هل هناك فرق بين فترة الخصوبة والتبويض؟
هل هناك فرق بين فترة الخصوبة والتبويض؟ طالما خطر هذا السؤال على بال النساء المقبلات على الحمل، ليتعرفنّ على طبيعة عمل كل منهما، ليضمنّ حملاً سليماً وأكيداً، سؤال يجيب عنه الدكتور باسل نوح استشاري الإخصاب وعمليات أطفال الأنابيب في مراكز هيلث بلاس للإخصاب في الإمارات.
فترة التلقيح
يؤكد الدكتور باسل وجود فرق بين فترة الخصوبة والتبويض، مع الأخذ في الاعتبار أن الخصوبة التي يدور الحديث عنها هنا هي الفترة التي تكون فيها البويضة قادرة على التلقيح، فمرحلة التبويض هي الفترة التي يطلق فيها جسم المرأة البويضة، وعادة يكون يوم الإباضة عند المرأة هو اليوم 14 من بداية الدورة الشهرية والتي تتكرر عند المرأة وسطياً كل 28 يوماً، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً أنها قد تزيد على ذلك أو تقل يوماً أو أكثر. مع ذلك، لأن مدة دورة الحيض تختلف من كل امرأة إلى أخرى، وقد يختلف الوقت بين الإباضة وبداية دورة الحيض التالية. وإذا كنتِ مثل العديد من النساء لا تستمر دورة الحيض لديكِ لمدة 28 يومًا، فيمكنكِ تحديد طول الدورة والوقت الأكثر احتمالية للإباضة من خلال الاحتفاظ بتقويم للحيض.
ويمكن تحسين احتمالية حدوث الحمل من خلال معرفة موعد الإباضة لديكِ والانتظام في ممارسة العلاقة الزوجية، في يوم الإباضة وقبله بخمسة أيام. الإباضة هي عملية يُطلق فيها المبيض بويضة ناضجة ومناسبة الحجم. وبعد إطلاقها، تتحرك البويضة إلى أسفل قناة فالوب وتظل هناك لمدة تتراوح بين 12 و24 ساعة، حيث يمكن تخصيبها. يمكن أن يعيش الحيوان المنوي داخل الجهاز التناسلي للمرأة لمدة خمسة أيام بعد ممارسة العلاقة الزوجية في الظروف المناسبة. وتزيد فرصة الحمل إلى حدها الأقصى إذا كان الحيوان المنوي الحي موجودًا في قناتي فالوب أثناء الإباضة.
البويضة الناضجة
مع بداية الدورة الشهرية يزيد إفراز بعض الهرمونات التي تساعد على نضوج البويضة، والذي ينتهي تقريباً في اليوم 14 من بداية الدورة؛ حيث تبدأ مرحلة الإباضة والتي يطلق فيها المبيض البويضة الناضجة لتكون هذه الفترة هي ذروة الخصوبة، وتظل البويضة صالحة للتلقيح لمدة 24 ساعة، وهي تعتبر مدة كافية لحدوث الحمل في الحالات الطبيعية.
وبعد أن عرفتِ حجم البويضة الطبيعي قد تتساءلين عن تأثير حجم البويضة على الحمل، بشكل عام، فإن البويضة الناضجة هي التي تملك فرصًا أعلى للتخصيب، حيث تتم برمجة المبايض لدى النساء بشكل طبيعي للسماح لبويضة واحدة شهريًا بالنمو والنضج ثم إفرازها عن طريق الإباضة في كل دورة شهرية، والتي تمثل فرصة واحدة للحمل في تلك الدورة الشهرية. وقد يكون حجم البويضة طبيعيًا أو غير طبيعي، فإذا كان حجم البويضة طبيعيًا فهذه فرصة رائعة لتخصيب البويضة وحدوث حمل صحي لك.
وفي المقابل لا يتم تخصيب البويضة غير الطبيعية أو زرعها داخل الرحم وحتى إن تم تخصيبها وحدوث الحمل في حالات نادرة، فإنه سيكون غير طبيعي، وقد يؤدي في ما بعد لحدوث الإجهاض أو الاضطرابات الوراثية، مثل: متلازمة داون.
ويوضح الدكتور باسل، أن فترة الخصوبة التي نتحدث عنها تشمل جميع الأيام التي تكون فيها البويضة قادرة على التلقيح والتي تعتمد أيضاً على الحيوان المنوي والذي يعيش من 72 إلى 96 ساعة، وهذا يعني أن فترة الخصوبة هي 5 أيام عند المرأة تبدأ قبل الإباضة بـ4 أيام، و24 ساعة من لحظة الإباضة، وتكون ذروة الخصوبة يوم الإباضة واليوم الذي يسبق الإباضة.
عوامل تؤثر على عملية الإباضة
هناك عوامل تؤثر على عملية الإباضة التي تتكرر شهرياً وبمعدل وسطي 12 مرة سنوياً، ومنها:
1 زيادة وزن المرأة
فالسمنة تؤدي إلى تراكم الدهون، وبالتالي إلى اضطراب في توازن الهرمونات مما يقلل من فرصة الإباضة أو ينتهي بعدم حدوثها على الإطلاق، وهذا ما يحدث أيضاً ولكن بآلية مختلفة في حال انخفاض الوزن الشديد.
