في اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون 2024.. التخلص التدريجي من الغازات المسببة للاحتباس الحراري
تحمي طبقة الأوزون كل أشكال الحياة على الأرض من الإشعاع الضار للشمس، فهي الدرع الحافظ للحياة على كوكب الأرض والذي يحمي صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض، ولكن الأنشطة البشرية ألحقت الضرر بهذا الدرع الجوي الهام، وفي ظل العمل على حماية طبقة الأوزون والإضاءة حول أهميتها وما تمثله للحياة على كوكب الأرض تم تحديد يوم 16 سبتمبر باعتباره اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون من قبل الأمم المتحدة.
ما هي طبقة الأوزون؟
Humanity’s survival hinges on the ozone layer.
Ahead of World #OzoneDay, we celebrate the achievements of the Montreal Protocol, which has phased out 99% of ozonedepleting chemicals, helping to recover the ozone layer.https://t.co/T309LLF4Em pic.twitter.com/prisH8kZB9— UN Environment Programme (@UNEP) September 15, 2024
الأوزون (O3) هو غاز شديد التفاعل، حيث تتكون جزيئاته من ثلاث ذرات أكسجين. ويتقلب تركيزه في الغلاف الجوي بشكل طبيعي حسب المواسم وخطوط العرض، ولكنه كان مستقرًا بشكل عام عندما بدأت القياسات العالمية في عام 1957 .
يقع الأوزون في طبقة الستراتوسفير، (هي عبارة عن تركيز عالٍ طبيعي من المواد الكيميائية)، على ارتفاع يتراوح بين 15 و30 كيلومترًا فوق سطح الأرض (الستراتوسفير). وهي تغطي الكوكب بأكمله. وهي تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة من نوع B (UVB) من الشمس، ومن ثم فطبقة الأوزون تشكل درعًا واقيًا حاميًا فعالًا من أشعة الشمس، وتحمي الكائنات الحية على الأرض من الأشعة فوق البنفسجية المفرطة، والتي وجد أنها تسبب السرطان وإعتام عدسة العين والتلف الجيني وقمع الجهاز المناعي فضلاً عن الأضرار التي تلحق بالنباتات والنظم البيئية البحرية.
ثقب الأوزون في طريقه للتعافي
وبحسب الموقع الرسمي لوكالة حماية البيئة الأمريكية epa.gov ، عندما أصبح معروفاً في عام 1974 أن مركبات الكلورو فلورو كربون تتسبب في استنزاف المواد الكيميائية التي تشكل الأوزون في طبقة الستراتوسفير، وفي وقت لاحق في عام 1985 تم رصد تركيزات منخفضة بشكل غير عادي للأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية (بالتوازي مع عملية ترقق طبقة الأوزون العامة التي لوحظت في جميع أنحاء العالم)، حفز ذلك العالم على التحرك. وفي عام 1987، اجتمع ممثلون من 24 دولة في مونتريال لإعلان التزام مشترك بحماية طبقة الأوزون من المزيد من الضرر. وقد تم تحديد التزاماتهم في بروتوكول مونتريال بشأن المواد التي تستنفد طبقة الأوزون في 19 ديسمبر 1987.
ألزم بروتوكول مونتريال البلدان بالتخلص التدريجي من نحو 100 مادة كيميائية صناعية تُعرف باسم المواد المستنفدة للأوزون. وتشمل هذه المواد مركبات الهيدروفلوروكربون (HCFCs)، والكلوروفلوروكربون (CFCs)، والهالونات، وبروميد الميثيل، ورابع كلوريد الكربون، وكلوروفورم الميثيل، فضلاً عن مركبات الهيدروفلوروكربون (HFCs)، وهي غازات دفيئة قوية وجد أنها تسبب تغير المناخ.
وللتعرف أكثر على الاحتفال باليوم العالمي لحفظ طبقة الأوزون تابعي الرابط: 16 سبتمبر الاحتفال بـ اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون
احتفالية 2024 “بروتوكول مونتريال: تعزيز الإجراءات المناخية”
At a time when multilateralism is under severe strain, the Montreal Protocol stands out as a symbol of hope.
The ozone layer, once an ailing patient, is on the road to recovery.
When countries show political resolve for the common good, change is possible. pic.twitter.com/R8qg9TKSNj— António Guterres (@antonioguterres) September 15, 2024
بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة. un.org، فاليوم السادس عشر من سبتمبر يوافق ذكرى توقيع بروتوكول مونتريال، والذي دعا لحماية الدرع الهش لطبقة الأوزون الواقية.
فقد دفع التأكيد العلمي على استنفاد طبقة الأوزون المجتمع الدولي إلى إنشاء آلية للتعاون لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية طبقة الأوزون. وقد تم إضفاء الطابع الرسمي على ذلك في اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، التي اعتمدتها ووقعت عليها 28 دولة، في 22 مارس 1985. وفي سبتمبر 1987، أدى ذلك إلى صياغة بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.
يحتفل العالم هذا العام 2024 باليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون، تحت عنوان: “بروتوكول مونتريال: تعزيز الإجراءات المناخية”، حيث يعترف اليوم بالمكاسب المناخية التي تحققت في بروتوكول مونتريال من خلال التخلص التدريجي من الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي لها القدرة على التسبب في الاحتباس الحراري العالمي.
يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على الصفحة الرسمية على موقع التواصل X، “إن طبقة الأوزون، التي كانت مريضة معتلة، في طريقها الآن إلى التعافي. وقد حان الوقت الآن للذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك.”
(وبروتوكول مونتريال هو المعاهدة الدولية الوحيدة التي صادقت عليها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 198 دولة.على أن يتم مراجعة حالة طبقة الأوزون كل ثلاث أو أربع سنوات.)
المكاسب المناخية التي تحققت من خلال بروتوكول مونتريال
بحسب الأمم المتحدة، وفي تقرير صدر في أوائل عام 2023 ، لاحظ العلماء الذين يتابعون طبقة الأوزون أن الغلاف الجوي للأرض يتعافى. وسوف تعود طبقة الأوزون إلى حالتها التي كانت عليها في عام 1980 ــ قبل ظهور ثقب الأوزون ــ بحلول عام 2040. ومن المتوقع أن تتعافى المزيد من ثقوب الأوزون المستمرة فوق القطب الشمالي والقطب الجنوبي بحلول عامي 2045 و2066 على التوالي فقد نجح البشر في التخلص تدريجياً من العديد من المواد الكيميائية التي تضر بطبقة الأوزون :
- في القطب الجنوبي يتعافى ومن المتوقع أن يغلق تدريجيًا بحلول ستينيات القرن الحادي والعشرين، ليصل إلى مستويات ما قبل عام 1980
- من المتوقع أن تتعافى طبقة الأوزون إلى مستويات ما قبل عام 1980 في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين في نصف الكرة الشمالي.
- كذلك فمن المتوقع أن تتعافى طبقة الأوزون في عام 2050 في نصف الكرة الجنوبي.
وإذا أردت التعرف أكثر على ثقب الأوزون فهذا عالم يوضح سبب ظهور ثقب الأوزون فوق القطب الشمالي