مؤتمر النقد السينمائي في الرياض بعد خمس ملتقيات تمهيدية في مدن سعودية مختلفة
حط مؤتمر النقد السينمائي رحاله في العاصمة السعودية الرياض بعد أن جال على مناطق مختلفة من مناطق المملكة العربية السعودية على هيئة ملتقيات تمهيدية ناقشت مواضيع متنوعة، وسلطت الضوء على أهمية ترسيخ مفهوم النقد أو التحليل السينمائي بشكل خاص والفني والثقافي والفكري بشكل عام مما يساهم في تقبل الجمهور المتخصص والعام لهذه الممارسات المهمة في فضاء الأفلام الوطني.
ويأتي هذا المؤتمر في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها هيئة الأفلام السعودية لإتمام أركان صناعة قوية ومؤثرة ذات تأثير محلي ملموس وبعد عالمي يفتح آفاق الشراكات والفرص أمام المبدعين السعوديين، ودفع عجلة قطاع صناعة السينما في السعودية نحو مستويات ومعايير عالمية.
وكان للهيئة فعاليات وأحداث متنوعة في هذا السياق جمعت من خلالها المختصين وغير المختصين في المجال السينمائي وثقافة الفيلم لتبادل الخبرات وتعزيز المشاركة الوطنية والإقليمية والدولية في الحوارات الدائرة حول الطرق والمستجدات المرتبطة بالصناعة، كان منها منتدى الأفلام السعودي الذي بحث استراتيجيات ومبادرات دعم وتمويل البنية التحتية لهذه الصناعة.
حراك سينمائي مبشر
من جهته تحدث المهندس عبدالله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية عن المهمة التي بني على أساسها مؤتمر النقد السينمائي قائلاً: “يأتي مؤتمر النقد السينمائي الدولي في نسخته الأولى في المملكة العربية السعودية لدعم وتعزيز حضور ثقافة النقد السينمائي لدى الجمهور السعودي ولدى صناع الأفلام في المملكة العربية السعودية.”
وأضاف: “ما تمر به المملكة العربية السعودية هذه الأيام من حراك سينمائي أمر مبشر وعلى كل الأصعدة سواء كانت إنتاج أو توزيع أو عرض أو بنية تحتية أو بيئة تشريعية، كل ذلك يشهد تطوراً كبيراً، لذلك كان من الضروري أن يكون هنالك حراك نقدي موازي يقوم بإيصال مفاهيم السينما الجميلة للجمهور، وأيضاً رفع وعي ليس الجمهور فقط بل صناع الأفلام ليلتفتوا وينتبهوا إلى زوايا جميلة أخرى، زوايا أعمق في أفلامهم، عبر قراءة المقالات النقدية”.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام: “هذا المؤتمر ليس فقط مؤتمراً تقليدياً، يقوم على كلمات فقط، بل يتضمن وكلمات ضيوف شرف من أكثر من عشرين دولة، وهناك العشرات من صناع الأفلام والنقاد الدوليين، وهناك معارض فنية مصاحبة وندوات متخصصة وورش عمل حول السينما وحول النقد السينمائي وبرامج خاصة للعائلة والأطفال كلها تدور حول هدف واحد وهو الاحتفاء بالنقد السينمائي وبصناعة السينما بشكل عام. نريد أن نقول أن النقد السينمائي فيه من الجمال وفيه من الأهمية ما يكفي، ويجب أن يصل للجميع، وليس فقط لصناع الأفلام والجوانب الأكاديمية، هو للجميع، كما أن السينما للجميع.”
العمق الأجمل للفيلم
وحول شعار المؤتمر “ما وراء الإطار” قال آل عياف: “المشاهدون بشكل عام عندما يرون الفيلم فإنهم يرون ما اختاره صناع الفيلم من إطار محدد، إطار شكلي يوضع فيه كل التشكيل البصري الجميل وتنقل فيه قصة الفيلم، ونحن نريد أن نقول إن خارج هذا الإطار قد يكون هنالك معان أخرى يضيفها المشاهد ويضيفها النقد ويضيفها السياق الذي يطلق فيه الفيلم، لذلك فهي دعوة للجميع سواء كانوا نقاداً او جمهوراً أو صناع أفلام بأن ينظروا ما وراء الإطار وينظروا في العمق الأجمل للفيلم، والذي قد يتجاوز القصة التقليدية لها.”
وأشار المهندس عبدالله آل عياف إلى أنه قبل إطلاق مؤتمر النقد السينمائي الدولي في الرياض كان له جولة في خمس مدن في المملكة العربية السعودية عبر ملتقيات تابعة لهذا المؤتمر تجهز له، وقال: “بدأنا في جدة ثم الظهران ثم أبها ثم تبوك وبريدة والآن في الرياض وبالطبع تنوعت الأفكار ما بين الروحانية في السينما إلى ما هي السينما الوطنية ومسألة الهجرة في السينما واستخدام الطبيعة وأيضاً السينما في عالم التقنية وغيرها واخترنا الموضوع هذا في المؤتمر “ما وراء الإطار” بهدف أن نذهب إلى خطوة أعمق من مجرد المشاهد التقليدية لفيلمنا.”
رفع الوعي
وحول تطلعات هيئة الأفلام مستقبلياً اعتبر آل عياف: “نتمنى أن نرفع وعي الجمهور الكريم في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي بأهمية النقد السينمائي ونتمنى أن نلفت الأنظار لكل الجيل الشاب الذي يقول رأيه بشكل مختلف عن فيلم ما، ربما تكون هذه بذرة أن يكون ناقدة أو ناقداً سينمائياً، وبإذن الله نراهم نقاداً مميزين يشاركون في النسخ القادمة لمؤتمر النقد السينمائي الدولي في المملكة.”
يذكر أن من أهم اهداف مؤتمر النقد السينمائي الذي عقد في الرياض في الفترة ما بين 7 و 14 نوفمبر الجاري، والذي يعمل على أن يكون حدثاً سنوياً ضخماً، دعم جهود المنظومة الثقافية الوطنية في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الفكرية على الصعيد العالمي، وتمكين مجتمع النقاد السينمائيين الناشئ من عرض نشاطهم الفكري وتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل مع خبرات عالمية، وخلق منصة سنوية فعالة لإثراء حقل النقد السينمائي وتنميته بشكل واسع ومستدام مع جعله نقطة تواصل سلسة بين المتخصصين السعوديين والدوليين.
وقد تضمن الحدث فعاليات متنوعة منها جلسات حوارية وورش عمل ومعرض فني، وعروض سينمائية وقسم للأطفال والعائلة، واستضاف نخبة من الخبراء المحليين والعالميين لنقل تجاربهم المثرية والتفاعل مع المجتمع المحلي عن قرب.
تصوير: مشاعل الشريف
في الختام، نسترجع معاً تفاصيل أحد أهم الأحداث التي أقامتها هيئة الأفلام خلال هذا العام وهو منتدى الأفلام السعودي، ونقرأ معاً: عبدالله آل عياف لـ “سيدتي”: السعودية أصبحت القلب النابض لصناعة الأفلام في المنطقة