2 اضطرابات الغدة الدرقية
هذا سبب يؤثر أيضاً على عملية الإباضة، يؤدي إلى حدوث اضطرابات في عملية الإباضة، وبالتالي تأخر في الإنجاب. عدا عن أنه يتسبب بفرط إفراز هرمون الحليب.
3 متلازمة تكيس المبايض PCOS
وذلك نتيجة للاضطرابات الهرمونية الناتجة، وغالباً ما تترافق هذه الحالة مع زيادة في الوزن وزيادة في مقاومة الأنسولين، وخلل في استقلاب السكر، ما يزيد من إفراز الهرمونات الذكرية الأمر الذي يقلل من فرص الإباضة، يعلّق د. باسل: “أظهرت الدراسات العلمية أن 20 إلى 25% من السيدات اللواتي تأخرن في الإنجاب يعانين من اضطرابات في الإباضة؛ ما يقلل من فرص حدوث الحمل”.
هل يمكن تكبير حجم البويضة؟
هناك الكثير من المعلومات المتناقلة بين النساء حول طرق تكبير حجم البويضة، إلا أنه لا يوجد ا أساس علمي لكل هذه الطرق. في المقابل، من الممكن القيام ببعض الأمور التي تساعد في تحسين جودة البويضات لديك والمساعدة على الوصول إلى حجم البويضة الطبيعي، ومن بينها نذكر ما يأتي:
- تخفيف الوزن الزائد لدى الأنثى، فالسمنة تحد من إطلاق بويضة كل شهر بشكل منتظم.
- الإقلاع عن التدخين.
- التقليل من التوتر.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الحصول على وزن طبيعي.
- ممارسة الرياضة.
- التقليل من الكافيين.
- تناول بعض المكملات الغذائية وأهمها حمض الفوليك.
مع التقدم بالعمر، تقل جودة البويضات، حيث إنه يتم استهلاك البويضات الناضجة عالية الجودة أولًا، لذلك تقل فرص الحمل مع التقدم بالعمر.
وبعض النساء يلجأن لعملية تفريز البويضات، حتى يتمكن من الحمل لاحقًا في حال رغبن بذلك.
هل يناسبك تجميد البويضات إذا تأخرت عن الزواج؟
علاجات لاضطرابات عملية الإباضة
إجراء تقييم لكل حالة وتحديد الأسباب التي تقف وراء اضطرابات أو عدم حدوث الإباضة، سواء كانت السمنة أو متلازمة تكيس المبايض، أو اضطرابات الغدة الدرقية، ووصف العلاج المناسب، وهناك حالات تتطلب وصف أدوية تحفز عملية التبويض لزيادة فرص الحمل.
هل تعرفين منشطات التبويض لعلاج تأخر الحمل.؟. أضرارها ودواعي استخدام
علاج غياب الإباضة بالأدوية
تتلخص طرق علاج غياب الإباضة الدوائية فيما يلي:
- إعطاء المرأة هرمون الأستروجين عن طريق الفم أو الوريد: لعلاج معظم أسباب نزيف الرحم، ويمكن بدء العلاج باستخدام حقن الاستروجين بتركيز 25 ملغ أربع مرات يومياً.
- حبوب منع الحمل: تعطى المرأة جرعة عالية من حبوب منع الحمل تصل إلى 3 حبات يومياً لمدة 7 أيام. بعد الانتهاء من تناول الجرعات السابقة، تستمر المريضة في تناول حبوب منع الحمل لمدة لا تقل عن 3 أشهر، ما يساعد في استعادة بطانة الرحم.
- حبوب منع الحمل المحتوية على البروجسترون: تستخدم إذا كانت مستويات الهرمونات طبيعية، وتساعد في الوقاية من فرط تنسج بطانة الرحم.
- سترات كلوميفين: تعد من أكثر العقارات تأثيراً في علاج اللا إباضة، كما أنها تساعد نحو 40% من السيدات على الحمل.
- الهرمون المنبه للجريب: لعلاج الحالات التي توقف إفراز الهرمون لديها أو الحالات التي لم تستجب للعلاج بسترات كلوميفين.
علاج غياب الإباضة جراحياً
قد لا تستجيب بعض الحالات للعلاج الدوائي، مثل حالات تكيس المبيض، لذا قد يلجأ الطبيب للجراحة وإجراء شقوق في المبيض لتقليل كمية هرمون التستوستيرون والسماح بالإباضة، كما يطلب تخفيض الوزن في حالات السمنة سواء باتباع برامج غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم أو حتى اللجوء للتدخل الجراحي في حالة السمنة المفرطة، فهذا يساعد كثيراً في تنظيم الهرمونات الأنثوية والذكرية وأيضاً هرمون الأنسولين، ما يزيد من نسب حدوث الإباضة، والتي تعتبر أساسية لاكتمال حدوث الحمل.
علاج غياب الإباضة بالاعشاب
قد تستخدم بعض الأعشاب في التحكم بأعراض متلازمة تكيس المبيض التي تسبب غياب الإباضة، مثل اضطراب هرمون الأنسولين، ومن تلك الأعشاب الريحان المقدس وجذور العرق سوس.
كما قد يوصي الطبيب بتعديل نمط الحياة والموازنة بين الأمور عن طريق التحكم بالوزن المثالي، وتجنب التمارين الشاقة، والتحكم بالنفس.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص