يُطلَقُ عليها أحياناً “رحلةٌ بحريَّةٌ”، أو ما قبل الربيع، أو المنتجعُ، أو حتى العطلةُ. هذه هي المجموعةُ التي يركِّزُ عليها الجميع خلال الفترةِ الجارية.
Cruise مجموعةُ أزياءٍ صغيرةٌ لمنتصفِ الموسم، مصمَّمةٌ أساساً لأولئك الذين يقضون فصلَ الشتاءِ على متنِ يختٍ. على الأقل، هكذا بدأ كلَّ شيءٍ عندما أدركت جابرييل شانيل Gabrielle Chanel عامَ 1919، أن عملاءَها الأثرياء، كانوا يقضون عطلاتِ منتصفِ الشتاءِ في البحرِ الأبيض المتوسط، وكانوا في حاجةٍ إلى خزانةِ ملابسَ جديدةٍ لرحلاتهم. أطلقت شانيل Chanel مجموعةً من القطعِ خفيفةِ الوزن، وسهلةِ الارتداء، ومناسبةٍ لرحلةٍ على متنِ سفينةٍ بخاريَّةٍ، لتظهرَ أوَّلُ مجموعةٍ للرحلاتِ البحريَّة في العالم. ويتمُّ الكشفُ عن مجموعاتِ الرحلاتِ البحريَّة بشكلٍ عامٍّ في شهرِ مايو، وتطرحُ في المتاجرِ خلال نوفمبر بعد وصولِ المجموعةِ الشتويَّة الرئيسة. وقد وجد العملاءُ، أن هذا العرضَ من القطعِ الخفيفة، يمكنُ طيُّه بسلاسةٍ مع العناصرِ الشتويَّة التي اشتروها بالفعل.
مواقع عالمية تشكل مصدر وحي
عكسَ عروضِ الربيعِ والصيف، أو الخريفِ والشتاءِ للملابسِ الجاهزة التي يتمُّ تجميعها بإحكامٍ في أسابيعِ الموضة، لا توجدُ مثل هذه القيودِ مع مجموعاتِ الرحلاتِ البحريَّة. إن إجراء ذلك خارجَ الجدولِ الزمني المعتاد، يمنحُ العلاماتِ التجاريَّة مزيداً من الحريَّة في فعلِ ما يحلو لها، وهو ما يُترجَم غالباً إلى استخدامِ المواقعِ الساحرةِ والغريبةِ التي تُشعرك بالعصريَّة واللحظة.
لويس فويتون Louis Vuitton، ديورDior، شانيل Chanel، ماكس مارا Max Mara وغيرها، تستخدمُ المدنَ العالميَّة الكبرى بوصفها مصدراً للإلهامِ لمجموعاتها من عروضِ الأزياءِ في الرحلاتِ البحريَّة والمنتجعات. وقد أصبحت مجموعاتُ الرحلاتِ البحريَّة أكثر إثارةً مع تقدُّمِ الوقت، حيث يختارُ مصمِّمو الأزياءِ الوجهةَ التي تصبحُ مصدرَ إلهامٍ لهم، ومكاناً لعرضِ أعمالهم. إنها تقريباً مثل حفلةٍ ذات طابعٍ خاصٍّ حيث تتفاعلُ الموضةُ مع ثقافةِ هذا المكان وجماليته، لخلقِ شيءٍ، سيراه العالمُ كلُّه، ويستلهمه.
تتطلَّبُ مجموعاتُ الرحلاتِ البحريَّة المستوحاةُ من مدينةٍ، أو بلدٍ، أو ثقافةٍ ما كثيراً من البحثِ والعملِ والاهتمامِ بالتفاصيل. تبذل الدورُ جهد كبيراً، مع كثيرٍ من التركيزِ، وتحتفلُ بيوتُ الأزياءِ بالحرفيَّة، وثراءِ الثقافة، والتنوُّعِ في مجموعاتِ الرحلاتِ البحريَّة، والمنتجعاتِ الخاصَّةِ بها.
إنها فرصةٌ للعلامةِ التجاريَّة لخلطِ الأشياء، وإبقائها مثيرةً للاهتمامِ من خلال تقديمِ عروضٍ في مواقعَ جميلةٍ ومرغوبةٍ. كذلك، توفِّرُ للعلامةِ التجاريَّة فرصةً لتمييزِ القطعِ عن المجموعةِ الرئيسةِ عبر عرضها في مكانٍ ذي نكهةٍ، أو أسلوبٍ مختلفٍ.
قد يهمك أيضاً: مجموعات الكروز ترافق مغامراتك Adventure With Cruise
أفكار عديدة
تنوَّعت المدنُ في هذا الموسمِ لعرضِ مجموعاتِ الـ Cruise بدءاً من استحواذِ ديور Dior قلعةَ دروموند Drummond Castle في إسكتلندا، وحتى تقديمِ مجموعةِ ماكس مارا Max Mara في البندقيَّة. بعد أن أخذتنا عروضُ كروز 2024 إلى مكسيكو سيتي، ولوس أنجلوس، وسول، تبدَّل الحالُ في هذا الموسمِ حيث لاحظنا توجُّه معظمها نحو أوروبا. أوَّلاً، قدَّمت شانيل Chanel عرضها في مرسيليا، أوائل شهرِ مايو، على سطحِ فندقِ Cité Radieuse الذي صمَّمه لو كوربوزييه Corbusier، في حين أقامت غوتشي Gucci عرضاً ضخماً بمتحفِ تيت مودرن Tate Modern في لندن بوقتٍ لاحقٍ من الشهر. وفي 23 مايو، جاء دورُ لويس فويتون Louis Vuitton، حيث أشاد نيكولا جيسكيير Nicolas Ghesquière بإسبانيا في حديقةِ جويل Güell الخياليَّة لأنطوني جاودي Antoni Gaudí في برشلونة، تلاها عرض بالنسياغا Balenciaga في شنغهاي على خلفيَّة أفقِ المدينةِ المستقبلي. ومن جهتها، عرضت ديور Dior، في بدايةِ يونيو، بقلعةِ دروموند Drummond Castle التاريخيَّة في إسكتلندا، بينما قدَّمت ماكس مارا Max Mara خاتمةَ الموسمِ في البندقيَّة.
