نائب رئيس لجنة السياحة في موسكو بولات نورموخانوف: اهتمام المدينة بضيوفها من دول الخليج كبير
أثناء زيارة صحفيّة إلى موسكو، للتعرّف إلى القطاع السياحي فيها، قابلت “سيدتي”، بولات نورموخانوف Bulat Nurmukhanov، نائب رئيس لجنة السياحة في مدينة موسكو، علمًا أنه من أهداف “اللجنة”: الترويج لموسكو كمركز سياحي، على الساحة الدولية، من خلال المبادرات التشريعية، وأنشطة المؤتمرات، والمعارض، والفعاليات… بعد اللقاء، كثيرة هي الانطباعات، التي كوّنتها كاتبة هذه السطور، أبرزها أن صغر سنّ نائب الرئيس نورموخانوف، ولطف فريق عمله من الشابات والشبان، يبيّن أن هناك جهود روسية لبثّ دم جديد في القطاع السياحي، وأن هناك تركيز على جذب أعداد كبيرة من السائحين من دول مجلس التعاون الخليجي، وتأمين إقامة مريحة لهم، في العاصمة الروسية، ومراعاة خصوصيتهم، والسهر على راحتهم.
سائحون من دول الخليج
من هم زائرو موسكو؟ وهل تغيّر هؤلاء، بشكل ملحوظ، في الأعوام الأخيرة؟
هناك نموّ كبير في أعداد السائحين، خصوصًا أولئك الآتين من دول الخليج، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر. تتراوح أعمار السائحين المذكورين من 18 إلى 54 عامًا، وهم يتمتعون بمستوى دخل مرتفع، إلى مرتفع جدًّا. جدير بالذكر أن السياحة الفردية شائعة بين الرجال، الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا، وكذا هي الإجازات العائلية، وسياحة المجموعات الصغيرة. وسياحة الأعمال التجاريّة، رائجة، بدورها. يُفضّل هؤلاء السائحون الإقامة في فنادق من فئة 4 نجوم، أو 5 نجوم، في موسكو. في العموم، ينجذب السائحون من دول الخليج العربي إلى موسكو نتيجة نظام الإعفاء من التأشيرة، والتأشيرة الإلكترونية، والمناخ المريح، والتسوق الفاخر في GUM، مثلًا، وTSUM، والكثير من الأنشطة المناسبة للعطلات العائلية، وخيارات رائعة من الأنشطة الثقافية، وتذوق الطعام، والمهرجانات المتنوعة، والمعارض، والفعاليات.
وفق استطلاعات الرأي الأحدث، السائحون الآتون من دولة الإمارات العربية المتحدة، هم الأكثر عددًا، مقارنة بالسائحين الأجانب الآخرين (28%)، وهم يبدون إعجابًا بالعناوين الثقافية في العاصمة، ومنها: معرض تريتياكوف، ومسرح البولشوي، وحديقة غوركي.
قد يهمك الاطلاع على تقرير سياحي مفصل عن السياحة في روسيا عبر هذا الرابط
خطوط سفر مباشرة
ما هي الاسباب المسؤولة عن زيادة أعداد السائحين الدوليين، في موسكو، خلال الربع الأول من عام 2024؟
يتمتع الكثير من السائحين الدوليين، بما في ذلك مواطنو الإمارات العربية المتحدة، بالسفر دون تأشيرة، علمًا أنه يمكن لمواطني دول الخليج الأخرى الحصول على تأشيرات إلكترونية. ومنذ العام الماضي (2023)، تُسيّر 150 رحلة أسبوعيّة بين موسكو، ومدن الإمارات العربية المتحدة. إضافة إلى ذلك، هناك رحلات مباشرة من قطر، والبحرين، والكويت، إلى موسكو، وستُستأنف الرحلات من عُمان اعتبارًا من أكتوبر الجاري، ما يزيد بشكل كبير من إمكانية وصول السائحين من منطقة الخليج. إضافة إلى ما تقدم، تقوم موسكو ببعثات تجارية، وتشارك في المعارض الدولية الكبرى، لجذب السائحين من دول الخليج الرئيسية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، والكويت، والبحرين، وقطر.
