يُعد وقت تناول الطعام والجلوس الجماعي إلى مائدة الطعام من أهم وأجمل الأوقات التي يحبها الأطفال عامة وهو الوقت الذي يجتمع فيه الأب مع أطفاله غالباً بعد عودته من العمل أو في الصباح الباكر قبل التوجه إلى المدرسة والعمل، ولذلك يجب أن يكون هذا الوقت وقتاً ثميناً يستغله الأب في التقرب من أطفاله وكذلك أن يكون وقتاً دافئاً وحميمياً. على الآباء والأمهات التوقف عن القيام ببعض التصرفات التي تجعل الطفل يكره الجلوس على مائدة العائلة ويتهرب من تناول الطعام معهم وذلك بحجج واهية ثم يتحول هذا التهرب إلى عادة ويستسلم لها الوالدان، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبدالله حيث أشار إلى الأسباب التي تؤدي إلى رفض الطفل الجلوس إلى مائدة الطعام مع العائلة مثل تعرضه للتوبيخ المستمر وكذلك الخناقات العائلية وتهميش وإهمال الطفل وغيرها من الأسباب في الآتي:
1 تعرُّض الطفل للتوبيخ أثناء تناول الطعام
طفل يبكي
توقعي أن يرفض طفلك الجلوس مع بقية أفراد العائلة في حال قيام الأب بتوبيخ الطفل وإهانته ومراقبة كل تصرف يقوم به خلال تناول الطعام التربوي، ولاحظي أن هذا الوقت المستقطع الذي تجتمع فيه العائلة كلها خاصة مع الأب تقع فيه أخطاء يرتكبها الآباء تدمر ثقة الطفل بنفسه على الرغم أنه يجب استغلال هذا الوقت في ذكر الأخبار السارة والنجاحات والأحلام وغيرها من المواضيع التي لا تسبب الأذى النفسي لأي شخص يجلس إلى المائدة.
توقعي أن يهرب طفلك من المائدة الجماعية ويختفي ويدعي أنه غير جائع لأن الأب قد حول وقت تناول الطعام إلى وقت للتوبيخ والإهانة للطفل بدلاً من حثه على تناول الطعام ومراقبة نوعية الأصناف التي تناولها من أجل صحته ونموه، ولذلك فسوف يربط الطفل بين التوبيخ الذي يتعرض له وبين وقت تناول الطعام، وسوف يؤدي ذلك إلى حرمان الطفل من متعة الطعام الجماعي واجتماع الأسرة.
2 مناقشة المشاكل الأسرية أثناء تناول الطعام
جو أسري هادئ
توقفي تماماً عن مناقشة المشاكل الأسرية على مائدة الطعام وحولي جو تناول الطعام إلى أجواء من المحبة والمودة، وفي الأوقات العادية يجب أن تُبعدي الطفل عن سماع المشاكل وأسبابها والشجار بين الزوجين يؤدي لمشاكل نفسية سيئة على الطفل، وسوف تلاحظين أثر الخلافات الزوجية على الأطفال خاصة في وقت تناول الطعام هي أن الطفل يصبح منطوياً وينتهز كل فرصة لاجتماع العائلة لكي يهرب من هذا الاجتماع لأنه يعرف أنه سوف ينتهي بالشجار والصوت العالي.
اهتمي بأن يكون وقت تناول الطعام ليس وقتاً لتصفية الحسابات بينك وبين زوجك أو أن تخبريه بما قام به أهله وعائلته من أخطاء ومشاكل فهو ليس مسؤولاً عن تصرفات الآخرين، كما أن الطفل من حقه أن يعيش في سلام وهدوء وعدم تحميله الهموم والأحزان في عمر مبكر مما يؤدي لأن يكون الطفل خائفاً ومتردداً ومتوقعاً للأسوأ على الدوام.
3 إخبار الأب بأخطاء الأطفال خلال غيابه
قومي بتأجيل إخبار الأب عن الأخطاء التي وقع فيها الطفل أثناء غيابه عن المنزل، فهناك أمهات ينتهزن فرصة عودة الأب إلى المنزل لكي يبدأن في سرد تفصيلي لكل ما حدث في غيابه ويجب أن تكوني على معرفة بأنك الإنسان الأقرب للطفل من أي إنسان آخر فلا تسألي نفسك لماذا يقوم الأطفال بتصرفات سيئة في وجود الأم أكثر من الأب؟ لأن الطفل يعرف أن الأم لن تعاقبه مثل عقاب الأب الذي يكون قاسياً بسبب عودة الأب متعباً ومرهقاً من الخارج.
أخبري الأب عن أخطاء الأبناء التي تستحق أن تذكريها ولا تخبريه بالهفوات، فالطفل ليس ملاكاً ومن الطبيعي أن يخطئ ويُصيب وأن يتعلم من الأخطاء التي يقع فيها، ولذلك ففي حال بدأت بإخبار الأب عن أخطاء الطفل بمجرد الجلوس إلى المائدة فسوف يكره طفلك هذا الوقت الذي من المفترض أن يحبه وينتظره، وسوف يرتبط وقت الاجتماع بالأب والذي يكون قصيراً بالضرب والعقاب والإهانة.
4 الحديث عن درجات الطفل المدرسية المتدنية
اهتمي بأن تخبري الأب عن درجات الطفل المدرسية مهما كانت ولكن ليس على مائدة الطعام لأن الطفل من حقه أن يحصل على وجبته بشهية جيدة وأن يكون وقت تناول الطعام ممتعاً بالنسبة له، ولذلك يجب ألا تخبري الأب بعلامات الطفل مهما كانت على المائدة وتؤجلي إخباره حين تجتمع الأسرة في وقت المساء في غرفة المعيشة.
انتبهي بأن إخبار الأب بعلامات الطفل المتدنية يعني أن الطفل سوف يشعر بالحزن وكراهية الاجتماعات الأسرية، حيث إن إخوته سوف يسخرون منه وسوف يعاقبه الأب قولاً أو فعلاً، ولذلك يجب مراعاة نفسية الطفل وتشجيعه بدلاً من تحويله إلى إنسان مذنب.
5 إهمال أحد الأطفال على حساب الآخرين
عائلة تتناول الطعام
توقعي أن يكره طفلك موعد الاجتماع العائلي اليومي على وجبات الطعام الرئيسية بسبب التفرقة في التعامل مع الأبناء حول المائدة مثل أن يكون الحديث منصباً على طفل وإهمال الآخرين أو تسليط الضوء على حديث أحدهم خاصة في مرحلة المراهقة، حيث إن آثار تفريق المعاملة بين الأبناء في الصغر مؤلمة عند الكبر بشكل عام ويجب أن نكون حريصين في العدل بين الأبناء بكل الصور والأشكال.
اهتمي بأن توزعي الحديث والاهتمام وتعبيرات الجسد بين أطفالك أثناء وجودهم حول المائدة وابتسمي في وجه الجميع ولا توبخي أحدهم وتمتدحين الآخر، وكذلك الحال بالنسبة للأب واجعلي النقاش بين الأبناء هادئاً وبنّاء لأن دورك هو تربية أبناء متحابين ولا وجود لمشاعر الغيرة بينهم وذلك منذ صغرهم.
قد يهمك أيضاً: كيف يمكن أن يكتسب الطفل من والديه الصفات السيئة من خلال تصرفاتهما معه؟