منتدى فناء الأول يختتم نسخته الأولى الزاخرة بالإبداع المتنوع
خمسة أيام من الجلسات والندوات والعروض الحية الملهمة تضمنتها النسخة الأولى من منتدى فناء الأول، والتي أطلقها مركز فناء الأول تحت مظلة هيئة المتاحف وبالشراكة مع عفكرة / afikra خلال الفترة من 15 إلى 19 سبتمبر 2024.
النسخة التي حملت عنوان “نوارٌ من الداخل: دور الفن المعاصر في عصر التغيير” سلطت الضــوء على كيفيـــة إسهـــام الفعاليـــات والإنتاجات التعاونية والمجتمعية التي تتمحور حول الفنون في دفع عجلة المشاركة المجتمعية نحو آفاق أرحب.
إعداد: عبير بو حمدان
برنامج متكامل
حرص المركز على أن تكون النسخة الافتتاحية من المنتدى، مقدمة غنية لحدث مستدام يناقش مختلف المواضيع المرتبطة بثقافة المجتمع وتطور الفنون فيه، وعلى مدار خمسة أيام قدّم المنتدى برنامجاً غنياً يتضمن 5 جلسات نقاش رئيسية بمشاركة 24 متحدثاً من أبرز الفنانين والمفكرين المبدعين، والكتاب، والمختصيـن في مجال الفن، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل وعروض طهي مباشرة للإشارة للطهي كفن من الفنون الثقافية.
اليوم الأول تضمن جلسة حوارية بعنوان “القوة الناعمة: دور الفنانين السعوديين في تشكيل صورة المملكة العالمية”، حاورت فيها الفنانة والقيمة الفنية سارة المطلق كلاً من الفنان التشكيلي أحمد ماطر ود.علياء السنوسي، وهي استراتيجية ثقافية وراعية فنون، واختتم بندوة ضمن إطار “عبر وتعبّر” تناولت موضوع الفنون البصرية شارك فيها كل من القيمة الفنية مايا الخليل والفنان معاذ العوفي.
اليوم الثاني افتتح بجلسة حوارية بعنوان “ثقافة الشباب السعودي: الموسيقى وفن الشارع والأزياء”، شاركت فيها هلا الحديثي مدير عام الاستراتيجية والسياسات وتمكين المنظومة في هيئة الموسيقى، محاورةً كلاً من فنان الغرافيتي ضياء رمبو وجيجي أرابيا مؤسسة أول شركة سعودية للترويج وإدارة موسيقى الهيفي ميتال، ورائد الأعمال في مجال الموضة محمد باجبع، تلتها جلسة تحدثت عن الموسيقى قدمتها ندى الهلابي مدير عام شركة “مدل بيست”.
اليوم الثالث بدأ بجلسة حوار بعنوان “ماذا يعني أن تكون محترفاً في الفن؟ الإبحار في الإبداع في بيئة إدارية” قدمها مايكي مهنا المؤسس والمدير التنفيذي لـ”عفكرة”، وحاور فيها كلاً من القيمة الفنية مايا الخليل والقيمة الفنية لولوة الحمود وأوليفر فاريل مدير برنامج التعليم في معهد مسك للفنون، أما جلسة عبر وتعبر فكانت تحت عنوان الأزياء تحدث فيها كل من القيمة الفنية مايا العذل والمصمم ورائد الأعمال محمد باجبع.
اليوم الرابع افتتح بجلسة حوارية بعنوان “المراكز الثقافية: ظهور الأحياء الفنية في المراكز الحضارية السعودية”، المحاورة في هذه الجلسة كانت هيا شعث مديرة برامج المحتوى والأفكار في وزارة الثقافة، والمتحدثون مديرة إدارة التقييم الفني في معهد مسك للفنون بسمة الشثري، والقيمان الفنيان ماريك وولينسكي وسيبل فازكيز، بعدها كانت تجربة الطهي مع الشيف العالمي جو برزا.
