كيف يتغلب الشباب المغتربون على تحديات الانتقال إلى بلد آخر؟

يؤثر التغيير بشكل كبير على الحالة الجسدية والنفسية والعقلية للفرد، ويختلف تقبل التغييرات من شخص لآخر. فبينما هناك من يتعامل معها بانفتاح من دون تردد، هناك آخرون يرفضونها تماماً ويقاومونها، لاسيما في عمر الشباب.
تقول مدربة إدارة التغيير ضحى المدني، في حديث مع “سيدتي” إن الغالبية العظمى من الناس يمكنهم التغلب والتكيّف مع التغييرات؛ من خلال بعض النصائح، والتي تأتي في مرحلة لاحقة بعد تحديد التحديات التي يواجهها الشباب المغتربون.
تحديات يواجهها الشباب عند الانتقال لبلد آخر
قد يميل كثيرٌ من الشباب إلى خوض تجربة استكمال التعليم في جامعات خارج بلدانهم، وتؤكد ضحى أن هذه الخطوة قد تعزز الجوانب الإيجابية في شخصية الشباب، بشرط التمكن من التكيف. وحددت المدني التحديات التي قد يواجهها الشباب حال الانتقال إلى بلد آخر.
افتقاد شبكة الدعم العائلية والاجتماعية
من أول التحديات التي يواجهها الطلاب المغتربون هو فقدان الأهل، وشبكة الدعم التي كانوا يعتمدون عليها، ما يجعلهم مضطرين إلى بناء شبكة جديدة في بيئة مختلفة تماماً. يُعتبر هذا التغيير فقداً مصغراً للحياة السابقة، وقبولاً لنمط حياة جديد ومختلف.
مواجهة الفروقات الثقافية واللغوية
يواجه الطلاب المغتربون تحديات تتعلق بالمناخ واللغة والعادات والتقاليد والثقافة الجديدة، مما قد يثير لديهم شعوراً بالغربة والانعزال. في ظل غياب شبكة الدعم المعتادة، يصبح من الضروري توفير دعم معنوي ونفسي؛ لمساعدتهم على التكيف مع هذه المتغيرات.
اختلاف طرق الدراسة والتوقعات الأكاديمية
تعد اختلافات النظام التعليمي واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب المغتربون، فالمتطلبات الأكاديمية وطرق التدريس والتقييم قد تختلف جذرياً عن تلك التي اعتادوا عليها في بلدهم الأصلي، مما يستدعي تطوير مهارات تكيف جديدة.
مراحل التكيف مع التغيير
بحسب ضحى المدني، يمرّ الأفراد عند مواجهة التغيير بعدة مراحل، تشمل:
- الصدمة: الشعور بالدهشة وعدم التصديق.
- الإنكار: محاولة تجنب تقبل الواقع الجديد.
- الغضب والمساومة: الشعور بالإحباط والرغبة في العودة للوضع السابق.
- الاكتئاب: الإحساس بالحزن والانعزال.
- التقبل: التأقلم مع الوضع الجديد وتطوير إستراتيجيات التكيف.
التعامل مع التغيير بفعالية
ومن جانبها، حددت المدني مجموعة من النصائح التي من شأنها تسريع عملية التكيف مع الثقافة الجديدة، وتشمل:

التقبل بدلاً من المقاومة
يُعد التقبل أحد أهم عوامل التكيف الناجح، حيث إن الإنكار والمقاومة يؤديان إلى استنزاف نفسي وعاطفي. يساعد التقبل على مواجهة التحديات بروح إيجابية، والتعامل مع المواقف الجديدة بمرونة.
طلب الدعم والتواصل مع الآخرين
التحدث مع شخص مقرب أو طلب المساعدة من مختص قد يسهم في تخفيف الضغط النفسي، كما أن التواصل مع طلاب مغتربين آخرين وتبادل الخبرات؛ يساعد على تجاوز التحديات المشتركة.
التعلم عن البيئة الجديدة
القراءة والتعرف إلى عادات وتقاليد البلد الجديد وتعلم اللغة، وفهم نظام المواصلات والأنظمة العامة؛ يساعد على التكيف وتقليل الشعور بالغربة.
تعزيز نقاط القوة والتعامل مع نقاط الضعف
التعرف إلى نقاط القوة والعمل على تعزيزها، إلى جانب فهم نقاط الضعف وكيفية التعامل معها؛ يُسهم في اتخاذ قرارات أفضل، ويقلل من الشعور بالقلق والتوتر.
التوازن النفسي في مواجهة التغيير
تقول المدني إن الشعور بالفقد والقلق والعزلة، أو الاكتئاب، هو أمر طبيعي وليس مؤشراً على الفشل. من الضروري التعامل مع هذه المشاعر بوعي وتفهم بدلاً من إنكارها، كما يجب التذكير بأن الحياة تمرّ بدورات من الصعود والهبوط، وأن النجاح في التأقلم مع المتغيرات يتطلب الصبر والمرونة.
الانتقال إلى بلد جديد يعد تحدياً كبيراً، لكنه أيضاً فرصة للنمو والتطور الشخصي. من خلال التقبل وطلب الدعم والتعلم المستمر، يمكن للطلاب المغتربين تحقيق التكيف والنجاح رغم الصعوبات. الأهم هو النظر إلى هذه التجربة كتحدٍّ إيجابي، والاستفادة منها في بناء مستقبل أكثر إشراقاً.
اقرئي أيضاً: كيف أتخلص من شعور الغيرة على صديقتي؟