Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

من هي ماريا كالاس وما الذي جعلها أعظم مغنية أوبرا في العالم؟

لطالما كانت ماريا كالاس مطربة الأوبرا اليونانية المذهلة بصوتها “السوبرانو” الساحر ونغماته القوية بلا حدود وحنجرتها السحرية، ومقدرتها الفائقة على التلون والتنوع محطة هامة توقف عندها الكثيرون، وعلى الرغم من مولدها قبل مائة عام، إلا أن ماريا تظل المغنية الكلاسيكية الأكثر مبيعاً على الإطلاق، فما زالت تتصدر القوائم الموسيقية العالمية، وإلى جانب صوتها العظيم، كانت كالاس تضفي على أدائها التعبير الداعم للكلمة والموسيقى من خلال التمثيل، ولهذا السبب تؤلّف التسجيلات الحيّة الجزء الأهم في “الديسكوغرافيا” التي تركتها أيقونة فنّ الأوبرا، وفي ظل اشتعال مواقع الإنترنت بحثاً وراء هذه الأيقونة الخالدة عقب عرض سيرتها الذاتية في فيلم “ماريا” من إخراج بابلو لارين، والذي جسدته النجمة العالمية أنجلينا جولي، وتم عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي مؤخراً، ولاقى ترحيباً مذهلاً من النقاد والجمهور، فمن هي ماريا كلاس أيقونة الغناء الأوبرالي والتي أطلق عليها سوبرانو القرن؟… تابعي السياق التالي لتعرفي.

بطلة رومانسية من القرن التاسع عشر

زوار يسيرون في معرض “ماريا كالاس في سينا” في مسرح ألا سكالا في ميلانو في 14 سبتمبر 2017   (مصدر الصورة: MARCO BERTORELLO / AFP)

يعود نجاح ماريا كالاس المذهل والذي حققته باستحقاق مثير للعديد من الأسباب، فعلى الرغم من أن مسيرتها المهنية كانت مختصرة، إلا أنها استطاعت تحويل عالم الموسيقى من أسلوب “الوقوف والغناء” فقط إلى “قوة الأداء المصحوبة بالفعل التمثيلي الدرامي المناسب”، فقد كانت تغني وتطرب بطريقة غناء بطلة رومانسية من القرن التاسع عشر، ولقد كانت تراجيدية مذهلة فلم تكن تظهر مشاعرها على وجهها وجسدها فقط، بل في صوتها أيضاً، والذي كان يأخذ المتلقي لعالم خيالي سحري تتعانق فيه الموسيقى مع الدراما، فقد اشتهرت كالاس عالمياً بصوتها وقوة تمثيلها، كما كانت أيقونة للموضة لا تزال ملهمة حتى اليوم مع عظام وجنتيها وكحل العيون المجنح المبالغ فيه، وأحمر الشفاه الأحمر السميك، كان وجهها معبراً مثل صوتها.

حقائق عن ماريا كالاس

بالسياق التالي سيدتي تعرفك (من موقع classicfm) على أسطورة فن الأوبرا ماريا كالاس، وما الذي جعلها أعظم مغنية أوبرا في العالم؟

طفولة تعيسة وعلاقة صعبة مع والديها

ولدت ماريا كالاس لوالدين يونانيين في مدينة نيويورك في 2 ديسمبر 1923، وعلى مدار 33 عاماً من مسيرتها المهنية اكتسبت لقب “لا ديفينا” المحبب، بالإضافة إلى حب واحترام جزء كبير من سكان العالم، وكانت ماريا قد تحدثت كثيراً عن طفولتها التعيسة وعلاقاتها الصعبة مع والديها، فقد اكتشفت والدتها ليتسا موهبتها الغنائية في وقت مبكر، وضغطت عليها لتؤدي تدريبات الصوت وأجبرتها أن تترك عالم الطفولة والبراءة، وقد تسبب هذا في أضرار طويلة الأمد للعلاقة بينهما، كما تذكر السوبرانو بالعديد من اللقاءات في حديثها عن والدتها، فكانت تقول “لن أسامحها أبداً على حرماني من طفولتي، خلال كل السنوات التي كان من المفترض أن ألعب فيها وأكبر، كنت أغني أو أكسب المال”.

المدى الصوتي لماريا كالاس

كانت ماريا تتدرب يومياً ما بين خمس إلى ست ساعات يومياً، ويمتد نطاق صوت ماريا كالاس إلى ما يقرب من ثلاثة أوكتافات، وكانت أدنى نغمة غنتها أثناء الأداء هي Fsharp3 أقل بقليل من C الوسطى وكانت أعلى نغمة غنتها هي E6 أول “E” فوق السلم الموسيقي، على أن ما يميز صوت السوبرانو اليونانية هو قوتها الصوتية الهائلة ومرونتها التقنية عبر النطاق الكامل، وقد وصف صوتها وأداؤها الموسيقي بأنه:

  • “يشبه العاصفة التي تجتاحك فجأة بدون مقدمات”.
  • “صوتها يدور ويشتعل مثل اللهب ليملأ الهواء بترددات لحنية مثل الكاريلون”.
  • “هي طالبة نموذجية، ومتعصبة لا تقبل المساومة “
  • “هي موهبة من الله”.
  • تمتلك “صوتاً رائعاً، بطريقة مذهلة”.

مطربة عالمية تؤمن بموهبتها


كانت كالاس تنظر إلى كل أداء على أنه معركة لابد، وأن تفوز بها، فقد كان إيمانها الراسخ بموهبتها موضع تميز، ففي سن الثالثة والعشرين، عندما كانت سوبرانو غير معروفة لم تغن إلا في أثينا، حصلت على اختبار أداء في دار أوبرا متروبوليتان في نيويورك. وقد أعجب القائمون بالمغنية الشابة إلى الحد الذي جعلهم يعرضون عليها أدواراً غنائية مساعدة بموجب عقد، ولكنها رفضت لأنها كانت تعلم أنها تستحق أن تغني أدواراً غنائية رئيسية، وقالت لهم إنهم سوف يتوسلون إليها ذات يوم لكي تعود، وذهبت إلى إيطاليا بدلاً من ذلك، حيث بدأت مسيرتها المهنية المذهلة، وقد ثبت صحة اعتقادها، عندما اضطر مدير دار الأوبرا متروبوليتان رودولف بينج، بعد عشر سنوات من الاختبار، إلى دفع أجر غير مسبوق لها مقابل الغناء لمدة موسم، وهي لم تطالب بأجر متساوٍ ليس فقط مع المغنين الذكور، بل وأيضاً مع المايسترو فون كاراجان، الأمر الذي صدم عالم الموسيقى في ذلك الوقت.

عدم قدرة صوت كالاس على الصمود أمام اختبار الزمن

اشتهرت ماريا كالاس بتدريباتها لفترة أطول وبكثافة أكبر من أي شخص آخر، مما أثار انزعاج الموسيقيين الذين كانت تعمل معهم والذين استاءوا من المطالب التي تفرضها عليهم. وكان ردها: “أنا صعبة بقدر ما أحتاج إلى أن أكون لتحقيق الكمال”، وكان نتيجة التدريبات الشاقة لسنوات طويلة هو إجهاد صوتها، فقد كان فقدان صوتها أمراً لا مفر منه، فمغنيات الأوبرا لا يمكنهن الاستمرار في الغناء لفترة طويلة قبل أن تخونهن أجسادهن، وقد لاحظت كالاس تغيرات في صوتها منذ منتصف الثلاثينيات من عمرها، وقد عزا بعض النقاد فقدانها المبكر لصوتها إلى الوزن الذي فقدته في عام 1954 (فقد فقدت 36 كيلوغراماً من وزنها في عام واحد)، بالإضافة لكثافة وقوة التدريبات التي كانت تخضع لها، إلا أن كالاس اعترفت في عام 1977 قبل وفاتها بفترة وجيزة، عن سبب فقدانها صوتها فقالت بأحد اللقاءات “لم أفقد صوتي قط، ولكنني فقدت قوة الحجاب الحاجز، وبسبب هذه الشكاوى العضوية، فقدت شجاعتي وجرأتي… وكانت النتيجة أنني أجهدت صوتي أكثر من اللازم، مما تسبب في اهتزازه”.
قد ترغب أيضاً في التعرف إلى أنواع الأصوات: وهل تعرف ما هو صوتكِ الغنائي؟

فنانة قادرة على غناء كل شيء

كالاس كانت موهوبة للغاية، فقد كانت قادرة على غناء كل شيء، وفي أوائل العشرينيات من عمرها غنت فاغنر وبيليني في الأسبوع نفسه في البندقية، وهو ما يعادل موسيقياً الركض في سباق الماراثون وسباق 100 متر حواجز، ومن ثمّ فلا عجب أن صوتها قد تآكل قبل أوانه، وقد تمكنت كالاس من إبراز نفسها على أعظم المسارح في العالم، وهيمنت على المشهد الموسيقي العالمي بموهبتها الصوتية التي لا مثيل لها، فملأت القاعات في جميع أنحاء العالم، وتناولت بعض الأدوار الأكثر تحدياً في الأوبرا دون أن يرمش لها جفن، واختلطت مع أمثال مارلين مونرو والملكة إليزابيث الثانية.

توفيت على إثر رحيل حب عمرها

توفيت ماريا كالاس بنوبة قلبية عن عمر يناهز 53 عاماً، في 16 سبتمبر 1977، ويقال إنها توفيت بسبب محاولة ناجحة للانتحار عندما توفي حبيبها المعروف بـ”اليوناني الذهبي” أرسطو أوناسيس، وكانت تحبه حباً كبيراً حتى بعد أن علمت بخيانته وزواجه من امرأة أخرى ” السيدة الأولى السابقة لأمريكا جاكلين كينيدي”، إلا أنها غفرت له بعد عودته لها، ولكن القدر لم يمهلهما فقد توفِّيَ أوناسيس بعد وفاة ابنه بحادث، وماريا مثلها مثل قصص الأوبرا الرومانسية التي لعبت دور البطولة فيها تدهورت حالتها بعد ذلك، واعتزلت الغناء الأوبرالي إلى أن انتهت حكاية حبها بوفاتها بعد ثماني سنوات من رحيل حب عمرها.
أقيمت جنازتها بعد أربعة أيام في كاتدرائية القديس ستيفن اليونانية الأرثوذكسية، في شارع جورج بيزيه الذي سمي على اسم الملحن الفرنسي الشهير، على بعد مسافة قصيرة من قوس النصر، تم حرق جثة كالاس وتم الاحتفاظ برمادها في بادئ الأمر في كولومباريوم بمقبرة بير لاشيز، ولكن تم سرقته، وبعد استعادته، تم نثر رماد كالاس في بحر إيجة من الساحل اليوناني، كما كانت رغبة السوبرانو النجمة حسب التقاليد اليونانية القديمة.
وإذا تابعت السياق التالي فستتعرف إلى: رضوى البحيري العازفة التي خطفت الأنظار في الرحلة الذهبية
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *