منذ عام 2018، تم تخصيص يوم 24 يناير ليكون اليوم العالمي للتعليم، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة للنظر في حال التعليم في كل دولة، والتذكير بأهمية أن يحصل الإنسان على تعليم جيد، كحق من أبسط حقوقه في الحياة، يوم يدق جرس إنذار برصد عدد المتسربين من التعليم، وأشكال العنف ضد المرأة عبر حرمانها من التعليم حول العالم.
وبينما لا يذكر العرب عادة في صدارة الحكايات الإيجابية عن تعليم النساء، هناك سيدة عربية، من أصول قريشية، تحمل رقماً قياسياً في موسوعة غينيس، يستحيل أن يتفوق عليه أحد، كصاحبة ومؤسسة أقدم جامعة في التاريخ، جامعة أم القرويين في مدينة فاس بدولة المغرب، السيدة «فاطمة الفهرية».
من هي فاطمة الفهرية؟
فاطمة بنت محمد الفهرية، يعود نسبها إلى عقبة بن نافع القرشي الفهري، سيدة ثرية وابنة تاجر شهير، لقبت بـ «أم البنين»، هاجرت مع أسرتها إلى مدينة فاس، وهي طفلة صغيرة، وهناك ذاع صيتها بحبها لأعمال الخير، وبعد وفاة والدها ورثت عنه أموالاً طائلة، وبدلاً من استثمارها أو العيش في رغد إنفاقها، كان لفاطمة الفهرية وأختها، رأي آخر.
تأسيس مسجد أم القرويين
في عام 859 ميلادية، تبرعت فاطمة بقطعة أرض من أملاكها، ووقفتها لبناء مسجد «أم القرويين»، على شرط ألا يكون المسجد تقليدياً، يقصد من أجل التعبد فقط، وأسست فيه فكرة التعليم، في البداية كان الشيوخ يحضرون الكراسي ويجلسون في ساحة المسجد الخارجية، فيتجمع حول كل شيخ طلابه، ويتلقون من العلم، بدأت العلوم المقدمة، بعلوم الدين والشرع فقط، ثم أخذت في التفرع فشملت الفلسفة والطب.
أبرز خريجي جامعة أم القرويين
كان الجامع الذي تحول إلى جامعة، بمثابة منارة للوطن العربي، حيث تخرج فيه ابن رشد وابن ميمون وابن خلدون، ومازال حتى يومنا الحالي، منارة للقاصدين من حول العالم.
أرقام قياسية وألقاب للجامعة:
إلى جانب مكانتها الدائمة في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، كأقدم جامعة في العالم، أكدت منظمة «اليونيسكو» اللقب، فوفقاً لشروط اليونيسكو، الجامعة هي الأقدم عالمياً بين الجامعات التي قدمت العلم بشكل متواصل، من بداية إنشائها وحتى وقتنا الحالي، بدون أي توقف على مر التاريخ.
