الطموح صفة إيجابية للغاية في نظر البعض، وعلامة على المنافسة المفرطة بالنسبة للآخرين. ولطالما يثير الأشخاص الطموحون الإعجاب، ولكنهم أيضاً قد يثيرون النقد والحسد بسبب طموحهم الدائم وطاقتهم المتجددة وتأججهم المستمر وحبهم للحياة الذي لا ينتهي. بالسياق التالي «سيدتي» تعرّفكِ إلى سمات وسلوكيات الأشخاص الطموحين، تعرفي إليها وأخبرينا: هل أنتِ أحد هؤلاء الطموحين؟
ماذا يعني الطموح؟
تقول خبير التنمية البشرية نجوان عبدالفتاح لـ«سيدتي»: إذا ذهبنا لقاموس الأكاديمية البريطانية، نجد أن مصطلح الطموح له معنيان:
- يقترح التعريف الأول للطموح على أنه تلك الرغبة في تحقيق السلطة والممتلكات المادية.
- يشير التعريف الثاني إلى جُهد خاص يبذله شخصٌ ما؛ لتحقيق “شيء ما”، من دون تحديد ما يدور حوله الطموح بشكل جيد.
هذا يقودنا إلى الاعتقاد بأن الطموح ليس سمة سلبية؛ فلدينا جميعاً الحق في الرغبة في تحسين ظروفنا المعيشية، سواء المادية أو غيرها. ولا حرج في الرغبة في الازدهار، طالما أن المرء يحترم الآخرين وصادقٌ في الطريقة التي يتصرف بها؛ فالطموح من الممكن أن يكون سمة قيّمة للغاية عندما يتعلق الأمر ببناء مستقبل وظيفي واعد؛ فالشركات تبحث عن موظفين يعرفون كيفية تطوير العمل وتنميته من قِبل الموظفين، كما تبحث الشركات عن المشاريع الطموحة التي تدفع الشركة للأمام.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: صفة بسيطة يشترك فيها الأشخاص الناجحون
الأشخاص الطموحون: ما هي السلوكيات التي تحددهم؟
تقول نجوان: يمكننا القول إن الطموح هو سمة شخصية تدفع الإنسان إلى السعي لتحقيق الأهداف وتحقيق النجاح. والأشخاص الذين نعُدهم طموحين، عادة ما يكون لديهم سمات وسلوكيات مشتركة تميزهم في طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم، ومنها:
التصميم
من أبرز سمات الأشخاص الطموحين هو إصرارهم الكبير على تحقيق أهدافهم. إنهم أفراد لا يستسلمون في مواجهة العقبات، وهم على استعداد للعمل الجاد لتحقيق ما يريدون القيام به. وهذا الإصرار يدفعهم إلى المثابرة رغم التحديات التي قد يواجهونها في طريق النجاح.
الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي سمة أخرى مشتركة بين الأشخاص الطموحين. فلديهم إيمان قوي بقدراتهم ومقدرتهم على التغيير؛ مما يسمح لهم بمواجهة التحديات بثقة، والوقوف أمام المواقف الصعبة بشجاعة. تساعدهم هذه الثقة بالنفس على الاستمرار في التركيز على أهدافهم والتغلُّب على أيّة شكوك أو مخاوف قد تنشأ.
الثبات الانفعالي وضبط النفس
إلى جانب الثقة بالنفس، يمتلك الأشخاص الطموحون عادة درجةً عالية من ضبط النفس، كما أن لديهم ثباتاً إنفعالياً يجعلهم قادرين على إدارة عواطفهم وسلوكياتهم بفعالية؛ مما يسمح لهم بالبقاء هادئين تحت الضغوط التي يتعرضون لها؛ فيمكنهم اتخاذ قرارات عقلانية صحيحة في المواقف المعقدة. يساعدهم ضبط النفس كذلك على البقاء على المسار الصحيح نحو أهدافهم من دون الانجراف وراء الدوافع أو المشتتات.
لا يتفاخرون بإنجازاتهم
يعرف الأشخاص الطموحون أن خطتهم شخصية تخصهم فقط، كذلك خطة عملهم خاصة بهم، ومن ثَم فهم كتومون لأنهم يعلمون أنهم لن يستفيدوا شيئاً من شرح خططهم وإنجازاتهم. ولذلك فهم يؤمنون بحكمة أن يعقدوا العزم على إكمال مشاريعهم من دون كثير من الضوضاء والتفاخر.
خططهم طويلة المدى ورؤيتهم متسعة
عادة ما يكون لدى الأشخاص الطموحين رؤية طويلة المدى لما يريدون تحقيقه في الحياة. وهم قادرون على تصوُّر أهدافهم بوضوح، ووضع خطة إستراتيجية لتحقيقها. تتيح لهم هذه الرؤية الاستمرار في التركيز على المستقبل، والعمل باستمرار لتحقيق أحلامهم؛ حتى عندما لا تكون النتائج فورية.
الابتكار
يرتبط الطموح ارتباطاً وثيقاً بالقدرة على الابتكار والبحث عن طرق جديدة لتحقيق النجاح. يميل الأشخاص الطموحون إلى أن يكونوا مبدعين واستباقيين، ويبحثون باستمرار عن فرص للتحسين والنموّ في جميع جوانب حياتهم. إنهم منفتحون على التغيير ومستعدون لمغادرة منطقة الراحة الخاصة بهم بحثاً عن تجارب وتحديات جديدة.
الصمود
يتمتع الأشخاص الطموحون بقدرة مدهشة على التعافي من الشدائد، وهي سمة أساسية لهم؛ حيث تسمح لهم تلك المرونة بالتغلُّب على الإخفاقات والنكسات بمزيد من العزم والتفاؤل، والتعلُّم من التجارب السلبية واستخدامها كنقطة انطلاق للمُضي قُدماً. وتساعدهم هذه القدرة على التكيُّف للبقاء ثابتين في طريقهم نحو النجاح، من دون أن تتثبط عزيمتهم في مواجهة الصعوبات.
القيادة
غالباً ما يبرز الأشخاص الطموحون؛ لقدرتهم على تولّي الأدوار القيادية وتوجيه الآخرين نحو تحقيق الأهداف المشتركة. فلديهم المهارات اللازمة لإلهام وتحفيز مَن حولهم، وتعزيز بيئة العمل التعاوني، وتحفيز النموّ الشخصي والمهني لأولئك الذين يعملون معهم. حيث ترتكز قيادتهم على القدوة، ويُظهر جهدهم وتفانيهم طريق النجاح.
الاستباقية
تسأل نجوان: هل تعرف مفهوم المماطلة؟ وتجيب: يتعلق الأمر بهذا العيب الشائع جداً في أيامنا هذه؛ حيث نميل إلى ترك ما يمكننا القيام به اليوم للغد؛ حيث الكسل عائق أمام الموقف الطموح؛ لأنه يمنعنا من المُضي قُدماً. يعرف الأشخاص الطموحون أنه يجب عليهم البدء في العمل بأنفسهم، من دون انتظار تنسيق كل شيء بشكل مثالي. فأن تكون طموحاً، يعني التركيز على تنفيذ المشاريع؛ فالأمر لا يقتصر على مجرد “وجود أفكار” بل تنفيذها.
الالتزام
الالتزام هو سمة مميزة أخرى للأشخاص الطموحين. إنهم ملتزمون بأهدافهم وغاياتهم، ويكرّسون الوقت والجهد للعمل على تحقيقها بطريقة مستمرة ومنضبطة. إنهم أشخاص مسؤولون وأخلاقيون، يبذلون قُصارى جهدهم في كل مهمة يقومون بها، ويسعون جاهدين لتحقيق التميُّز في كلّ ما يفعلونه.
تحديد الأولويات
يعمد الأشخاص الطموحون لتحديد أولوياتهم وإدارة وقتهم ومواردهم بشكل فعّال. إنهم قادرون على تحديد المهام الأكثر أهمية، وبأيّ ترتيب وفي أيّ وقت يجب عليهم تنفيذها للوصول لأفضل أداء، وتحقيق الهدف بكفاءة وِفق المسار المحدد.
المثابرة
من أهم سمات الأشخاص الطموحين الصبر والمثابرة؛ فعلى الرغم من العقبات والنكسات التي قد يواجهونها في طريقهم؛ فإنهم لا يستسلمون بسهولة، ويواصلون العمل لتحقيق أهدافهم بإصرار وتصميم. فالإصرار يسمح لهم بالتغلُّب على الصعوبات التي يواجهونها والمُضي قُدماً رغم الشدائد؛ ليصبح عاملاً أساسياً في طريقهم إلى النجاح.
ونحو التعرُّف أكثر إلى الطموح يمكنكِ التعرف إلى: كلام عن الطموح والنجاح
