ما هي أسباب نعاس الحامل في الشهر التاسع، وهل لها تأثير على نوع الولادة وحياة الجنين؟
وللتعرف إلى المزيد من التفاصيل كان اللقاء والدكتور محمود موافي أستاذ النساء والتوليد، للاستفسار عن: أسباب نعاس الحامل الشديد بالشهر التاسع، وهل يعد أحد علامات الولادة؟ وما مدى ارتباط عدد ساعات النوم بنوع الولادة؟ وهل هناك هيئة مناسبة لنوم الحامل بعامة؟
أسباب كثرة نوم الحامل في الشهر التاسع
تنخفض نسبة معدن الحديد في جسم الحامل أثناء أشهر الحمل؛ لأنّ الجنين يبدأ بمشاركتها في امتصاص حاجته من الغذاء والأكسجين، وبداية من الأشهر الأولى يبدأ تراجع نسب الحديد في الدم، ما قد يُعتبر المسبّب الأساس لشعور الحامل بالإجهاد والنّعاس الشديد وكثرة النّوم.
تزداد معدّلات عمل بعض الأجهزة الحيويّة الرئيسيّة في جسم الحامل في الشهر التاسع من الحمل؛ كالقلب والرئتين، وذلك لقيام هذه الأجهزة بوظيفة مضاعفة خلال الشهر الأخير من الحمل، وذلك لتوصيل الأكسجين والغذاء إلى الجنين.
شعور الحامل برغبةٍ مُتزايدةٍ في النّوم خلال الشهر التاسع من الحمل، يكون أفضل من مواجهتها لاضطرابات النّوم التي عادةً ما تكون شائعة في هذا الشهر، وهذا يعود إلى التعرّض للإجهاد والإرهاق لكِبَر حجم الجنين وضغطه المستمرّ على كلّ أجزاء جسم الحامل.
هل تودين التعرف إلى..أسباب فقر دم الحامل؟
علاقة عدد ساعات النوم بنوع الولادة
عدد ساعات نوم المرأة الحامل يجب أن يتراوح من 8 إلى 9 ساعات فقط، حيث إن ساعات النوم القليلة أقلّ من 6 ساعات وساعات النوم المبالغ بها أكثر من 10 ساعات وخصوصاً في الثلث الأول من الحمل يعرض الحامل إلى إصابتها بارتفاع في الضغط خاصة أثناء الجزء الثالث من الحمل، بجانب بعض المشكلات الخطيرة في القلب والأوعية.
كما كشفت دراسة مثيرة أُجريت مؤخراً عن نوم الحامل، أن اللواتي حصلن على أقلّ من 6 ساعات من النوم خلال الثلث الأول من الحمل دخلن في المخاض قبل الولادة بنحو 29 ساعة، واللواتي حصلن على 8 ساعات من النوم خلال الثلث الأول؛ فقد دخلن في المخاض لمدة 17 ساعة فقط.
هذه النتيجة المهمة تكشف الرابط القويّ بين عدد ساعات نوم المرأة الحامل وفترة المخاض، كما اكتشف الباحثون من جامعة كاليفورنيا أيضاً أن النساء اللواتي حصلن على قسط من النوم لمدة 4 إلى 5 ساعات في المتوسط هن أكثر عرضة للولادة القيصرية.
هل كثرة النوم في الشهر التاسع من علامات قرب الولادة؟
يؤدي نمو الجنين إلى زيادة الضغط على جسم الأم، خاصةً خلال الشهر التاسع من الحمل، وقد تستمر أعراض الحمل الشائعة حتى نهاية الحمل؛ وهي التعب الشديد والخمول والتبول المتكرر وضيق التنفس والدوالي وعلامات التمدد.
قد يكون السبب وراء ذلك نزول الجنين إلى الجزء السفلي من الرحم خلال هذا الشهر، قد يخفف ذلك من الإمساك والحموضة المعوية، لكن يؤثر بشكل مباشر في إجهاد الجسم والرغبة الشديدة في النوم ساعات طويلة.
ينصح الأطباء بحصول الحامل على فترة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يومياً من النوم، لكن إذا تزايد ذلك بشكل روتيني لمدة تزيد على 9 إلى 10 ساعات متتالية دون أي إزعاج فقد تحتاجين إلى استشارة طبيبك الخاص.
تشير بعض الدراسات إلى تزايد مخاطر ولادة جنين ميت في حالة النوم فترات طويلة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، كما تعاني نسبة 1% من الحوامل من وفاة الجنين بعد الولادة دون تفسير واضح، لكن يرتبط قرابة 10% من تلك الحالات بكثرة النوم في الشهر التاسع.
كيفية التعامل مع النعاس الشديد
- الذهاب إلى الطبيب والتحدث معه عن عدد الساعات التي تنام فيها الحامل؛ لإجراء الفحوصات ومعرفة سبب الشعور بالنعاس.
- شرب كميات كافية من المياه؛ للمساعدة على امتصاص الكمية الكافية من عنصر الحديد الموجود في المعدة.
- ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالحمل، والتي لابد أن تكون تحت إشراف الطبيب، مع تجنب الاستلقاء على الظهر لوقت طويل.
- الخلود إلى النوم في أوقاتٍ معينة يومياً لتعويد الجسم على التأقلم معها؛ وللتمتّع بنومٍ هادئٍ ومُريح وتحسين نشاط الجسم.
- يفضل الاستحمام بالماء الدافئ قبل الذهاب إلى الفراش؛ لأن كثرة النوم في الشهر التاسع من الحمل يُعتبر طبيعياً ولا يُعدّ مؤشّراً لأيّ خطر على الحمل أو الجنين، وعلمياً عدد ساعات النوم تختلف بحسب طبيعة جسم كلّ امرأة.
هيئة النوم المناسبة للحامل والجنين
- تُنصح الحامل بالنوم على أحد الجانبين بدلاً من النوم على الظهر، مع استخدام الوسائد لدعم البطن.
- يفضل الفصل بين الركبتين؛ حيث يُساعد ذلك على تخفيف الضغط الواقع على عضلات الوركين والحوض.
- تجنب النوم على الظهر لأنه يتسبّب في زيادة الضغط الواقع على أحد الأوردة الرئيسيّة، الأمر الذي يُمكن أن يُؤثّر على تدفّق الدم للجنين، ويُسبّب آلام الرأس.
- يُفضّل الخبراء نوم الحامل على جانبها الأيسر؛ حيث تسمح هذه الهيئة بتحسين عمل الدورة الدمويّة، كما يُسهّل عمليّة انتقال الدم المليء بالمغذيّات من القلب إلى المشيمة، ويُقلّل من الضغط الكبير على الكبد.
- استخدمي وسادة الحمل أو الوسائد المريحة والصغيرة لرفع جسمك في المنطقة التي لا تريحك خلال النوم.
- ضعي وسادة خلف ظهرك لتساعدك على الاسترخاء، وتجنبي ارتداء الملابس الضيقة خلال النوم أو النوم بحمالات الصدر، وارتدي الملابس القطنية الفضفاضة.
- نامي في المكان الذي يريحك، ففي بعض الأحيان تكون الأريكة أكثر راحة لكِ من الفراش، مع تجنب تناول الأطعمة الثقيلة والمليئة بالتوابل خلال وجبة العشاء.
- لا تنسي التمارين الرياضية الخفيفة بعد استشارة الطبيب، فهي تساعد الجسم في النوم بشكلٍ أفضل، وابتعدي عن الأجهزة الإلكترونية بمجرد دخولك غرفة النوم.
*ملاحظة من “سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.