عند التحدث مع مريضة سرطان الثدي حول مرضها أو تشخيصه، غالباً ما لا يكون الناس متأكدين مما يجب أن يقولوه، وعلى الرغم من أنهم عادةً ما يكون لديهم أفضل النوايا، لكن الكلمات قد تكون خاطئة، قد تبدو بعض العبارات غير حساسة أو غير مبالية؛ مما يتسبب في جرح مشاعر مريضة السرطان، ولأن الكلمة لها تأثير لا يستهان به، فعلى الرغم من أنها قد تكون سهلة المخرج على اللسان، إلا أنها قد تصيب الآخرين بجرح نافذ لا يندمل بسهولة… بالسياق التالي “سيدتي” تساعدك (من موقع cancervicorgau) لتعرّفك على ما لا يجب قوله لمريضات سرطان الثدي حتى لا تكون سبباً في جرح إنسان قد يكون بلحظة ضعف، أو تسيء بكلماتك غير المحسوبة لعزيز يحمل هماً وخوفاً من المستقبل، فمريضة سرطان الثدي تحتاج لكلمة رقيقة حانية، وعبارة ملهمة مطمئنة تهدهد مخاوفها وتهدئ آلامها وتنبض الحياة في شرايين أثقل تدفقُها الخوفَ والمرضَ، فتكون يد العون ومصباح الأمل والنور في ظلمات رحلة طويلة لا تعرف أين تنتهي بها.
ما تحتاجه مريضة سرطان الثدي
تقول لبنى عبد الموجود استشاري نفسي واختصاصي دعم ذاتي لسيدتي: “مرض السرطان لديه مرض سرطان!”، فعندما يُصاب أي شخص بالمرض، فالمرض نفسه يكون مصاباً بالمرض، فالمريض تنتابه كثير من الهواجس مما يجعله عرضة للوساوس والكثير من القلق، وعلى الرغم من أن نسب الشفاء قد تكون مرتفعة بالسرطان إلا أن هذا لا يُشكل عامل طمأنينة لما يعرف عن هذا المرض بأنه مرض عُضال ومنتشر، وبغض النظر عن نوع السرطان الذي تعاني منه ومهما كانت المرحلة، فهو تشخيص يغير حياتك حتى لو لم يكن كذلك ولذلك فقبل كل شيء، يحتاج مريض السرطان خاصة مريضات سرطان الثدي إلى الاهتمام بـأنفسهن وتجنب القلق بأي طريقة، ولذلك فمن يقتربون من مريضات سرطان الثدي عليهم مراعاة ما يُقال لأقصى درجة لأن كلمات بسيطة قد تأتي بتأثيرات نفسية عكسية تؤثر على نسب شفاء المريضات وعلى درجة تعافيهن.
قد ترغبين في التعرف إلى: العلاج من خلال الفن لمريضات سرطان الثدي
لا تقل:
- “لا أستطيع التوقف عن البكاء، لقد كنت مستيقظاً طوال الليل قلقاً عليك”، كذب حقيقي وتزلف بلا داعٍ.
- “فقط كن ممتناً لأنك لا تعاني من (مرض أكثر سوءاً) بدلاً عن السرطان”، وكأنها محاولة للتأنيب.
- “أنت قوية جداً ويمكنك تخطي الأمر ببساطة”، أنت تعلم أن مرض السرطان غير بسيط.
- “أنا معجب بالطريقة التي تتعامل بها مع هذا المرض القاسي”، مجاملة اصطناعية وغير صادقة.
- “هذا المرض (سرطان الثدي) درس لك لتتوقفي عن عاداتك الضارة (تسمية عادة مثلاً مثل التدخين أو عدم ممارسة الرياضة…إلخ)، يبدو أنك تعطينها درساً بالأخلاق في وقت خطأ.
- “لماذا لم تنتبه (لم تأخذ حذرك) من قبل” تساؤل غير ذكي.
- “لماذا حدث ذلك (أصبت بالسرطان)؟” اعتراض على الأقدار لا يفيد، وتعزيز لشعور رفض وعدم تقبل المرض.
- “أنت لا تستحقين أن تصابي بالمرض، فأنت إنسانة جميلة” اعتراض على الأقدار لا يفيد.
- “أنا آسف جداً لما يحدث لك”، محاولة غير صادقة لإظهار التعاطف.
- “صديقتي (فلانة) أصيبت بسرطان الثدي، وحدث لها كذا وكذا، وأدت المضاعفات لكذا وكذا…”، فمريض السرطان لا يريد أن يشاركه أحد قصص مرضى مشابهين له خاصة لو كانت قصصاً مؤلمة.
- “أعتقد أن صديقتي (أو قريبتي) تعاني من السرطان نفسه، أعلم أن السرطان يختلف من شخص لآخر، ولكن هل تريدين مني أن أتصل معك بها لنتحدث؟” ، أو تعطيها رقم تليفونك لتحدثيها عن تجربتها.
- “إذا كان هناك أي شيء يمكنني القيام به، فقط اسمحي لي أن أعرف”.
- “هل هناك أي شيء لا تأكلينه”، السؤال على ما أحدثه السرطان من تغيير في حياة مريضة سرطان الثدي.
- “أعرف ما تشعرين به”، هذه كذبة لأنك لن تعرف أبداً ما تشعر به مريضة سرطان الثدي.
- “لقد سمعت أنه يمكنهم الآن علاج سرطان الدم بخلايا فيروس… المعدلة…” لا تعطي أملاً كاذباً بلا داعٍ.
- “حقاً أنت مصاب بالسرطان؟ “أنت لا تبدو مريضاً إلى هذا الحد”، مريض السرطان قد يبدو عليه الهزال والتعب بسبب المرض والأدوية، أو قد يكون في مرحلة البداية، ولا داعي لإثارة قلقه.
- “مبروك لقد انتهيت من العلاج والآن تستطيع أن تعود حياتك إلى طبيعتها”، هو بالفعل أنهى العلاج ولكن الحياة لن تعود لطبيعتها، فالتجربة لم تكن سهلة أبداً.
- “لا أستطيع التوقف عن القلق عليك، من فضلك لا تضِفْ عبئاً آخر إلى قلبي”، المريض لا يحتاج لأن يكون سبباً لقلق الآخرين وأن يشعروه بأنه عبء عليهم.
- “آسف جداً لسماع ذلك، كنت أحب العمل معك!”، هذا يعني أن المريضة لن تعود للحياة من جديد.
- “لقد مات (فلان) بسبب السرطان”، تشاؤم قاتل وكأنك تخبر المريض عن نهايته القريبة.
- “أنت بحاجة إلى الحصول على العلاج الكيميائي والجراحة ولكن ليس الإشعاع”، أنت لست طبيباً لتفتي فيما يحتاج إليه المريض وتضلله.
بالنهاية
فما تقوله أو لا تقوله لمريضات سرطان الثدي لا بد أن يكون محسوباً حتى لا تؤثر بالسلب على حالتهن النفسية، وانتبه أن خشيتك من عدم وجود كلام مناسب قد يجعلك تتجاهل هؤلاء المحاربات الشجاعات، فأغلب مريضات سرطان الثدي يكنّ خائفات قلقات متوجسات لا يعرفن كيف يتصرفن مع مجريات حياتهن الجديدة، ويكنّ بحاجة للدعم والمساندة والتجاهل ما يمكن أن يجعلهن يشعرن بالعزلة أو الوحدة، ولذلك فمن الأفضل أن تقول شيئاً ما بمساعدة الطبيب أو مرشد نفسي أو من مرّ بحالة مماثلة.
يمكنك التعرف إلى: خرافات عن سرطان الثدي
