ما التخاطر العاطفي؟ وكيف يتحقق؟
لطالما بحث الإنسان عن طريقة حقيقية لنقل الأفكار والعواطف مباشرة من الدماغ إلى الآخرين، وهو ما أُطلق عليه التخاطر، أو نقل الأفكار، حيث تبرز القدرة الافتراضية على التواصل مع العقل؛ أي دون استخدام الحواس أو الأدوات الفكرية الأخرى، ولأن المشاعر لا تدرك مادياً فقد جنح المحبون والعاشقون للغة التخاطر العاطفي للتواصل مع المحبين؛ فما التخاطر العاطفي؟ تابعي السياق التالي لتعرفي.
هل التخاطر حقيقي؟
تقول نهاد القصاص اختصاصية نفسية ومختصة دعم وتطوير الذات لـ”سيدتي”: من المعروف أن الحوار المباشر بين الدماغ والدماغ يظل محصوراً في مجال علم التخاطر الفكري، وقد يصل للتخاطر العاطفي وهو الأكثر شيوعاً، حيث يُنظر له على أنه أحد أشكال التواصل شديدة الخصوصية التي تتجاوز الكلمات والحواس الجسدية، وهو ما يثير اهتمام الكثيرين، وخاصة في العلاقات الرومانسية، حيث يمثل التخاطر مستوى عميقاً من الاتصال والتفاهم بين الشريكين، فعندما تقع في الحب، قد تلاحظ أن الأمور تحدث بشكل مختلف عما يحدث في علاقاتك مع الأصدقاء وأفراد الأسرة. قد يكون هذا بسبب امتلاكك لحاسة معينة تجعلك تشعر بهم.
تقول نهاد: لا تزال القدرة على نقل الأفكار من عقل إلى آخر دون استخدام الحواس التقليدية غير مثبتة علمياً. ومع ذلك، تشير العديد من التقارير القصصية إلى حالات من التواصل عن طريق التخاطر، وخاصة بين الأشخاص الذين تربطهم روابط عاطفية قوية؛ ما يشير إلى احتمال حدوث ذلك على مستوى شخصي أو ذاتي.
ونحو المزيد يمكنك التعرف إلى التخاطر وأنواعه
ماذا يعنى التخاطر العاطفي؟
تقول نهاد القصاص لـ”سيدتي”: التخاطر العاطفي أو التخاطر في الحب أو الاتصال التخاطري يعني أن تتصل وتتواصل بشخص آخر داخلياً وروحياً وفكرياً وشعورياً؛ فأنت تشعر به من دون وجوده وتلتقط أنفاسه وهو بمكان آخر، ويمكنك أن تتخيل رد فعله بكل المواقف، ويعود هذا لأن روحك تكون متصلة بروحه؛ فيمكنكما أن تشعرا بطاقة بعضكما بعضاً، وأن تتشاركا حبكما، ودعمكما لبعضكما بعضاً، وأكثر من ذلك بكثير، حيث تشير الأبحاث إلى أن الحب له رابطة عاطفية تؤثر في الدماغ، ومن المعروف أن التخاطر العاطفي يكون أحد أهم الأسباب وراء قوة الحب وصمود المشاعر رغم العثرات والتحديات، وعلى الرغم من اعترافنا بحقيقة وجود هذا التخاطر العاطفي؛ فإنه لا يكون موجوداً في كل العلاقات.
تؤكد القصاص أن عاطفة الحب (خاصة لو كان حباً حقيقياً نابعاً من عمق القلب) بإمكانها خلق اتصال عاطفي تخاطري مع الحبيب فتشعر به عندما يحدث له شيء ما أو يُصاب بمكروه مثلاً، أو حتى يمكنك أن تعرف متى يفكر فيك، ويشير هذا إلى أنك وجدت شخصاً يمكنك التواصل معه على مستوى أعمق. قد يكون هذا هو السبب الذي يجعلك تعتقد أن علاقتك لا مثيل لها مع شريك حياتك.
ويمكنك التعرف بالسياق التالي إلى أسرار لتكوين صداقات من خلال الذكاء العاطفي
علامات قوية تدل على وجود التخاطر العاطفي
تقول نهاد: في العلاقة الخاصة والعميقة التي يمكن أن يتقاسمها شخصان في حالة حب، يبرز التخاطر العاطفي بوصفه ظاهرة رائعة، وهناك العديد من العلامات التي تدل على وجود الحب التخاطري وتتواصل بها الأرواح خارج نطاق الحواس التقليدية، ومن هذه العلامات:
أن تعرف ما يفكر فيه الآخر
إحدى الطرق لمعرفة ما إذا كان لديك تخاطر بين العشاق هي إذا كنت تستطيع معرفة ما يفكر فيه شريكك. أن تكون متزامناً. هناك جانب آخر للتخاطر في الحب وهو أن تشعر بالتناغم مع شريكك؛ ففي بعض الأحيان، قد تفكر في الأفكار نفسها أو تعرف على وجه التحديد ما سيقوله قبل أن ينطق به.
تشعرون بمزاج بعضكما بعضاً
عندما يمر شريكك بيوم سيئ؛ فقد يكتنفك شعور من الضيق لا تعرف سببه على الرغم من أنك بعيد عنه.
يمكنك الجلوس معه في صمت
إذا كان بإمكانكما الجلوس معاً في غرفة lk دون التحدث، فهناك تواصل تخاطري مع شريكك حيث تجد أنك تشعر بالراحة ولست مضطراً إلى إجراء محادثة لملء الوقت؛ فوجودك معه فقط يكفيك ويسعدك.
ومن السياق التالي يمكنك التعرف إلى طرق تعلُّم مهارات الذكاء العاطفي
الشعور بحكة في الأنف
في أي وقت تشعر فيه بحكة في أنفك فجأة، ولا تعرف السبب؛ فقد تكون هذه إحدى العلامات العديدة للتواصل التخاطري في علاقتك. في المرة القادمة التي تشعر فيها بحكة في أنفك، اسأل شريكك هل يفكر فيك؛ لأن هذا قد يكون هو السبب.
أنت تحلم بما يحلم به
هل تحلم أحياناً بما يحلم به شريك حياتك؟ قد تكون هذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها التحدث إلى توأم روحك عن بعد. ربما يحلم هو الآخر بك، ويحلم بالأشياء نفسها، ولذلك حاول قدر الإمكان أن تتذكر حلمك حتى تتمكن من سؤال شريكك عنه في الصباح.
الاتفاق على أشياء كثيرة
بمجرد أن يتمكن الزوجان من الاتفاق على العديد من الأمور من دون الحاجة إلى مناقشة الخيارات مسبقاً؛ فقد يعني هذا أنهما يتمتعان بالتخاطر في الحب، فالمعتاد أن الناس العاديين ربما يجدون صعوبة في الاتفاق على الموضوعات في العديد من العلاقات؛ ما يؤدي إلى الصراع والاختلاف.
أنت تعرف ما يريد
هل تعرف ما يريده شريكك من الحياة ومن علاقتكما؟ إذا كنت تعرف رغبات شريكك وتتمنى تحقيقها؛ فأنت تتشارك معه بعضاً من التخاطر.
يمكنكما التواصل من دون التحدث
إذا لاحظت في علاقتك أنك لست مضطراً إلى التحدث للتواصل مع شريك حياتك وأن تنقل له الرسائل والمعاني من دون استخدام أي كلمات؛ فأنت تتمتع بميزة التخاطر العاطفي مع شريكك، وقد يساعدك هذا على فهم كيفية إرسال رسائل تخاطرية إلى شخص تحبه.
ويمكنك التعرف إلى كيفية قراءة أفكار الناس من خلال لغة الجسد
تتملكك القشعريرة عندما تفكر به
عندما تفكر في حبك لزوجتك، قد تشعر بهذا الحب بداخلك وقد يجعلك تشعر بقشعريرة أو يتملكك شعور بالدفء في جسدك. قد يشير ذلك إلى أن لديك قدرة التخاطر في الحب، حيث تشارك اتصالاً عميقاً في علاقتك.
أنتما تنموان معاً
من خلال التخاطر العاطفي، يمكنكما النمو معاً. عندما يصبح أحدكما شخصاً أفضل، سيصبح الآخر كذلك. بعبارة أخرى، أنتما مناسبان لبعضكما بعضاً وترغبان في أن تكونا شخصين أفضل معاً. هذا شيء لا نراه دائماً في العلاقات
يلاحظ الآخرون علاقتكما
يلاحظ من حولك مدى قربك من شريكك. وقد يشعرون أنك أصبحت تشبهه شكلاً وتتحدث بطريقته وكأنكما الشخص نفسه.
أن تكون أكثر اهتماماً به من نفسك
قد تجد أنك تهتم بشريكك أكثر من اهتمامك بنفسك. وهذا يشير على الأرجح إلى أنك لا تحبه فحسب، بل إنك تتمتع أيضاً بقدرة التخاطر في الحب. علاوة على ذلك، قد ترغب في رؤيته سعيداً طوال الوقت.
يصبح حدسك أقوى معه
عندما تكون مع شريكك يصبح حدسك أو مشاعرك الداخلية أقوى بشكل ملحوظ. وقد يؤدي هذا الشعور المتزايد إلى إدراكك للأشياء من دون تواصل صريح أو إشارات واضحة، فعلى سبيل المثال، قد تشعر بالرغبة في التواصل معه على وجه التحديد عندما يحتاج إلى الدعم أو الراحة ، حتى لو لم يطلب ذلك. يشير هذا الاتصال البديهي إلى رابط تخاطري أعمق حيث تتناغم مع احتياجات كل منكما وحالاته العاطفية على مستوى اللاوعي.
ومن السياق التالي يمكنك التعرف إلى 4 مهارات تساعدك في قراءة أفكار الآخرين