لمتابعة جلسة التصوير على النسخة الديجيتال على هذا الرابط
ماكس مارا في فينيسيا
وفَّر قصرُ Palazzo Ducale في البندقيَّة، المطلُّ على ساحةِ St Mark، أجواءً سينمائيَّةً لأحدثِ نزهةٍ لمدير ماكس مارا Max Mara الإبداعي، إيان جريفيث Ian Griffiths، الذي تطلَّعَ إلى التاجرِ البندقيّ ماركو بولو Marco Polo للحصول على الإلهام. فماركو بولو الذي علّق اسمه في مطارِ البندقيَّة، يلخِّص سحرَ فكرة عبورِ الثقافاتِ، ولربما لهذا السبب اختاره جريفيث Griffiths موضوعاً مناسباً لموسمِ الرحلات البحريَّة.
ديور في برستشيار
عام 1955، قدَّم كريستيان ديور Christian Dior مجموعةً في قاعةِ الرقصِ بفندقِ جلين إيجلز Gleneagles Hotel في إسكتلندا، ليواصلَ افتتان المصمِّم طويلِ الأمدِ بالجزرِ البريطانيَّة، وتقاليدها، وقواعد لباسها. وعن مجموعةِ العامِ الجاري، قالت ماريا غراتسيا كيوري Maria Grazia Chiuri: «إن عرضَ مجموعةِ Cruise فرصةٌ لاتِّباعِ خطى كريستيان ديور Christian Dior حول العالم».
بالنسياغا في شانغهاي
شكَّل منظرُ مدينةِ شنغهاي المستقبلي الخلفيَّة لأحدثِ نزهةٍ لـ Demna في بالنسياغا Balenciaga، وهي مجموعةُ منتجعاتِ ربيع 2025 التي تمَّ تقديمها عند حلولِ الظلامِ في متحفِ الفنِّ Padong الذي صمَّمه جان نوفيل Jean Nouvel.
لويس فويتون في برشلونة
أشادت مجموعةُ Cruise الأخيرةُ لنيكولاس جيسكيير Nicolas Ghesquière لصالحِ لويس فويتون Louis Vuitton بإسبانيا وشخصياتها الإبداعيَّة الرائدة، وهي قائمةٌ موسَّعةٌ، شملت فنَّانيها العظماء. وفي هذا الصددِ، وصفت الدارُ اختيارَ الموقعِ بأنه “يوتوبيا معماريَّة”، ويواصلُ تقليدَ جيسكيير Ghesquière في عرضِ مجموعاتِ كروز بأماكنَ ذات أهميَّةٍ معماريَّةٍ، بدءاً من المنزلِ السابق لبوب هوب، الذي صمَّمه جون لوتنر Bob Hope by John Lautner، ويشبه الجسمَ الغريبَ في بالم سبرينجز Palm Springs، وحتى متحفِ نيتيروي Niterói للفنِّ المعاصرِ للفنَّانِ أوسكار نيماير Oscar Niemeyer في ريو دي جانيرو.
غوتشي في لندن
ذكر ساباتو دي سارنو Sabato De Sarno من غوتشي Gucci عندما قدَّم مجموعته الأولى من كروز للدارِ في لندن: «أنا مدينٌ بالكثيرِ لهذه المدينة». واختار الدباباتِ التي صمَّمها هيرتسوج آند دي ميورون Herzog & de Meuron بمعرضِ تيت مودرن Tate Modern في لندن موقعاً له. و«ينطبقُ الأمرُ نفسه على غوتشي Gucci، التي استلهم مؤسِّسها تجربته هناك»، في إشارةٍ إلى الوقتِ الذي قضاه غوتشيو غوتشي Guccio Gucci في فندقِ سافوي Savoy حمَّالاً، ما أدَّى في النهايةِ إلى إنشاءِ خطِّ أمتعةٍ، يحملُ اسمه عند عودته إلى فلورنسا في إيطاليا عام 1921.
شانيل في مارسيل
سافرت دار شانيل Chanel جنوباً لحضورِ أحدثِ عروضها للرحلاتِ البحريَّة، واختارت مرسيليا، المدينة الساحليَّة القديمة التي كانت على مدى فترةٍ طويلةٍ نظيراً مباشراً لمدن الريفييرا الأكثر لمعاناً مثل سان تروبيه، وكان شرقاً على طولِ الساحل. فيرجيني فيارد Virginie Viard، المديرةُ الإبداعيَّة، قالت: «هذا كان هدفاً، وهو جزءٌ من الرغبةِ في توسيعِ التأثيرِ الثقافي لشانيل Chanel إلى ما هو أبعدُ من شارعِ كامبون الراقي في باريس، والمناطقِ ذات الدخلِ المرتفعِ التي ترتبطُ بها بشكلٍ أكبر».
تابعي أيضاً: أبرز صيحات مجموعات الريزورت Resort 2023 trends