اليوم الخامس والأخير شهد جلسة حوارية بعنوان “تقاطع الطعام والفن”، شارك فيها كل من ميادة بدر الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي، والشيف جو برزا وهو شيف لبناني عالمي مشهور، والشيف ماريه كيال وهي شيف حلويات ورائدة أعمال، ومايكي مهنا المؤسس والمدير التنفيذي لـ”عفكرة”، ثم اختتم بـ«عرض الطهي»، مع نادر نهدي، صانع محتوى حول الطعام والثقافات المختلفة.
قد يهمكم أن تطلعوا أيضاً على هذا المقال: الثقافة تعلن إنشاء لجنة شبكة المدن المبدعة السعودية
ختامها مسك
اليوم الأخير ضمن برنامج المنتدى تناول موضوع “الطهي” كعنصر ثقافي رئيسي وتقاطعه مع مختلف الفنون الأخرى لرسم مشهد ثقافي غني، وكأنما هي النكهات والتوابل المختلفة تتكامل في طبق واحد ليقدم على مائدة مجتمع يقدر الابتكار والإبداع من دون أن يتخلى عن تراثه الجميل، افتتح اليوم د.عبد العزيز العجاجي، الرئيس التنفيذي لمركز فناء الأول، بكلمة ترحيبية شكر فيها الحضور على مواكبتهم لأحداث المنتدى كافة على مدار خمسة أيام، معتبراً أنه خبر محزن أنه اليوم الأخير من المنتدى، على أمل أن يتجدد اللقاء في نسخ مستقبلية. وكما ذكرنا سابقاً اجتمعت في هذا اليوم نخبة من الشخصيات التي مثل الطهي بالنسبة لها شغفاً أكثر من كونه مهنة أو هواية.
دور واسع ومهم
في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان “تقاطع الطعام والفن” كان لنا حوارات خاصة مع المتحدثين، كان أولها حديث سريع مع ميادة بدر الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي، أكدت فيه أن “كل ما يتعلق في هذا المجال هو فن، كفن التقديم وفن الطبخ وفن الأكل، وكل المكونات في هذا المجال هي فنون”.
وأشارت بدر باعتزاز إلى أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي لديها هيئة فنون الطهي، وأضافت: “نحن فخورون جداً بهذا الأمر وما تقوم به هذه الهيئة من دور هو دور مهم جداً وواسع وتشمل القطاعات كلها”.
وتحدثت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي عن عدة مشاريع قادمة تنظمها وتشارك فيها الهيئة، منها مهرجان الوليمة للطعام السعودي في جدة، وغيره من المشاريع.
الشيف المتمرد
من جهته تحدث الشيف جو برزا عن بداياته وكيف أنه لم يكن يعرف أنه يحب الطهي، قائلاً: لم أكن أحب الطهي لأنني لم أكن أتصور أنني سأصبح طاهياً في يوم من الأيام لكنني أحب الطعام وأحب عن أكله أن آكله، ثم رويداً رويداً بدأت أدخل في هذا العالم، وأتعمق بس وأكثر جذور المطبخ اللبناني، فتحول هذا الأمر لدي إلى “شغف أساس الطبخ ما صار شغف بالنسبة لي”.
وعن اللقب الذي يطلق عليه، لقب الشيف المتمرد قال: “كان عندي تصور للمطبخ اللبناني، وكان التصور صعباً لكنني استطعت أن أقلب الطاولة وأحقق هذا التصور، وأن يصبح معروفاً في العالم بأكمله والحمد لله لهذا تم إعطائي هذا اللقب”.
أما الجوائز والتكريمات فقال عنها الشيف العالمي: “هي مجرد رمز وتقدير لكن ما يعنيني أكثر هو هذا التحدي الجميل الذي أعيشه بشكل يومي، وهو يجعلني أفكر أنني أستحق جائزة في كل يوم”.
ووجه الشف نصيحة لرواد الأعمال في مجال الطهي قائلاً: “يجب أن يكون لديهم أخلاقيات وانضباط وأن يكونوا بالمقابل منفتحين على العالم، فأنا بالنسبة لي كل زبون أو شريك أو شخص أعمل معه أتعامل معه كأنه أول زبون أو أول شريك، أقدم له كل الاهتمام، وهذا أمر مهم جداً ألا نأخذ الأمور كأنها أمور مفروغ منها”.
وحول ميزات فنان الطهي وما يميزه عن الشيف العادي، أكد: “أنا أرى أن كل شخص لديه موهبة وكل شخص لديه فن مخباً داخله، هو فقط يحتاج إلى من يساعده على إظهار هذا الفن، إنها أمور تلقائية لدى الشخص، لأي درجة يحترم نفسه ولأي درجة يحترم زبونه، وأن يجد من يحفز له هذه الموهبة”.
وتحدث برزا عن تجربة توب شيف، معتبراً أنها كانت تجربة جميلة جداً وأضاف: “استطعنا أن نقدمها بطريقة مبهرة بالأخص أنه في تلك المرحلة 2010 لم يكن دور الشيف معروفاً جداً في العالم العربي، استطعنا أن نظهر القيمة الحقيقية للشيف، أما بالنسبة للتعليقات التي كنت أقولها، فبالرغم من أنها كانت قاسية أحياناً إلا أنني أعتبر أنها تمثل شخصيتي الحقيقية فأنا لم أكن أتصنع أبداً وكنت أقول الحقائق كما هي، وأعتقد أن هذا ما جعل الجميع يحبني ومنحني هذه الكاريزما”.
الشيف جو برزا قدم خلال اليوم الرابع من المنتدى تجربة طهي لطبق الكبسة السعودي وإنما بطريقته الخاصة، وعن هذه التجربة قال: “تجربة المطبخ السعودي كانت تجربة جميلة جداً؛لأنني أحب الأكل وأعتقد أن الأكل هو جزء من ثقافة البلد، وأنا أحترم الثقافات جداً، وأعتبر أن الطبخ هو انعكاس للنفس”.
ونوه برزا بالمنتدى والفعاليات التي تأتي في هذا السياق قائلاً: “هذا النوع من الفعاليات هو أفضل عمل يمكن فعله للتقريب من الثقافات، فمن خلاله نحن نأخذ من ثقافة الغير ونقدم لهم ثقافتنا، وهذا ما يجب أن يحدث في كل دول العالم، وهو يحدث بشكل جميل بالفعل”.
وفي ختام حديثنا خصنا الشيف بمعلومتين الأولى حول أهم صفات الشيف الناجح فقال: “أعتقد أن الجرأة مهمة فعلاً، وهي من أهم صفات الشيف الناجح لكنها ليست الصفة الوحيدة، إنما أعتقد أن ليس كل شخص قادراً على الإقدام والابتكار بشكل جريء”، أما المعلومة الثانية فهي عن طبقه المفضل، فقال: “أنا ابن مدينة صور، لذلك لا بد أن يكون طبقي المفضل هو الصيادية مع السمك”.
أكثر من مجرد تغذية
حوارنا الثالث كان مع الشيف ماريه كيال، وهي شيف حلويات ورائدة أعمال، وأخبرتنا في البداية عن انتقالها من مجال الأبحاث إلى مجال الطهي فقالت: “الشغف هو ما جعلني أختار هذا المجال، فعندما كنت أدرس في كندا لاحظت أن الدراسة لا تجلب لي السعادة التي أريدها، بينما عندما أكون في المطبخ أصنع الحلويات والمخبوزات كنت أشعر بسعادة كبيرة لذا فأنا اخترت فنون الطهي”.
ورداً على سؤال حول أهمية اكتشاف الموهبة أو الاهتمام في وقت مبكر قالت: “أرى أنه من الطبيعي والعادي أن يمر أي شخص بمراحل وأعمال مختلفة قبل أن يعرف فعلاً ما الشيء الذي يريده أو يحبه، وأشعر بأنني محظوظة جداً لأنني اكتشفت هذا الأمر في وقت مبكر، وأنا أرى أنها مسؤولية الأهالي، فعندما يجد الأهل أن طفلهم لديه موهبة أو شغف بأمر ما عليهم أن يساعدوا على تنمية هذه الموهبة وأن يحفزوه ويشجعوه على ذلك، فيفهم الطفل أنه ليس هناك أي أمر خاطئ في الموهبة أو الأمر الذي يحبه”.
وعن التحديات والصعوبات في هذا المجال قالت كيال: “عمل المطبخ ليس سهلاً أبداً، فيه تحديات جسدية وعقلية وعاطفية ولكن في كل أمر آخر وكل عمل، هناك الأمر الجيد والأمر الصعب، لكن على الشخص أن يتعلم ويعيش ويتأقلم”.
وعن أطباق لا يتخلون عنها على المائدة قالت الشيف: “أنا ولدت ونشأت في جدة، والأطباق المعروفة بشكل كبير بالنسبة لنا أو أطباق بيتنا هي الأرز البخاري والخبز باللحم وشوربة الحب، هذه الأكلات التي تأتي كمزيج من مكة والمدينة والجهة الغربية، أما كطبق مفضل لي فصعب أن أختار طبقاً واحداً فقط، لكنني أحب جداً البامياء وطبق العريكة، وهو طبق من مكة يؤكل على الفطور مكون من خبز البر المقلي مع التمر، وكانت جدتي رحمها الله تصنع هذا الطبق، وكانت بالنسبة لي أطيب عريكة”.
وعن أهم صفات الشيف الناجح قالت ماريه كيال: “المثابرة وعدم التوقف عن التقدم مهما كانت الصعوبات، وحتى لو فشل يعيد المحاولة مراراً وتكراراً حتى ينجح، والصفة الثانية هي أن يكون لدى الشخص حدس وإدراك لما يتوافق من نكهات ومكونات”.
وختمت الشيف حديثها بالقول: “متحمسة جداً لأرى كيف سيتطور هذا القطاع وكيف سيندمج الطعام مع الفن بطريقة غير تقليدية، أما طموحاتي على المستوى الشخصي فلدي الكثير من الطموحات، لكنني حالياً أركز على أن أعرف الناس على الأكل الطبيعي، وكيف يؤثر الطعام على الجسم، وأنه يتخطى كونه مجرد تغذية، بل هو متعة أيضاً”.
رواة القصص
ختام المنتدى كان مع عرض الطهي الذي قدمه روائي الطهي نادر نهدي، تحدث فيه عن الأطباق الوطنية والرسائل التي تقدمه، واستعرض خلاله طبق الكبسة مستعيناً بالجمهور لتحديد المكونات الرئيسية في الطبق، ثم تحديد مصادر تلك المكونات للدلالة على تداخل الثقافات في الأطباق، ثم قام بتجربة تفاعلية من خلال مد الخيوط ولفّها بين الحضور لينتج عنها شبكة من الخيوط، وهدف من خلالها لتبيان كيف يساعد الطعام على الربط بين الثقافات.
وفي حوار خاص لسيدتي معه، قال نادر نهدي: “كان الحديث اليوم كله عن الطعام، وكيف يشكل المجتمعات، وهذا كل ما تحدثنا عنه، وما حاولنا اكتشافه في الجلسة هو أن الطعام يشبه صندوقاً مغلقاً، إنه مثل صندوق سري، ما نحاول فهمه وأردنا القيام بتفريغ هذا الصندوق، هذا الطعام، وما يخبرنا به عن قصة المجتمع ومن نحن، لقد شكل الطعام هذه المنطقة بطرق لا يمكننا حتى تخيلها، وخلال هذه الجلسة تمكنا من الدخول في كيفية القيام بذلك على مدى فترة خمسمائة العام الماضية خلال الاستعمارات وقصص المجتمعات، وكان الجمهور مذهلاً، لقد كانوا متقبلين حقاً وتفهموا حقاً الكثير من الأشياء التي ذكرناها، وكانت هناك مناقشات رائعة، لذلك كان حقاً وقتاً رائعاً”.
وبالنسبة لدور صانعي المحتوى، اعتبر أنه دور أساسي، مؤكداً: “هم رواة القصص في هذا العصر، وفي ثقافتنا، هناك تركيز كبير على من يروي القصص، وهم رواة القصص في العصر الحديث، ولكن إذا تناولنا الأمر بشكل صادق تماماً، فأنا أجد أنه لا يوجد عدد كافٍ من صانعي المحتوى الذين يعالجون القضايا التي تحتاج إلى المعالجة فعلاً، وأعني بذلك ناساً يتحدثون عن أكبر قضايا التأثير الاجتماعي كالتاريخ والثقافة والتراث، ونحن حقاً بحاجة إلى المزيد من الناس للقيام بذلك بطرق انتقائية”.
وتحدث نادر نهدي عن الحياة الواعية، وما الذي يساعد الناس على الوصول إلى ذلك، قائلاً: “أعتقد أنه بمجرد أن نبدأ في فهم كيف أن سعادتنا ترتبط جوهرياً بسعادة كل شخص آخر، كيف يمكنني أن أكون سعيداً إذا كان جاري غير سعيد، في الوقت الحالي، ليس كما في السابق، حيث الكثير من مجتمعاتنا كانت ذات طابع فردي للغاية، ولا تهتم سوى بسعادتها وما الذي يمكنها أن تحققه لنفسها، بدأنا نتحرك نحو المكون الروحي للحياة، يتم تحديد الكثير من ذلك من خلال معادلة: إذا كان جاري سعيداً، فهذا يجعلني سعيداً”.
وأضاف: “أعتقد أن المجتمعات تبدأ في التحرك نحو أن ثقافاتنا هي ثقافات جماعية، ولا يمكن العودة إلى ما قبل ذلك، ليس كأننا نعيد اختراع العجلة، بل فهم أن التراث كان دائماً مهتماً بالسعادة الجماعية للناس، والعودة إلى التراث هو مفتاح حقيقي وأساسي برأيي”.
وعن السؤال الذي يطرح عليه دوماً : “من أين أنت؟” قال: “لطالما سُئلت هذا السؤال طوال حياتي، وأعتقد أن الكثير من السعوديين لديهم تجارب متشابهة جداً أيضاً، لقد ذهبت إلى جدة، ورأيت أن الكثير من الناس لديهم قصص متشابهة جداً، كنت أعتقد أحياناً أن السبب ربما يرجع إلى أن المكان الذي أتيت منه مختلف وفريد جداً، لكن أعتقد أن العالم بدأ في الانتقال إلى واقع حيث بدأ الكثير من الناس في تكوين ثقافات مختلطة وهذا شيء جميل، إنه ليس شيئاً يجب أن نخاف منه، حيث تتحد الثقافات معاً وتخلق شيئاً أكثر جمالاً، كنت أعتقد أنه كان أمراً صعباً عندما كنت أكبر، ولكن الآن بعد أن كبرت، رأيت مدى قوة هذا الأمر ومدى روعته، لذا من أين أنا، أنا من كل مكان”.
وعن اختياره للكبسة كموضوع لعرض الطهي قال: “اخترت الكبسة، لأنها معروفة بكونها رمزاً للثقافة السعودية، على الرغم من أنها ليست الطبق الوطني تقنياً، فالجميع يعرفها، وهذا الطبق المعروف أردنا أن نحلله وأن نسمع القصة التي يحاول أن يرويها لنا، وكان هذا هو السبب، لأنني رغبت في تبيان هذه القواسم والمراجع المشتركة، ولهذا السبب قررت اختيارها”.
وفي الختام تحدث الروائي وصانع المحتوى عما يجعل الثقافة السعودية مذهلة، وهو: “تاريخها في دعوة الناس من جميع أنحاء العالم والإقامة هنا والمساهمة في تكوين ثقافة المنطقة، فقد كانت ميناءً تقليدياً للحجاج على مدى 1400 عام، مما تسبب في مساهمة مشتركة في الثقافة، وجعلها أفضل، وقد تمكنت السعودية من القيام بذلك، واستيعاب كل ذلك”، وأضاف: “سنتذكر ذلك في المستقبل، أن ما يمكن أن تصبح عليه ثقافياً هو أمر لا حدود له، وأنا أصلي من أجل هذه الأمة التي تمتلك تراثاً من الترحيب والضيافة للثقافات في جميع أنحاء العالم بطريقة تسمح لك بالشعور بأنك تحظى بالتمثيل ومرئي حقاً”.
اقرأوا أيضاً: انطلاق هاكاثون تعلم واحتضان اللغة العربية بالدرعية.. اليوم