كيف تتعامل مع الانتقادات السلبية؟
قلة من الأشخاص من يتقبلون النقد بصدر رحب، خاصة لو كان سلبياً أو فظاً، فالمعتاد أن الانتقاد وكشف العيوب أمر لا يتقبله أحد، خاصة لو كان بطريقة قاسية ذات فجاجة أو محرجة تثير حفيظته، فأغلب الأشخاص ربما يعتقدون أن الانتقاد إهانة وجرح للكرامة، بالسياق التالي، التقت “سيدتي” استشاري العلاقات الإنسانية وخبير التنمية البشرية جميلة عبد الواحد؛ لتخبرك كيف تتعامل مع الانتقادات السلبية؟
الانتقاد جزء طبيعي من حياة كل منا
تقول جميلة لـ«سيدتي»: “النقد والانتقاد لا يكون دائماً بسوء نية ولا يكون دائماً بغرض الانتقاص من شأن الآخرين، فمن الممكن أن يكون النقد بحسن نية أو بغرض المساعدة، أو حتى لمجرد إبداء الرأي، فعندما ينتقد شخص ما «ما تقوله»، أو ما تفعله، أو ما تطرحه في العالم، فهو يشير إلى شيء لا يوافق عليه، وقد يكون غرضه إما إيذاءك أو مساعدتك، وبغض النظر عن نوايا الشخص، فإن الانتقادات السلبية يمكن أن تشبه إلى حد كبير الرفض، وبما أن الرغبة في أن يكون الشخص مثالياً هو أمر إنساني، حيث الشعور بعدم الحصول على موافقة شخص ما وقبوله لشخصك وأفكارك وتصرفاتك أمر يشعرك بالسوء، وسواء أكان ذلك على صواب أم على خطأ؛ فإن ذلك يمكن أن يجعلك تشعر بعدم الكفاءة أو عدم القدرة، ولأننا مخلوقات اجتماعية لا نريد أن ينظر الآخرون إلينا بشكل سيئ، لأننا خذلناهم أو أخطأنا، فإننا غالباً ما نتخذ موقفاً دفاعياً عند انتقادنا، وقد نبالغ في ردة الفعل على أن الأمر لا يعدو عن كونه مجرد نصح أو رأي.
قد ترغب في التعرف إلى: كيفية تقديم الانتقاد بفعالية لزميلك في العمل دون الإساءة إليه
طرق مواجهة النقد والانتقادات السلبية
تقول جميلة: “لابد أن تدرك أن الانتقاد جزء طبيعي من كونك شخصاً موجوداً حول أشخاص آخرين، وهو أمر طبيعي عندما نعمل ضمن فريق، أو نعيش مع الأصدقاء، وهناك العديد من الطرق لمواجهة التأثير المزعج للانتقادات السلبية، أو على الأقل مساعدتك في العثور على بعض القيمة في الكلمات التي قد لا تعجبك”.
حاول أن تتعرف إلى مغزى الانتقاد
في البداية، لا بد أن تعرف من يوجه لك الانتقادات السلبية ودرجة صلته بك، فلو كان أحد الوالدين؛ فالانتقادات السلبية تتحول فجأة لنصائح مهما كانت قاسية، ولو كان هذا الشخص صديقاً؛ فالأمر يحتمل كلا الاحتمالين، أما لو كان من يوجه لك الانتقادات السلبية زميلاً أو شخصية لا تربطك بها علاقة وثيقة؛ فيمكنك أيضاً أن تنظر لكلا الاحتمالين، فالشخص المنتقد إما يريد أن يفيدك ويساعدك، أو أنه يريد إحراجك وإيذاءك، ومن ثم ينبغي التريث قليلاً قبل اتخاذ قرار ردة الفعل، وحاول الوصول إلى حقيقة نوايا المنتقد، وهذا يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن قليلاً تجاه النقد. إحدى الطرق للقيام بذلك هي طلب المزيد من المعلومات وأن تسأل عن سبب النقد بعبارة مثل: “ما الذي يجعلك تقول ذلك؟” أو “هل يمكنك أن تخبرني المزيد عن سبب رؤيتك للأمر بهذه الطريقة؟”، وقد يخبرك الشخص المنتقد أنه يرى الكثير من الإمكانات بداخلك ويريد مساعدتك على تعلم أن تكون شخصاً أكثر نجاحاً أو أكثر تميزاً.
استمع جيداً للشخص الآخر
سيساعدك الوقت الذي تقضيه في الاستماع إلى الشخص المنتقد على عدم اتخاذ موقف دفاعي على الفور. فدع الشخص المنتقد يعرف أنك استمعت إليه وترغب في سماع اقتراحاته. قد لا تكون مهتماً برأيه، ولكن يمكنك تجنب خيبة الأمل. بشكل عام، أولئك الذين ينتقدون يعرفون أن انتقاداتهم يمكن أن تسبب الأذى، وقد تصل إلى حد الشجار إذا كانت انتقادات سلبية حادة، لذلك عندما تستمع جيداً لمن ينتقدك وتطلب منه اقتراحات لتغيير الوضع القائم أو لتحسين الصورة؛ يمكن أن يجعل الشخص يغير لهجته تماماً.
افترض أن النقد قد يكون مجرد اختلاف في وجهات النظر
على الرغم من أن انتقادات من يعنيه أمرك قد تكون أسهل في تقبلها، خاصة عندما تعلم أنه يريد مساعدتك وليس مهاجمة عملك فإنك قد تظل منزعجاً من فعل النقد ذاته، ومع ذلك، فإن تلقي بعض التعليقات من شخص ما قد لا يعني تلقائياً أنك ارتكبت خطأ ما، وتذكر أن النقد مجرد رأي وأن اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
كرر ما سمعته ودع الشخص يعرف كيف تشعرك كلماته
بعض الناس لا يقيسون كلماتهم ولا يدركون مدى ضرر ما يقولونه. هذه هي الفرصة لتكون حازماً. كن هادئاً واستخدم جمل ضمير المتكلم (أنا)؛ حتى تتمكن من إرسال رسالة مفادها بأن ما قالوه لك للتوّ لم يسمع به أحد دون بدء القتال، ومن ثمّ يجب أن يكون التركيز في الرد باستخدام “أنا” من أجل الدخول في محادثة إيجابية وغير دفاعية أو عدوانية.
تغلب على رغبتك في رفض الانتقاد وجنوحك المتعجل نحو الدفاع عن نفسك
عندما تشعر أنك تحت وطأة سيل من الانتقادات السلبية وتعتقد أنه هجوم مباغت، تجد أن عقلك اتخذ دفاعاته السريعة، وبادر بصد الهجوم والردّ عليه بذات القوة، لكن في حال درّبت نفسك على الاستماع فقط؛ فأنت بهذه الطريقة تكون قد اكتسبت أداة قوية تساعدك على تجاوز معظم المواقف الصعبة وتقبّل النقد بروح رياضية، فالاستماع للشخص المنتقد مهما كانت قوة انتقاداته سيجعله يهدأ ويقلل من حدة الهجوم، ومن ثمّ يكون أكثر انفتاحاً وتقبلاً لسماعك ومعرفة وجهة نظرك حول انتقاداته لك.
تحلَّ بالشجاعة للدفاع عن نفسك بحزم وأدب
تقول جميلة: “كما يقولون «الأدب لا يزيل الشجاعة» والأخلاق نعمة، وفي بعض الأحيان قد تتعرض لبعض الانتقادات السلبية غير المقبولة وحتى غير اللائقة أو المحترمة، ولذلك كلما كان ردك مهذباً وهادئاً؛ كان التأثير أكبر على الشخص الآخر، الذي لن يجرؤ على تكرار النقد مرة أخرى”.
ويمكنك كذلك التعرف إلى المزيد من ذات السياق إذا تابعت الرابط: كيفية التعامل مع النقد السلبي بإيجابية