لهذه الأسباب يبحث أصحاب العمل عن المهارات الشخصية في المتقدمين للوظائف
يكمن مفتاح النجاح في المقابلة الوظيفية عند تقديم مجموعة من مهاراتك الشخصية بشكل فعال، وإظهار كيف يمكنها أن تجعلك مثالياً لهذا الدور الوظيفي. فعند القيام بذلك، من السهل التركيز فقط على المؤهلات والتدريب والخبرة الفنية. ومع ذلك، فإن القائمين على المقابلات مهتمون بنفس القدر بالمهارات الوظيفية الصعبة.
فالمهارات الشخصية تمثل السبب الرئيسي في تقدير أصحاب العمل لك، على الرغم من أن المهارات الوظيفية يمكن تعلمها وتطويرها، إلا أن المهارات الشخصية غالباً ما تكون أكثر صعوبة في تغييرها. لذا، يجب على الأفراد الاستثمار في تطوير مهاراتهم الشخصية، بجانب تطوير مهاراتهم الوظيفية. فاستثمار الوقت والجهد في تطوير هذه المهارات؛ يمكّن الأفراد من تعزيز فرصهم في العمل، وتحقيق النجاح والتميز في حياتهم المهنية. يقدم الأستاذ صهيب عماد مطر أبرز النقاط المهمة؛ لتوضيح أهمية تلك المهارات في المتقدمين للوظائف، ولماذا يبحث عنها أصحاب العمل في المرشحين للعمل؟
نصيحة: “لا يكفي أن تكون قوياً فنياً، بل يجب أن تكون قوياً شخصياً لتحمل تحديات الحياة المهنية.”
أهمية المهارات الشخصية لأصحاب العمل
من السهل في بعض الأحيان استبعاد المهارات الشخصية باعتبارها أقل أهمية من المهارات الوظيفية، حيث يمكن لأي شخص أن يصف نفسه بأنه منظم ويتمتع بروح الفريق الجيد، لكنّ عدداً قليلاً بكثير يمكنه إنشاء موقع ويب من الصفر أو التحدث بثلاث لغات في بيئة العمل مقارنة بالزملاء الآخرين.
إلا أنه يمكننا التفكير في الأمر بطريقة أخرى. في الوقت الذي تمتلك فيه الغالبية العظمى من الأشخاص المتقدمين للوظيفة المهارات الوظيفية الصعبة لأداء هذه الوظيفة بفعالية، تذكر أنه في حال لزم الأمر ولم تتوافر؛ يمكن تعلم تلك المهارات الوظيفية من خلال التجربة؛ إنها مجرد مسألة وقت. لكن من الصعب جداً العثور على المرشحين الذين يتمتعون بالمهارات الشخصية اللازمة لجعلهم مناسبين ثقافياً تماماً في العمل، وبالتالي يمكن للمهارات الشخصية أن تغير قواعد اللعبة بشكل حقيقي في مرحلة المقابلة. وهي تحظى بتقدير كبير من قبل أصحاب العمل؛ لأنها تثبت قدرتك على التكيف بسلاسة مع بيئة عمل مختلفة والتعاون بفعالية مع زملائك الجدد.
يمكنكم أيضاً ممارسة: نصائح عملية للتنمية الشخصية.. لتصبح أفضل نسخة من نفسك؟
ما هي المهارات الشخصية الأكثر قيمة لأصحاب العمل؟
من الطبيعي أن يفضّل أصحاب العمل المختلفون المهارات الشخصية المختلفة، وهناك بعض المهارات الناعمة الأكثر قيمة من غيرها. وقد وجدت بعض التحليلات والأفكار أن أهم أربع مهارات شخصية يجب أن يمتلكها المرشح هي:
- الإبداع.
- التواصل.
- الذكاء العاطفي.
- التعاون.
الفرق بين المهارات الشخصية والوظيفية
من السهل تلخيص المهارات الوظيفية، والتي يشار إليها أحياناً بالمهارات الصعبة عند كتابة السيرة الذاتية أو الرد على أحد المحاورين. إنها الأشياء التي تعلمتها، ربما في العمل، في المدرسة أو الجامعة، أو من خلال برامج التدريب الخارجية، والتي تسمح لك بتلبية المعايير الأساسية لمنصب معين. وقد تشمل الآتي:
- سرعة الطباعة.
- الطلاقة في التحدث بلغة أجنبية.
- شهادة من هيئة مهنية.
لكن من الصعب جداً تحديد المهارات الشخصية وإظهارها، والتي يشار إليها أحياناً بمهارات التعامل مع الأشخاص أو مهارات التعامل مع الآخرين. إنهم يتحدثون أكثر عن شخصيتك والطريقة التي تتصرف بها تجاه الآخرين، حيث تشمل المهارات الآتية:
- التعاطف.
- الصبر.
- حل المشاكل.
- التواصل.
- إدارة الوقت.
نصيحة: “الأشخاص الناجحون لا يقتصرون على معرفة كيفية القيام بالعمل، بل يعرفون أيضاً كيفية التعامل مع الآخرين وتحفيزهم.”
في الختام، يجب أن ندرك أن جوهر النجاح في العمل يكمن في توازن متقن بين المهارات الوظيفية والشخصية، فالمهارات الوظيفية قد تفتح أمامنا أبواب الفرص، لكنها وحدها ليست كافية للارتقاء بنا إلى القمة، بل يتعين علينا أن نبني قدراتنا الشخصية، فهي التي تمنحنا القوة الداخلية للتحمل في وجه التحديات والصمود في ظل الضغوطات. إنّ استثمار الوقت والجهد في تطوير هذه المهارات يجسد استثماراً في ذاتنا، وهو العمل الذي يجب ألا نتهاون به.
لبناء مسار مهني بثقة، تعرفوا إلى: مفهوم الذكاء الإبداعي.. وكيف تُولد الأفكار المشرقة؟