يُعد التعليم أمرًا رائعًا، ولكن مجرد تخرج الطالب من الكلية لا يعني أنه سيتخذ جميع القرارات الصحيحة، ففي البداية يعيش الطالب حالة من الفراغ المستمر عقب روتين الدراسة المعتاد، ويظل مترنحًا ما بين محاولة العثور على الوظيفة المناسبة التي تتسق مع ميوله وقدراته ودراسته ومواءمة أهدافه المهنية مع أهدافه الشخصية، أو قد يجد نفسه عالقًا في أمور أخرى.. بالسياق التالي سيدتي التقت مع استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي أميرة نجيم عيسى، في حوار تساعدك من خلاله لتحدد أولوياتك قبل التخرج من الجامعة.
ماذا يفعل الشباب بعد التخرج مباشرة؟
بمجرد الانتهاء من الدراسة الجامعية يتبادر سؤال ما هي الخطوة التالية؟
تقول أميرة نجيم عيسى لسيدتي: “بمجرد الانتهاء من الدراسة الجامعية يتبادر هذا السؤال إلى الذهن، ما هي الخطوة التالية؟ في هذه المرحلة هناك العديد من الفرص التي تظهر، من الاندماج في سوق العمل أو الاستمرار في الدراسات العليا، واختيار مجال التخصص الذي يطمح الشاب للعمل فيه، بعض الشباب يفكرون بالسفر نحو اكتساب المزيد من الخبرات، على أن كثير من الفتيات بعالمنا العربي يفكرن في تأهيل أنفسهن للزواج فيتعلمن فنون إدارة المنزل والطهي وخلافه، وهكذا كل ينظر للحياة بعد الجامعة وفق لثقافته وطموحه وقناعاته”.
عوامل تؤثر على أولويات الشباب خلال وبعد المرحلة الجامعية
تقول أميرة: “هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على أولويات الشباب خلال وبعد المرحلة الجامعية” وهي:
الظروف الاقتصادية للأسرة وهل الأسرة تعتمد على الشاب في دخلها، فهو مضطر لقبول أي وظيفة على الأقل ليكفي مصاريفه بنفسه أو ليساعد عائلته فيكون تحت ضغط الحصول على أي وظيفة حتى ولو لم تكن بمجال دراسته.
لو كان الشاب ميسور لديه دخل من أسرته ولا يحتاج للبحث المرهق عن فرص العمل، ففرصته قد تكون في العمل مع أسرته في مشروع خاص بهم، أو من الممكن أن يؤسس هو بنفسه مشروعه الخاص أو بالشراكة مع بعض أصدقائه.
هناك كذلك عامل التربية والبيئة والعادات والتقاليد والتي تفرض على الشباب خاصة الفتيات أن يخضعن لقوانين الزواج، وغالباً هؤلاء الفتيات يعملن بالوظائف التقليدية.
هناك بعض الأسر تقنع الأبناء باستكمال دراستهم العليا حفاظًا على المكانة الإجتماعية للأسرة، وقد تكون هذه الرغبة من الشاب نفسه والذي يقبل على العلم ومتابعة دراسات إضافية تتجاوز درجة البكالوريوس، مثل الدورات التعليمية أو درجات الدراسات العليا، بهدف تعزيز حياته المهنية وزيادة احتمالات أن يشغل مناصب ذات مسؤولية أكبر، وبالتالي الحصول على دخل أعلى، ومن ثمّ يصل للمستوى الإجتماعي الذي ينتشله من مستواه الاجتماعي البسيط، أو يحافظ على مستواه الإجتماعي المرموق (كما ذكرنا آنفًا).
هناك بعض الشباب يفكر بالسفر إما لاستكمال دراسته الجامعية بمساعدة الأهل (كما ذكرنا) أو لمجرد البحث عن وظيفة هروبًا من تدني حالته الاقتصادية ليكون ذو دخل أفضل وليحصد عدد من التجارب والخبرات التي تساعده في المستقبل.
بالسياق التالي يمكنك التعرف على: مهارات أساسية يجب أن تتقنها قبل التخرج
نصائح ليحدد الشاب أولوياته قبل التخرج من الجامعة
يمكن للطالب خلال فترة دراسته أن يعزز من مستواه الفكري الثقافي والعلمي
تقول أميرة: “بداية لا بد أن يكون لدى كل طالب فكرة خلال سنوات دراسته عما سيفعله قبل التخرج.
يجب أن يحدد الطالب قبل التخرج هل سيعمل مباشرة عقب التخرج أم انه مازال بحاجة لخبرة وإعداد.
يمكن للطالب الالتحاق ببعض الدورات التدريبية المتعلقة بدراسته والتي تؤهله أكثر لوظيفة مناسبة.
يمكن للطالب التسجيل في بعض الدورات العامة التي تساعده للحصول على وظيفة ويمكن أن يفعل ذلك بفترة الصيف أو حتى عبر الإنترنت بالفترات المسائية.
يمكن للطالب خلال فترة دراسته أن يعزز من مستواه الفكري الثقافي والعلمي من خلال القراءة والمكتبات أو حتى عبر الإنترنت.
يمكن للطالب الالتحاق بفترة تدريب في وظائف بأجر رمزي أو حتى بدون مقابل للحصول على شهادة خبرة تساعده فى وظيفته بعد التخرج، فلو كان طبيبًا يمكنه التدرب بمستشفى، ولو كان محاميًا يمكنه التدرب في مكتب استشارات قانونية، ولو كان مهندسًا يمكنه التدرب لدى مكتب استشارات هندسية وهكذا.
يمكن للطالب أن يختبر بعض مواهبه أو مهاراته ويستغلها في جني الأموال أثناء الجامعة، وعقب التخرج يمكنه البحث في هذه الموهبة التي قد تكون هي المفتاح الخفي للوصول لوظيفة الأحلام.
نصائح لتعزيز المسار المهني
عقب التخرج اسع للحصول على درجة دراسات عليا أو شهادات متخصصة ويفضل أن تكون من مؤسسات علمية موثوقة ومتخصصة أو معترف بها بجودة التعليم في المجال المهني المختار.
تواصل أو كن جزءًا من شبكة من جهات الاتصال المؤثرة والقيمة والمتميزة في المجال المهني الذي اخترته.
احصل على التوجيه من الخبراء في مجالك لتتعرف على المسارات الممكنة ولتختار الهدف بشكل أكثر وضوحًا.
تتبع المسار الذي اخترته بأهداف قصيرة ومتوسطة المدى للوصول إلى هدفك الأساسي. بالنهاية تقول أميرة: “من الضروري أن نتذكر أنه على الرغم من وجود مبادئ توجيهية عامة، فإن سوق العمل يتغير باستمرار في جميع المجالات تقريبًا. هناك العديد من العوامل، الجماعية والفردية، تؤثر بقوة على التخصصات والوظائف والرواتب التي يتم الحصول عليها”.
قد ترغبين في التعرف على: إيجابيات وتحديات العمل أثناء الدراسة
