“نحلم ونحقق” شعار اليوم الوطني السعودي 94، الذي تحول لعنوان موسوعة وطنية سعودية لقصص نجاحات ملهمة لسعوديين وسعوديات حلموا بعزيمة وحققوا بإصرار في جميع المجالات، ومنها المجالان الثقافي والفني، والذي برزت فيه عدد من الأسماء النسائية السعودية، من اللواتي تمكنّ من خلال جهود وطموحات عمل دؤوب من تحقيق سلسلة من الإنجازات، والترشح لتمثيل السعودية، وخطف الجوائز في عدد من المحافل الفنية والثقافية المحلية والعالمية.
مهرجان كان السينمائي الدولي
ماريا بحراوي
برز اسم الممثلة السعودية الشابة ماريا بحراوي مع أول مشاركة فنية لها في فيلم “نورة” الذي أصبح أول فيلم في تاريخ السينما السعودية يعرض رسمياً في مهرجان كان السينمائي الدولي، ضمن مسابقة “نظرة ما”، وحصل الفيلم على تنويه خاص.
ووفقاً لشراكة إعلامية مع مجلة سيدتي تولى فريق سيدتي مرافقة ماريا على مدار أيام مهرجان كان، ورصدت يومياتها والاهتمام بكامل تفاصيل إطلالاتها، بدءاً من الأزياء مروراً بتسريحات الشعر وصولاً إلى المكياج وغيرها من التفاصيل.
وكانت ماريا بحراوي نجمة غلاف سيدتي لعدد يونيو 2024، والتي أكدت من خلاله ماريا أن تمثيلَ دورِ «نورة» في المهرجان، كان بمنزلةِ حلمٍ وتحقَّق، إنه شرفٌ كبيرٌ لي، ولصناعةِ السينما السعودية بشكلٍ عامٍّ، هذه الفرصةُ أتاحت لي عرضَ مهاراتي التمثيليَّة على منصَّةٍ عالميَّةٍ، كما أسهمت في تقديمِ الثقافةِ والقصصِ السعوديَّة للعالم، المشاركةُ في مهرجانِ كان إنجازٌ كبيرٌ، وأتمنَّى أن يشكِّلَ العملُ نقطةَ تحوُّلٍ وإلهامٍ للسينما السعوديَّة، والجيلِ القادمِ من الفنَّانين.
يمكنكم معرفة المزيد عن ماريا بحراوي وفيلم نورة لقاء سيدتي: ماريا بحراوي في جلسة تصوير خاصة لـ سيدتي: المشاركة في مهرجان كانت إنجازاً كبيراً وأتمنى أن تكون نقطة تحوّل للسينما السعودية
حفل Septimius Award
إلهام علي
فازت الفنانة السعودية إلهام علي من بين 7 نجمات، بجائزة أفضل ممثلة آسيوية لعام 2024 وذلك ضمن حفل الجوائز العالمي Septimius Award، الذي عقدت فعالياته خلال يومي 19 و20 أغسطس (آب) الماضي في العاصمة الهولندية أمستردام، لتصبح أول ممثلة عربية تترشح مرتين على التوالي.
تخرجت إلهام علي في معهد الفنون المسرحية في البحرين، وعملت في المسرح والدراما، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة صاعدة، أما بداية مسيرتها الفنية فكانت عام 2014 خلال مشاركتها في المسلسل التلفزيوني الخليجي الجديد “ريحانة” مع حياة الفهد.
وسبق أن فازت إلهام علي بجائز أفضل ممثلة عن فئة المسلسلات في حفل صناع الترفيه Joy Awards 2022، عن مسلسل “اختطاف”.
مهرجان فينيسيا الدولي
منال الضويان
منال الضويان سعودية متعددة المواهب فهي مصوّرة، وفنانة بصرية شغلت سابقاً منصب مدير إبداعي في شركة “أرامكو السعودية” لمدة عشر سنوات، ولها مشاركات في عدد من المعارض الفنية الدولية باعتبارها واحدة من أهم الأصوات الفنية المعاصرة في السعودية، شاركت هذا العام 2024، كسفيرة للفن والثقافة السعودية في واحدة من أهم المحافل الفنية في العالم، وذلك من خلال الجناح السعودي في بينالي فينيسيا الدولي الستين بعمل فني تركيبي متعدد الوسائط بعنوان “نطقت الرمال فتحرك الصوت”، والذي سلطت من خلاله الضوء على حيوية مسيرة المرأة السعودية في فترة التطورات الثقافية حاليّاً، والجمع ما بين الظواهر الصوتية والجيولوجية الصحراوية والأصوات النسائية المتآلفة في تعبير جماعي يفنّد المفاهيم الخاطئة عن المرأة السعودية.
وسبق للضويان الفوز بجائزة الفنون البصرية أحد مسارات الجوائز الثقافية الوطنية لعام 2023، التي تنظمها وزارة الثقافة.
الجائزة الدولية للأدب العربي المترجم
شيماء الشريف
فازت رواية الدكتورة شيماء الشريف “أنصاف المجانين” المترجمة للغة الإسبانية بالجائزة الدولية للأدب العربي المترجم للإسبانية “ابن عربي” لتكون أول امرأة سعودية وعربية تحصد هذه الجائزة.
وهو ما يشكل سابقة هي الأولى من نوعها للرواية السعودية وفي أدب الخيال العلمي والفانتازيا، وحظيت الرواية بإشادة عالمية بمعرض الكتاب الدولي بمدريد 2024.
ويشكل هذا الإنجاز محطة تاريخية في الأدب السعودي والعربي، ويبرز كمؤشر على الإبداع والابتكار في الأدب العربي المعاصر، معززةً من مكانته على الساحة الأدبية الدولية.
وتقدم الرواية “ابن عربي” الشخصيات من خلال وجهات نظرها في الحياة، ونظير تميز الرواية كتابة إبداعية، تشكل اختراقاً لا تقليداً، واستشكالاً لا مطابقة، تحولت الرواية إلى مسلسل على المستوى العربي كأحد أول المسلسلات في تاريخ فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي.
الجوائز الثقافية الوطنية
على مستوى محلي خطفت المرأة السعودية 3 من الجوائز الثقافية الوطنية لعام 2024، وهي جائزة الأزياء التي فازت بها الدكتورة ليلى البسام، وجائزة الشباب التي كانت من نصيب المخرجة والكاتبة ضياء اليوسف، وأخيراً جائزة النشر التي فازت بها دار تربية قيادية والمؤسس لها الدكتورة حنان المرحبي، وحظيت الفائزات الثلاث بتسلم الجوائز مع بقية الفائزين في ميادين أخرى مختلفة من الجائزة في احتفالية ثقافية كبرى بحضور وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان.
وللفائزات الثلاث مسيرة من العزيمة والإصرار والنجاح نرصد لكم جانباً منها:
الدكتورة ليلى البسام
الدكتورة ليلى البسام الفائزة بجائزة الأزياء، اسم غني عن التعريف، ولها خبرة في المجال تمتد لأكثر من 20 عاماً، بدأت من خلال تأثرها بوالدتها وملابسها التراثية ثم تطور معها الاهتمام بالأزياء إلى اختياره كتخصص دراسي في مرحلتها الجامعية، فحصلت على البكالوريوس في الاقتصاد المنزلي تخصص الملابس والنسيج، ثم الماجستير في الأزياء التقليدية، وأكملت مسيرتها في المجال بالحصول على رسالة الدكتوراه، في الأزياء التقليدية، والتحقت عضوةً في هيئة التدريس بقسم الملابس والنسيج في كليات الاقتصاد المنزلي، في جامعة الأميرة نورة.
بعد 35 عاماً حولت البسام رسالتها للدكتوراه إلى كتاب بعنوان “الأزياء التقليدية السعودية بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز وبشراكة إعلامية مع مجلة” سيدتي، وتعمل البسام حالياً على إكمال سلسلة توثيق التراث والأزياء التقليدية لمناطق مختلفة من السعودية والذي سيسهم بعد اكتماله في تشكيل موسوعةٍ للأزياء التقليدية السعودية، ونالت البسام جائزة المتميزين في دراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية عام 2012، ووسام الملك خالد من الدرجة الثالثة عام 2019.
ضياء اليوسف
لم يكن مستغرباً حصول ضياء اليوسف على جائزة الثقافة الوطنية للشباب في النسخة الرابعة منها، حيث تتميز بمواهبها المتعددة ونشاطها وبصمتها في عدد من المجالات الثقافية المختلفة، فهي كاتبة وفنانة معاصرة ومخرجة سينمائية، وتعمل حالياً مستشاراً إبداعياً ومديراً لشركة «سدرة» الثقافية غير الربحية، التي تقدمها مساحة للبحث المشترك مع المبدعين، وكما أنها منصة حاضنة للفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، وكذلك الكتابة الاحترافية، ومقراً لأول مسرح «بلاك بوكس» في السعودية.
وتملك ضياء أيضاً موهبة كتابة السيناريو للأفلام، كما أنها مخرجة أفلام سينمائية، وعضو مؤسس في مجلس إدارة جمعية السينما، وعضو لجان تحكيم عدد من المهرجانات السينمائية المحلية، وعضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، في مهرجان مالمو للأفلام العربية إلى جانب الممثل اللبناني نيكولا معوض، والمنتج الفرنسي دانيال زيسكند.
ويعد فيلم “ولد سدرة” الأول أحد أبرز أعمال ضياء؛ إذ تملك سلسلة من التجارب السينمائية القصيرة، وحصل الفيلم على جائزة مهرجان دبي السينمائي، وجائزة مركز إثراء، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان أفلام السعودية.
في مجال الكتابة الأدبية صدر لضياء اليوسف كتاب “في البدء كانت فكرة”، الذي يضم مجموعة من التأملات في الفن المعاصر.
الدكتورة حنان المرحبي
الدكتورة حنان حسن المرحبي أستاذ المحاسبة المساعد بكلية إدارة الأعمال جامعة الملك سعود، ومؤسس ومدير دائرة قيادة تربوية، الدار الفائزة بجائزة النشر الثقافية الوطنية، هذه الدار التي لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، ولكن كان لها بصمة في أدب وقصص الأطفال التربوية الهادفة.
والدكتورة حنان حاصلة على بكالوريوس المحاسبة في جامعة الملك عبد العزيز، تم تعيينها معيدة في جامعة الملك سعود في الرياض، والتحقت ببعثة دراسية في جامعة موناش الأسترالية لدراسة الماجستير، وهي من الجامعات الأولى في مجال الأبحاث، وفور حصولها على الماجستير حصلت على القبول الفوري لدراسة الدكتوراة، وبدأت في هذه المرحلة الكتابة في قضايا الاقتصاد الدولي، وفي مجالات أخرى تقوم من خلالها بتوظيف حصيلتها العلمية والثقافية.
وتطمح المرحبي في أن تكون الجائزة نافذة للتوسع والتعاون لدار قيادة تربوية مع جهات أخرى لإقامة أنشطة ومشاريع كبرى ومحاولة تجاوز العراقيل التي من شأنها زيادة الإنتاج في ظل الندرة الكبيرة التي يواجهها الأدب الموجه للأطفال.
المعهد العالمي
الدكتورة غادة الحارثي
بصفتها خبيرة في الابتكار والثقافة العربية والعالمية، أعلن معهد الشرق الأوسط بجامعة لندن، عن اختيار الدكتورة غادة الحارثي، عضواً في المجلس الاستشاري للمعهد العالمي، ويأتي هذا الاختيار بعد سنوات من الإنجاز والتميز الذي حققته الدكتورة غادة الحارثي في تعزيز العلاقات الثقافية السعودية البريطانية من خلال عملها مستشارةً مع الشركات الدولية في لندن، وفي مجالات الثقافة العالمية والفنون والتراث، وسبق اختيار الدكتورة غادة الحارثي سفيرةً للرّعاة الشباب في متحف “فكتوريا وألبرت” البريطاني، وهو من أشهر المتاحف في لندن ويهتم بالمقتنيات النادرة على مستوى العالم.
كما نالت جائزة الروابي لعام 2022 التي تُمنح من جمعية “الصداقة السعودية البريطانية” سنوياً لأحد الأفراد المساهمين في تعزيز العلاقات في مجالات شتى كالفنون والأدب والثقافة وشؤون المرأة بين البلدين.