أكثر من 12 ألف غرفة فندقية
ما هي مشاريع البنية التحتية الجاري تنفيذها، أو المُخطّط لها، لتعزيز تجربة السائح في موسكو؟
على مدى الأعوام الـ 11 الماضية، شُيّد أكثر من 70 فندقًا في المدينة، مع ضمّ أكثر من 12 ألف غرفة. وبحلول عام 2030، تُخطّط موسكو لتأمين 25 ألف غرفة فندقية أخرى لتلبية الطلب المتزايد. وتوفّر البنية التحتية الحضرية المُتطوّرة للغاية في موسكو، وسائل نقل، ومتنزهات للزيارة، وأماكن على ضفاف النهر (موسكفا) مجهزة بشكل جيد، إضافة إلى إمكانية حصول السائح على أي خدمات يحتاج إليها، على مدار الساعة. أضيفي إلى ذلك، تُعدّ مراكز المعلومات السياحية، والمعروفة اختصارًا بـ TICs، جزءًا مُهمًّا من البنية التحتية السياحية في موسكو، فهي تسمح للمسافرين بالتأقلم بسهولة في هذه البيئة الحضرية الجديدة. وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية أيضًا، تم تحسين نحو 900 حديقة، ومساحة خضراء، وتحديث 40 جسرًا بطول إجمالي 65 كيلومترًا، مع افتتاح نقاط جذب جديدة في المدينة، وتسهيل الوصول إليها، وإلى المعالم البعيدة، بفضل تجديدات الطرق، وبناء محطات مترو أنفاق جديدة. فمنذ عام 2011، قامت موسكو بتشغيل 200 كم من خطوط مترو الأنفاق (بما في ذلك دائرة موسكو المركزية)، و11 ساحة للسكك الحديد الكهربائية. وسبق أن افتتحت 109 محطات جديدة (بما في ذلك 31 محطة من محطات دائرة موسكو المركزية).
الاستدامة في القطاع السياحي
كيف تُقارب موسكو مفهوم الاستدامة في قطاع السياحة، لا سيما تقليل البصمة الكربونية، والحفاظ على التراث الثقافي؟
تعمل موسكو على ترميم المواقع التاريخية، مثل: المباني، والآثار، ودمجها بالحياة العصرية للمدينة. منذ بداية العام (2024)، رُمّمت 50 قطعة من التراث الثقافي في العاصمة. وهناك، اليوم، 500 قطعة من التراث الثقافي قيد الترميم. إلى ذلك، ننظم مهرجان مباني موسكو (من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر) لتعريف المواطنين، وضيوف المدينة، إلى تاريخها، وتقاليدها. لناحية الأجانب، يمكن أن تصبح مثل هذه الفعاليات فرصة للتعرّف إلى الثقافة الروسية. من جهة ثانية، تضمّ موسكو أكبر غابة في العالم في منطقة حضرية داخل حدودها. ويتكون نحو 50% من مدينة موسكو من مناطق خضراء. وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية، قامت المدينة بترتيب نحو 900 حديقة، ومنطقة خضراء. جدير بالذكر أنه منذ عام 2018، تم استبدال حافلات كهربائية، بحافلات الديزل، في موسكو. وفي العام الماضي وحده، انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المدينة بمقدار 36 ألف طنّ، والملوثات بمقدار 280 طنًّا.
الترويج السياحي
ما هي الأسواق الدولية التي تركز عليها اللجنة، بشكل أساس، للترويج السياحي؟ ماذا عن المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي؟ والسفر العائلي؟
يتمّ إيلاء الكثير من الاهتمام بدول الخليج، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وعمان، والكويت، والبحرين. نتيجة لذلك، هناك نموّ كبير في أعداد السائحين من هذه الدول. وتواصل موسكو تطوير استراتيجيات ترويجية، مستهدفة جذب الزائرين من هذه المناطق عن طريق تقديم خيارات، مثل: الطعام الحلال، وغرف الصلاة في الفنادق الكبرى. أضيفي إلى ذلك، توفر المدينة مجموعة واسعة من الأنشطة، والمعالم السياحية، المناسبة للعائلات؛ من حديقة حيوان موسكو، وموسكفاريوم موسكو (أكواريوم ضخم)، إلى استكشاف الملاعب الفريدة في حديقة غوركي بارك، وركوب عجلة “سولنتسي موسكفي” الدوارة.