هل هناك علاقة بين حجم الثدي عند المرأة والإصابة بسرطان الثدي؟
شهدت الأعوام الأخيرة تراجعاً ملحوظاً للإصابة بسرطان الثدي بسبب هذه الجهود العالمية، وإن لم تتوقف التساؤلات المقلقة بين النساء حول أعراض أو معتقدات تتعلق بالإصابة ورفع نسبة التعرض لها، ومن بينها العلاقة بين حجم الثدي والإصابة بسرطان الثدي، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشارية أمراض النساء والتوليد الدكتورة ميرفت لافي؛ حيث أشارت إلى الإجابة على سؤال مقلق يشغل بالك وهو هل هناك علاقة بين حجم الثدي عند المرأة سواء كان كبيراً أو صغيراً والإصابة بسرطان الثدي وأهم العوامل التي ترفع من احتمالية الإصابة به في الآتي:
تعريف سرطان الثدي
يُعرف مرض سرطان الثدي كأحد الأمراض التي تُهدد حياة المرأة في حال الاكتشاف المتأخر له بأنه حالة مرضية لنمو غير متعارف عليه أوغير طبيعي لخلايا وأنسجة الثدي، حيث يتعدى هذا النمو ما يحدث في الأحوال الطبيعية، حيث تموت خلايا وتنمو أخرى، ولكن في حال الإصابة بسرطان الثدي هناك نمو سريع لخلايا غير صحية وتبدأ في تشكيل أورام تنتشر وتتمدد نحو أجهزة الجسم القريبة من الثدي وتُعطل عملها، مما يؤدي لتأثر صحة المرأة، حيث تظهر هذه الخلايا غير الطبيعية في قنوات الحليب أو ما يُعرف علمياً بالفصيصات وهي القنوات التي تنتج الحليب ولكن انتشار النمو السرطاني يؤدي بها لأن تصل للأجزاء الأخرى من الجسم وذلك في حال تأخر اكتشافها.
هل حجم الثدي يرتبط بالإصابة بالسرطان؟
- اعلمي أن هناك معتقدات قد راجت بين العامة وخاصة بين النساء بأن حجم الثدي يرتبط بارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي عند النساء، حيث إن الحجم غير الطبيعي للثدي عند المرأة سواء كان كبيراً بصورة مبالغا فيها أو صغيراً وضئيلاً فقد يدعو للتساؤل حول احتمالات الإصابة، ولكن هذه المعتقدات تعُتبر خاطئة لأن الثدي في حال الوضع الطبيعي يكون عبارة عن كتلة دهنية ترتبط بقوام المرأة ونحافتها أو بدانتها أو بعوامل وراثية، مثل أن تمتلك البنت صدراً نحيلاً أسوة بأمها مثلاً.
- توقعي أن ترتفع نسبة إصابتك بسرطان الثدي ليس بسبب حجم الثدي لديك ولكن بسبب طبيعة أنسجة الثدي، وفي ذلك فرق كبير، حيث إن العلماء لم يعثروا على أي رابط بين حجم الثدي وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي وليس هناك ترابط بين الثدي الصغيرة وانخفاض احتمالات الإصابة بسرطان الثدي على الإطلاق، ولكن ما يربط ذلك هو أن أنسجة الثدي المرتفعة الكثافة هي التي تسبب عاملاً خطراً، حيث إن أنسجة الثدي تتكون من أنسجة دهنية وأخرى كثيفة، وتتكون أنسجة الثدي الكثيفة من القنوات اللبنية والغدد والأنسجة الليفية، وفي حال ارتفاع كثافة الثدي عند المرأة فذلك يعني أن لديها العديد من الغدد والقنوات والأنسجة الليفية المهيئة للإصابة بالسرطان، حتى لو كان حجم الثدي صغيراً وضئيلاً بصورة واضحة.
-
لاحظي أيضاً أن ارتفاع كثافة أنسجة الثدي يُعد من الأسباب التي تجعل الكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي صعباً أو متأخراً، وذلك أثناء إجراء صورة الثدي الشعاعية المعروفة بـ”الماموجرام”، وفي حال الكشف خلال هذا التصوير الإشعاعي عن كثافة عالية لأنسجة الثدي، فيجب أن تخضع المرأة لفحوصات أخرى.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي عند المرأة
- لاحظي أن وجود أي تاريخ وراثي عائلي للإصابة بسرطان الثدي يرفع احتمالات إصابتك الفعلية أو استعدادك للإصابة بسرطان الثدي، حيث تلعب الوراثة دوراً كبيراً والتاريخ العائلي، حيث ثبت علمياً وجود حالات إصابة مسجلة لعائلات بعينها بأنواع معينة من السرطان، كما أن إصابتك الشخصية والتعافي بنوع من أنواع السرطان في عضو من جسمك يرفع احتمالية إصابتك بسرطات الثدي، ويتمثل العامل الوراثي في وجود تغيرات في الحمض النووي الذي يورث من الأم إلى بناتها، حيث يُعد الجينان المسببان لسرطان الثدي وهما “BRCA1 وBRCA2 ” من أشهر وأهم التغيرات التي تحدث في الحمض النووي ويتم توريثها.
- لاحظي أن أكثر النساء عرضة للإصابة بسرطان الثدي هن النساء اللواتي حدثت لديهن الدورة الشهرية لأول مرة في سن مبكرة، وكذلك النساء اللواتي انقطع عندهن الطمث أي الدورة الشهرية ووصلن لسن اليأس في سن متأخرة، مما يعني أن سن الخصوبة يلعب دوراً كبيراً في رفع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي.
- توقعي أن تكوني من النساء المعرضات للإصابة بسرطان الثدي في حال كنت من النساء المرشحات للإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، وفي حال حدوث ذلك فعلاً وفي سن مبكرة، وكذلك في حال التعرض للإشعاع بسبب طبيعة العمل مثل العمل في مركز للتصوير بالأشعة السينية أو في حال كان مكان السكن قريباً لمصانع تُستخدم مواد مشعة في منتجاتها.
- توقعي أن تُصابي بسرطان الثدي أيضاً في حال كنت قد أنجبت طفلك الأول في سن متأخرة وفي حال عدم قيامك بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية، حيث بينت الأبحاث أن النساء اللواتي يُرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية يكن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي عن غيرهن.
- لاحظي أن أكثر النساء المعرضات للإصابة بسرطان الثدي هن النساء اللواتي لم يخضن تجربة الحمل على الإطلاق مثل النساء العقيمات، وكذلك النساء اللواتي لم يتزوجن، كما أن نسبة حدوث سرطان الثدي عند النساء المتقدمات في العمر أكبر من نسبته عند النساء الصغيرات في العمر.
- اهتمي بالتعرف إلى أنواع الأدوية التي تستخدمينها كعلاج هرموني بعد انقطاع الدورة الشهرية، حيث تلعب دوراً مثل هذه الأدوية في رفع معدلات الإصابة بالسرطان عند النساء واللواتي يحصلن على أدوية تعويضية لعلاج الهبات الساخنة وآلام ما بعد انقطاع الدورة الشهرية والتي قد تتعاطاها المرأة من تلقاء نفسها.
قد يهمك أيضاً: هل يؤثر سرطان الثدي على الخصوبة.. وتحقيق حلم الأمومة؟
*ملاحظة من “سيدتي نت”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.