عندما أعلنت وزارةُ الثقافةِ السعوديَّة عن الاحتفاءِ بالحِرفِ اليدويَّة عامَ 2025، عزمتُ مع فريقِ “سيِّدتي” المبدعِ على أن ندمجَ هذه المناسبةَ مع يومِ التأسيسِ، الذي يوافقُ 22 فبراير من كلِّ عامٍ، وذلك لأن الحِرفَ اليدويَّة السعوديَّة مرتبطةٌ بالهويَّة ارتباطاً وثيقاً، ولا يمكن فصلها عن نشأةِ المملكةِ وتأسيسها.
تجدون على الغلافِ الأميرة نورة بنت محمد العبدالله الفيصل، الشخصيَّةُ المميَّزةُ التي عُرِفَ عنها العطاءُ المهني، والأثرُ المجتمعي. تختزلُ في كيانها عناصرَ الاحتفاءِ بيومِ التأسيسِ، وعامِ الحِرفِ اليدويَّة، فهي الأمينةُ على التراثِ من خلال عملها رئيسةً تنفيذيَّةً لمؤسَّسةِ “فنون التراث”، وهي أيضاً مؤسِّسةُ منصَّةِ أظلال لدعمِ المواهبِ، وعلامةِ مجوهراتِ نون.
أجرينا اللقاءَ وجلسةَ التصويرِ في قلبِ الدرعيَّةِ، جوهرة المملكةِ، وبين أحضانِ قصرِ سلوى الشامخِ، وحي الطريفِ العريقِ. تطرَّقنا خلال الحوارِ مع الأميرةِ نورة إلى التنوُّعِ الغني في مناطقِ البلادِ، والطاقةِ المذهلةِ لدى فئةِ الشباب. كذلك، ناقشنا التحدِّياتِ التي تواجه الحِرفَ اليدويَّةَ السعوديَّة، على رأسها انجذابُ المواهبِ نحو القطاعاتِ الحديثةِ التي تتضمَّنُ فرصاً متناميةً، إذ إن الأجيالَ الجديدةَ المهتمَّةَ بالحِرفِ اليدويَّةِ، تجدُ صعوبةً في الحصولِ على مردودٍ مادي، يدعمُ متطلَّباتِ المعيشةِ، وتكاليفها، لذا تبرزُ ضرورةٌ ملحَّةٌ إلى ضمِّ هذه الحِرفِ بأسلوبٍ مطوَّرٍ لمجموعاتِ المصمِّمين، والمبتكرين في القطاعاتِ المختلفةِ، لتنشأ منظومةٌ مستدامةٌ، يزدهرُ فيها العرضُ والطلبُ.
وفي السياقِ نفسه، أعددنا صفحاتٍ عن ألوانِ الطبيعةِ في السعوديَّة، وانعكاسها على ثقافةِ تصميمِ الأزياءِ. من واحاتِ النخيلِ الخضراءِ إلى الصحراءِ الذهبيَّةِ، ومن القطِّ العسيري إلى الشواطئ الفيروزيَّة.
وامتداداً للحِرفِ اليدويَّةِ، يضمُّ العددُ ملفاً عن روائعِ التطريزِ اليدوي، وتاريخه عبر القاراتِ. حدَّثتنا الدكتورةُ ياسمين دبوس، الباحثةُ والمختصَّةُ في التطريزِ وفنونِ تصميمِ القماش، التي تعرضُ أعمالها اليدويَّةَ في مدنٍ عالميَّةٍ، بينها نيويورك ولندن، أن التطريزَ فنٌّ، يُجسِّد الهويَّةَ، والمعتقدَ، لأنه يسردُ قصَّةً، ويرتقي بالزي، كما يضيفُ إلى القطعةِ لمسةً إنسانيَّةً بديعةً.
نحتفي أيضاً مع الخليجِ العربي في شهرِ فبراير بمناسبةِ العيدِ الوطني الكويتي حيث نُسلِّطُ الضوءَ على مواهبَ شابَّةٍ، قادها شغفُها لترك أثرٍ بارزٍ في مجالاتٍ مختلفةٍ، منها ريادةُ الأعمالِ، والفنونُ البصريَّة.
