كيف تختار تخصصك الجامعي؟

يُعد اختيار التخصص الجامعي من أكثر القرارات أهمية في حياة أي طالب، صحيح أن الأمر يبدو صعبًا في البداية، لأن أغلب الشباب يعانون من التردد وصعوبة معرفة ما يريدون، كما أنه قرار يؤثر على المستقبل لاحقًا.
شهد مجال التعليم تطورًا لافتًا في الوطن العربي، وظهرت تخصصات حديثة لم تكن متوفرة من قبل بفضل التطور العالمي في مجالات عديدة، لاسيما التكنولوجيا، من ثم بات أمام الشاب أو الفتاة عدد لا حصر له من المجالات والتخصصات، وكل خيار يمكن أن يفتح طريقًا مختلفًا للمستقبل.

كيف تختار كُليتك؟

اختيار التخصص هو قرار مهم يتطلب بعض الاعتبارات. وفي هذا الصدد قدم خبراء مجلة seventeen أهم الأمور التي يجب وضعها في الحسبان عند اتخاذ هذا القرار.

احذروا التسرع

اختيار المجال الجامعي يُعد قرارا هامًا للغاية، لذلك لا داعِ للتعجل، بينما يجب التفكير الجيد ودراسة كل الاحتمالات. وهنا ينصح الخبراء بضرورة التحقق من الموعد الذي تحدده جامعتك لاختيار التخصص، لأن بعض الجامعات تتيح للطلاب الانتظار حتى نهاية السنة الثانية، ما يعد فرصة جيدة لاختبار التخصص قبل الالتحاق به. في هذه المرحلة تأكد فقط من أن لديك الوقت الكافي لإنهاء الشروط الأكاديمية، لكن ليس هناك سبب يجعلك تندفع نحو قرار غير محسوب، خذ وقتك لتكون متأكدًا من اختيارك الخاص بتخصص معين.

استكشفوا اهتماماتكم

خلال الفصول الدراسية الأولى يجب أن تستغل لاستكشاف المجالات التي تثير اهتمام الطالب. إذا كنت تفكر في دراسة الرياضيات، فجرب أخذ دورة تمهيدية فيها، فقد تثبت التجربة أنها لا تناسب شغفك أو قدراتك، أو ربما تشعر أنها الاختيار الصحيح. في كلتا الحالتين، ستكون قد قطعت شوطًا في معرفة ما يناسبك.
جرب أيضًا دراسة مواد خارج دائرة اهتماماتك المعتادة، لأنك قد تفاجأ بحب مجال لم تفكر فيه مسبقًا، أو ربما تستبعده تمامًا من ثم تتقلص دائرة الاختيارات.

تحدث مع طلاب لديهم خبرة

عند اختيار تخصص معين، على الشاب أو الفتاة التواصل مع طلاب يدرسون هذا التخصص ولديهم خبرة معه، هؤلاء يمكنهم أن يخبروك بتجاربهم العملية، وما يمكن أن تتوقعه من الدراسة، كما قد يقدمون لك نصائح قيمة بناءً على تجاربهم الخاصة. الجميع مر بهذه المرحلة من قبل، لذا لا تحاول اتخاذ القرار بمفردك، فكلما زادت المحادثات التي تجريها، كانت رؤيتك أوضح.

استشيروا أساتذة وأكاديميين

لا تترددوا في التحدث مع أساتذة وأكاديميين متخصصين في التخصصات التي أنت بصدد دراستها، فهؤلاء دورهم تقديم المساعدة، يمكنهم توجيه الطلاب إلى أشخاص آخرين قد يفيدونهم، كما أن التحدث مع أساتذة يدرّسون التخصص سيمنحكم فكرة أعمق عن ماهية الدراسة وما يمكنكم توقعه منها.

التأكد من متطلبات التخصص

قبل أن تقرر مجال التخصص الجامعي، يجب أولًا التأكد من المتطلبات التي يجب استيفائها للالتحاق بالتخصص و الحصول على شهادة. كل تخصص له مواد دراسية معينة يجب دراستها، وعدد محدد من المواد أيضًا. من ناحية أخرى بعض التخصصات تتطلب عددًا كبيرًا من المواد، مما قد يؤثر على إمكانية تخرجك في الوقت المحدد. هناك تخصصات أخرى قد تتطلب السفر إلى الخارج، وهو أمر قد لا يكون متوافقًا مع خططك. تأكد من أنك مستعد للالتزام بكافة متطلبات التخصص قبل اتخاذ قرارك النهائي.

التفكير الجيد في المستقبل

يجب أن يكون التخصص وسيلة تساعدك في تحقيق أهدافك المستقبلية. بالطبع، ليس من الضروري أن يعمل الجميع في مجال دراستهم بعد التخرج، فهناك من يحصلون على شهادات في الكتابة من دون أن يمارسوها أبدًا. لكن إذا كان لديك مسار وظيفي معين في ذهنك، فمن الأفضل أن يكون تخصصك مرتبطًا به بطريقة ما، لذلك فكر جيدًا فيما تريد تحقيقه بعد التخرج عند اتخاذ القرار.
قد يهمك الاطلاع على مهارات التواصل في البيئة الجامعية: ركيزة أساسية للنجاح الأكاديمي والاجتماعي

تأكدوا أن التخصص الجامعي ليس النهاية

اختيار التخصص الجامعي ليس النهاية بينما هناك مستقبل ينتظر الطالب الجامعي وقد يقرر تغيير مجال تخصصه حتى بعد البدء فيه. حتى بعد اختيارك للتخصص، لا يعني ذلك أنك ملزم به مدى الحياة. إذا شعرت بعد دراسة مادة أو مادتين أنه ليس مناسبًا لك، فهذا أمر طبيعي.
في النهاية، اختيار التخصص هو خطوة أساسية في مستقبل الشباب، لكنه ليس قيدًا لا يمكنهم التحرر منه. لذلك ينصح الخبراء الشباب بالتالي: خذ وقتك، استكشف، وكن مرنًا في قراراتك فالحياة مليئة بالفرص.