيرها
تانيا هيكل، عالمة أحجار كريمة، وخريجة المعهد الأميركي للأحجار الكريمة، تشرف على صفين من ورش العمل، التي تقام خلال أسبوع دبي للتصميم؛ الصف الأول يعرض للمشاركين الحجارة قبل القص، كما هي في الأصل، في الطبيعة، ومهمة الصف أن يشرح كيف تخلق هذه الأحجار في الطبيعة، وطريقة تطورها، حتى تصل إلى الإنسان الذي تدخل، وسخرها، لتكون قطعاً جمالية يتزين بها، كمجوهرات، فتمر بمراحل القص والقطع والصقل التي تخص المجوهرات، أما الصف الثاني فهو عبارة عن تعليم المشاركين استخدام عدة آلات وتقنيات، يمارسون فيها طريقة الاستخدام لمدة أربع ساعات، فيتعلم المرء من خلال هذه التجربة أنه ليس كل الأحجار الخضراء زمرداً، وليس كل حجر لونه أزرق هو زفير، وليس كل حجر لونه أحمر هو روبي، هناك أحجار في الطبيعة خلقت بشكل جميل، لكنها ليست مجوهرات كريمة، وفي آخر 5 دقائق من الساعات الأربع؛ يفهم المشارك نوع الحجر الذي يعمل عليه، إن كان أصلياً، أم من فصيلة الأحجار المشابهة.
لا علاقة لعملنا في هذه الورش، بما يدور حول طاقة هذه الأحجار، ولا بالقيمة السوقية فليس دوري كخبيرة أحجار أن أحدد أسعارها
بلايين السنين
كما كشفت تانيا أنه لا علاقة لعملهم في هذه الورش بما يدور حول طاقة هذه الأحجار، ولا بالقيمة السوقية أو التجارة. تعلّق قائلة: “ليس دوري كخبيرة أحجار في هذه الدورة أن أحدد أي أسعار، ما يهمني هو تعرف المشارك إلى الحجر، وقيمته الفنية والجمالية، ومراحل صقله، نحن نسلّط الضوء على الحجر من خلال العلم، لنكشف كيف تكونت هذه الأحجار عبر بلايين السنين، وكيف استطعنا اكتشافها وأخذها من الطبيعة؛ لنبرز من خلالها قوتنا وعشقنا للرفاهية”.
تكلمت تانيا عن دبي كمكان حاضن لروح الرفاهية، التي يمثل الألماس أو الأحجار الكريمة واحداً منها، وعلّقت: “لذلك كان حضورنا في أسبوع دبي للتصميم تكميلاً لهذه الرفاهية التي يسعى إليها الكثيرون، لكن بعد كشف تفاصيلها كعلم معترف به”.
أسبوع دبي للتصميم.. تصاميم مستدامة وقائمة على الحلول