Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

نزع سلاح حزب الله يكتسب زخما على وقع الضغوط الأميركية على لبنان وبعد الحرب مع إسرائيل

يبدو نزع سلاح حزب الله، الذي لم يكن مطروحا في السابق، قابلا للتنفيذ أكثر من أي وقت مضى، مع تصاعد الضغوط الأميركية على القيادة اللبنانية الجديدة، وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في حربه الأخيرة مع إسرائيل.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ويفيد خبراء بأن نتيجة المحادثات حول برنامج طهران النووي التي انطلقت السبت، بين إيران والولايات المتحدة، قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل ترسانة الحزب التي كانت قبل الحرب الأخيرة تتجاوز تلك التي يمتلكها الجيش اللبناني.

ويقول المحلل المتخصص في الشأن اللبناني لدى "مجموعة الأزمات الدولية"، ديفيد وود، إن "تأثير الحرب غيّر بوضوح الوضع ميدانيا في لبنان" عادّا أنه "من الممكن أن يتّجه حزب الله إلى نزع السلاح، بل والمشاركة حتى في هذه العملية طواعية، بدلا من مقاومتها"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس" للأنباء.

موالون لحزب الله في لبنان (Getty Images)

وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، تواصلت لأكثر من عام، وتطورت إلى حرب مفتوحة استمرت شهرين، أضعفت حزب الله، المدعوم من إيران بشكل لافت في الداخل، على وقع خسائر في الميدان والعتاد، ومقتل أبرز قادته.

لكن الجيش الإسرائيلي لا يزال ينفّذ غارات شبه يومية على جنوب لبنان.

ونصّ الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب الليطاني، وتفكيك أي بنى تحتية عسكرية تابعة له في المنطقة؛ لكن الحزب يشدد على أن الاتفاق لا ينطبق على بقية مناطق البلاد.

وأفاد مصدر مقرّب من حزب الله، السبت، بأن معظم المواقع العسكرية التابعة له في جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني، الذي عزز انتشاره في المنطقة، بحسب تقرير "فرانس برس".

خلال زيارة إلى لبنان الشهر الحالي، قالت نائب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، إن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة اللبنانية، "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكافة الميليشيات"، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يتم "في أقرب وقت ممكن".

خلال تشييع ضحايا للحزب قضوا بقصف إسرائيليّ (Getty Images)

وشدّد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على التزامه حصر السلاح بيد الدولة، مؤكدا في الوقت ذاته، "أهمية اللجوء إلى الحوار" لتحقيق ذلك.

"نكسة" لحزب الله… "لا مفرّ" من المواجهة مع الحزب

لكن الباحثة لدى "معهد واشنطن"، حنين غدّار، ترى أن "لا مفر" من المواجهة مع الحزب، "إذ أن البديل الوحيد لعدم نزع سلاح حزب الله بالقوة، يتمثّل بقيام إسرائيل بالمهمة".

ويعدّ رئيس فرع مخابرات منطقة الجنوب سابقا، العميد المتقاعد علي شحرور، أن "حزب الله أصيب بنكسة. وبالتأكيد ليس من صالحه الدخول في أي حرب، أو الوقوف ضد الدولة"، وفق ما نقلت عنه "فرانس برس".

ويضيف "تتجه إيران إلى المفاوضات أيضا، وهو ما من شأنه أن ينعكس على كل المحور الموجود في المنطقة"، في إشارة إلى ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران.

(Getty Images)

ويبدي عدد من مسؤولي حزب الله، مؤخرا، استعدادهم للحوار بشأن الإستراتيجية الدفاعية التي تشمل بحث مصير سلاح الحزب، وليس مسألة تسليمه.

وتشير غدّار إلى أن جناحا تقوده شخصيات مثل الأمين العام الجديد للحزب نعيم قاسم، ورئيس كتلة حزب الله في البرلمان محمّد رعد، "يريد شراء الوقت، بينما يرغب جناح آخر باتّخاذ خطوات أكثر جرأة".

لكنها ترى أن أي انقسامات ضمن صفوف الحزب، إن وُجدت، تنبع من تباين بشأن إستراتيجيات البقاء، وليست مؤشرا على وجود نية بتسليم السلاح.

ولطالما أصرّ حزب الله على أن سلاحه ضروري للدفاع عن لبنان في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، في حين يعطي إصرار إسرائيل على إبقاء قواتها في خمسة مرتفعات "إستراتيجية" مبررا لهذه الرواية، بحسب الخبراء.

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بجولة بجنوب لبنان (Getty Images)

ويؤكد شحرور أن "الإسرائيليين يعطون ذريعة لحزب الله للتمسك بسلاحه بكل تأكيد" بسبب عدم امتثالهم لاتفاق وقف إطلاق النار.

حزب الله لن يسلّم سلاحه "بدون ضوء أخضر إيرانيّ"

وبحسب المصدر المقرّب من حزب الله، "لا يوجد أي قدرة عسكرية لدى الجيش اللبناني للدفاع عن الجنوب في وجه العدو الإسرائيلي"، عادّا أن "إصرار الأميركيين على إتلاف الجيش لصواريخ المقاومة، بدل احتفاظه بهذه القوة، دليل إضافي على أن أميركا لا تُريد أن يكون الجيش اللبناني قويا، أو حتى لديه أي قدرة محتملة على مواجهة إسرائيل".

ويشبّه الأستاذ الجامعي والباحث كريم بيطار المسألة بـ"معضلة الدجاجة أم البيضة" أولا.

ويرى أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو قيام حزب الله بتسليم بعض أسلحته الثقيلة إلى الجيش، مع التشديد على أنه غير مسؤول عن الأسلحة العائدة لمدنيين موالين له، وغير منضوين فيه رسميا.

(Getty Images)

لكنه يؤكد أن الأمر في نهاية المطاف سيتوقف إلى حد كبير "على المفاوضات الأميركية الإيرانية التي بدأت للتو"، مضيفا أنه "في غياب الضوء الأخضر من الإيرانيين، أشك أن يسلّم حزب الله طوعا أسلحته إلى الجيش، حتى وإن عُرض عليهم تشكيل كتيبة مستقلة ضمن الجيش اللبناني".

والحزب هو الفصيل العسكري الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان عام 1990.

وتشمل الخيارات المحتملة لمعالجة المسألة، وفق وود، تفكيك بنية الحزب العسكرية الكاملة أو دمج أسلحته ضمن الجيش، مع إدماج مقاتليه بشكل فردي في صفوف الجيش اللبناني.

لكنه شدد على أن "الطريق الأسلم" للتعامل مع قضية نزع السلاح، هي "أخذ الوقت الكافي".

ويؤكد وود أنه "من الممكن أن تسعى إيران إلى مبادلة دعمها لحلفائها الإقليميين، بمن فيهم حزب الله، بتنازلات في المفاوضات مع الولايات المتحدة".

اقرأ/ي أيضًا | لبنان: الجيش الإسرائيلي يغير قرب النبطية ويهدم تمثالا لقديس مسيحيّ بـ"أحد الشعانين"

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *