5 ميداليات نسائية عربية في أولمبياد باريس 2024
لاتزال أصداء أولمبياد باريس 2024 مستمرة، والاحتفاء بالأبطال من أصحاب الإنجازات مستمر في بلدانهم. وكان للمرأة العربية بشكل خاص حضورها في الأولمبياد ونجاحاتها في خطف الأنظار بمهاراتها الرياضية وقدرتها على المنافسة؛ حيث تمكنت 5 لاعبات من إحراز ميداليات أولمبية لكلٍّ من: الجزائر والبحرين ومصر، وهي 3 ذهبيات وفضيتان في رياضات مختلفة هي: الملاكمة والجمباز وألعاب القوى ورفع الأثقال؛ ليساهمن مع زملائهن الرياضيين العرب في تحقيق إنجازٍ تاريخي بالحصول على 17 ميدالية، منها 7 ميداليات ذهبية، وهو العدد الأكبر في تاريخ مشاركاتهم الأولمبية، مقابل 5 ذهبيات في أولمبياد طوكيو 2020.
الجزائر: ميداليتان ذهبيتان لإيمان خليف وكيليا نمور
في إنجاز غير مسبوق، حققت الجزائر ذهبيتي أولمبياد باريس 2024، في رياضتي الجمباز والملاكمة؛ إذ تمكنت نجمة الجمباز الجزائرية كيليا نمور “17 عاماً” وبعد أداء مذهل، من إحراز أول ميدالية ذهبية في أولمبياد باريس للجزائر وللعرب. عن طريق اللاعبتين كيليا نمور، في الجمباز، وإيمان خليف في الملاكمة؛ ليصل مجموع الجزائر من الميداليات إلى 3 بالبرونزية التي حصل عليها جمال سجاتي في سباق 800 متر في ألعاب القوى.
إيمان خليف
في قصة تعبّر عن الروح القتالية والإرادة القوية التي تتمتع بها الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، تمكنت وببراعة من تجاوز كافة ما أثير عن هويتها الجنسية، وتحقيق إنجاز عربي غير مسبوق في رياضة الملاكمة، بالإضافة إلى شهرة وتأييد على مستوى عالمي؛ حيث نجحت في التتويج بالميدالية الذهبية في نزال ربع النهائي لوزن 66 كجم بعد تغلُّبها على الملاكمة الصينية يانغ ليو المصنّفة الثانية عالمياً في منافسات السيدات للملاكمة؛ لتضيف ثانية ميدالية للجزائر في أولمبياد باريس 2024 وأول ميدالية للجزائر في رياضة الملاكمة منذ عام 2000.
وصلت إيمان خليف لمنصة التتويج في النهائي بعد سلسلة انتصارات حققتها بدءاً من المباراة الأولى التي جمعتها بالملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني، ثم اللقاء الثاني الذي جمعها بالمجرية لوكا هاموري، والتي انتهت بفوز إيمان بالنقاط. وبعدها كان لقاؤها مع الملاكمة التايلاندية جانجيم سوانافينغ، والتي تأهلت بعد فوزها للمباراة النهائية الملاكمة الصينية يانغ ليو.
يُذكر أن إيمان خليف 25 عاماً، نشأت في قرية بيبان مصباح بولاية تيارت التي تبعد 265 كيلومتراً عن العاصمة الجزائر، وحظيت بدعم وتشجيع أسرتها البسيطة لممارسة الرياضة، بدأتها بكرة القدم، ثم ما لبثت أن تحولت لرياضة الملاكمة التي عشقتها وتغلبت فيها على الكثير من التحديات، منها نظرة المجتمع والظروف المادية الصعبة التي دفعتها لبيع الخبز؛ لتحصد اليوم ثمار هذا الحب والشغف بتمثيل وطنها الجزائر في أولمبياد باريس وتُتوّج أمام العالم بالميدالية الذهبية، ويتم استقبالها في وطنها الجزائر استقبال الأبطال الفاتحين. وقد سبق لخليف أن شاركت في بطولة الألعاب الصيفية في طوكيو 2020، والحصول على لقب أفضل رياضية جزائرية لعامي 2021 و2022.
تمكن مشاهدة لقطات من إنجاز إيمان خليف فيديو: لقطات من مشوار إيمان خليف حتى التتويج بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024
كيليا نمور
في قاعة بيرسي أرينا في العاصمة الفرنسية باريس، نجحت لاعبة الجمباز الجزائرية كيليا نمور، ذات الـ17 عاماً، وبعد أداء مبهر لمجموعة من الحركات المعقدة والصعبة على متوازٍ مختلف الارتفاع، من أن تمنح الجزائر أول ميدالية ذهبية لها في أولمبياد باريس، مسجلة 15.700 نقطة، وأن تصبح بذلك أول لاعبة جمباز أفريقية وعربية تفوز بميدالية أولمبية.
وسبق لنمور المشاركة في بطولة العالم في أنتويرب “بلجيكا”، وتُوّجت بالميدالية الفضية التي أهّلتها إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
وكما نالت الميدالية الذهبية ضمن المرحلة الرابعة من منافسات كأس العالم 2024 في العاصمة القطرية الدوحة.
ربما كان هذا التميُّز الرياضي لكيليا عائداً لتأثُّرها بشقيقتها الكبرى، وبدعم ومساندة من والديها؛ فكان حضورها المبكر وقبل سن الخامسة في رياضة الجمباز، والانضمام لنادي أفوان الفرنسي، وساعدت ناديها في الفوز بالعديد من الألقاب.
وُلدت نمور لأم فرنسية وأب ووالده جزائريان؛ لتحمل نمور الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، وبعمر 12 عاماً شاركت نمور في أول بطولة خارجية لها مع المنتخب الفرنسي للناشئين في بطولة البحر المتوسط عام 2019. وفي عام 2021 عانت نمور عندما كانت بعمر 14 من التهاب بالمفاصل؛ مما أجبرها على الخضوع لعمليتين جراحيتين، والغياب لنحو عام. وفي عام 2022 وافق الاتحاد الدولي للجمباز على أن تمثل الجزائر في البطولات الخارجية، على أن تنتظر لمدة عام؛ لكونها مثلت فرنسا من قبلُ.
البحرين: ميداليتان ذهبية وفضية لوينفريد يافي وسلوى عيد
حصلت البحرين على 4 ميداليات منها: ذهبية سباق 3 آلاف متر موانع للسيدات، عن طريق لاعبتها وينفريد يافي، ثم الفضية في سباق 400 متر عن طريق اللاعبة سلوى عيد، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية المصارعة الأولى للبحرين في المصارعة الحرة، التي فاز بها أحمد تاج الدين، في وزن 97 كغم، والميدالية البرونزية التي أحرزها غور ميناسيان في رفع الأثقال لوزن 102 كغم. لتحل البحرين على رأس قائمة الدول العربية المشاركة في أولمبياد باريس.
وينفريد يافي
دخلت العداءة وينفريد يافي (24 عاماً) تاريخ الرياضة البحرينية بإحرازها أول ميدالية ذهبيّة للبحرين والثانية للعرب في أولمبياد باريس بعد ذهبية لاعبة الجمباز، الجزائرية كيليا نمور، بعد فوزها في سباق 3000 متر موانع، بزمن (8:52.76 دقائق) حطمت من خلالها الرقم القياسي للألعاب الذي كان بحوزة الروسية غولنارا ساميتوفا غالكينا (8:58.81 د) بكين 2008. وكانت هذه الميدالية الخامسة في سجل مملكة البحرين الذي كان يضم ذهبيتين وفضيتين.
ويضاف هذا الإنجاز الكبير إلى اللقب العالمي الذي تُوجت به يافي، عام 2023 في العاصمة المجرية بودابست.
وبالعودة إلى السجل الرياضي للعداءة وينفريد يافي المولودة في كينيا عام 1999، والتي بدأت في تمثيل البحرين في بطولات العالم عام 2016، وتمكنت من تحقيق المركز الثامن في بطولة العالم للألعاب الرياضيّة في العام 2017. كما أحرزت لقب سباق 3،000 متر موانع في بطولة العالم في بودابست بالمجر، واحتلالها المركز الحادي عشر في لقاء الدوريّ الماسيّ في فلورنسا بإيطاليا، وفوزها على بطلة العالم تحت 20 عاماً في سباق 3،000 متر موانع، العدّاءة “فيث تشيروتيتش”، وأيضاً بلقب نهائيّ دوري الماس الذي أقيم في يوجين في الولايات المتحدة الأميركيّة، وبثنائيّة الـ1،500 متر والـ3،000 متر موانع في دورة الألعاب الآسيويّة.
سلوى عيد
الميدالية الثانية للبحرين في باريس 2024 بعد ذهبية وينفريد يافي في 3000 متر موانع، كانت من نصيب العداءة البحرينية، سلوى عيد ناصر في سباق 400 متر سيدات، التي تمكنت من الحصول على الميدالية الفضية، ورفع رصيد البحرين من الميداليات في الأولمبياد لـ 6 تاريخية بواقع 3 ذهبيات و3 فضيات، وكلها في ألعاب القوى. بعد ذهبيات مريم جمال في سباق 1500 متر في لندن 2012، وروث جيبيت في سباق 3 آلاف متر موانع في ريو دي جانيرو عام 2016، وينفرد يافي في باريس 2024، وفضيتي جبكيروي كيروا في سباق الماراثون في نسخة ريو دي جانيرو 2016، وكالكيدان غيزاهيغني في سباق 10 آلاف متر في طوكيو 2020.
بدأت موهبة سلوى الاستثنائية في الجري تظهر للجميع منذ طفولتها المبكرة؛ إذ كان من اللافت تفوقها على أقرانها من الأطفال، وكسب منافسات السباق بفضل سرعتها العالية، ومن هنا بدأ اكتشاف موهبة سلوى وتميزها الذي قادها للفوز بسباق 400 متر في مهرجان الرياضة المدرسية لعام 2013 في بورت هاركورت؛ ممثلة ولاية أنامبرا النيجيرية باسم إبيليشوكو أجبابوونوو، قبل أن تنتقل للبحرين في عام 2014، وتشارك لأول مرة ممثلة للبحرين في بطولة العرب للناشئين في القاهرة باسم سلوى عيد ناصر. ونالت جائزة الميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2014.
وفي عام 2016 شاركت سلوى لأول مرة في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو 2016 ووصلت إلى الدور نصف النهائي في سباق 400 متر، وخسرت النهائي بفارق مركز واحد.
وفازت ثلاث مرات بميداليات في بطولة العالم؛ حيث حصدت الميدالية الفضية في عام 2017، وفازت بالميدالية الذهبية في عام 2019 بتسجيلها 48.14 ثانية، كما حصلت على الميدالية البرونزية في سباق التتابع المختلط في عام 2019.
وحصلت على ست ميداليات في الألعاب الآسيوية “أربع ذهبيات وفضيتان”، وعلى الميدالية الذهبية في الألعاب العسكرية العالمية مرتين “2015، 2019”.
مصر: ميدالية فضية للرباعة سارة سمير
حصدت مصر 3 ميداليات في أولمبياد باريس 2024، ذهبية أحمد الجندي في الخماسي الحديث، وفضية سارة سمير في رفع الأثقال، وبرونزية محمد السيد في سلاح المبارزة.
سارة سمير
حصلت الرباعة المصرية سارة سمير 26 عاماً، على الميدالية الفضية في أولمبياد باريس 2024 بعد رفع إجمالي 268 كجم في منافسات رفع الأثقال، وتُعتبر تلك الميدالية الأولمبية الثانية لسارة سمير بعد التتويج ببرونزية أولمبياد ريو 2016. وهي الميدالية رقم 15 لمصر في رياضة رفع الأثقال من أصل 40 ميدالية أولمبية، ورفعت مصر رصيدها إلى 12 ميدالية فضية في تاريخ الأولمبياد.
نشأت سارة سمير في بيت رياضي؛ فكان من الطبيعي أن تتأثر بوالدها وشقيقها محمد اللذين مارسا رفع الأثقال كلاعبين ومدرّبين، وبتشجيع منهما انضمّت سارة لنادي المؤسسة العسكرية بالإسماعيلية؛ لتتمكن من صقل موهبتها واكتساب الخبرة التي تؤهلها لخوض المنافسات المحلية، وسجلت أول بطولة عندما كان عمرها 11 عاماً وحصلت على المركز الأول. أما بداية مسيرتها مع الإنجازات والذهب خارج مصر؛ فكانت وهي لاتزال في الرابعة عشرة من عمرها وتحديداً في بطولة أفريقيا للشباب 2012 بتونس، التي نالت فيها الميدالية الذهبية في وزن 63 كيلوغراماً. وفي عام 2014 انضمت إلى منتخب مصر وعمرها 16 عاماً.
ولمع اسم الرباعة سارة سميرة بعد مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2014 في نانغينغ بالصين؛ حيث نالت ذهبية وزن 63 كلغ. وبعد ذلك بعام شاركت سارة في بطولة العالم للشباب في بولندا عام 2015، واستطاعت أن تحقق إنجازاً تاريخياً بحصولها على ثلاث ذهبيات في وزن 69؛ ليقع الاختيار عليها من قِبل الاتحاد الدولي كأفضل ربّاعة في البطولة. وفي نفس العام شاركت سارة في بطولة العالم للكبار 2015 في هيوستن الأميركية وأحرزت المركز الخامس في البطولة.
في 2016، قررت سارة المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل والتضحية بامتحانات الشهادة الثانوية المصرية التي تزامن توقيتها مع الأولمبياد، وتمكنت سارة من إثبات جدارتها وتحقيق البرونزية في وزن 69 كلغ، بعد أن نجحت في رفع مجموع 255 كلغ؛ لتصبح أصغر لاعبة مصرية تحصل على تلك الميدالية وهي في عمر الـ 18، واحتفاء بهذا الإنجاز المصري العربي، تُوّجت سارة بوسام رئاسي، وكُرّمت في الإسماعيلية مكان مولدها وأطلق اسمُها على إحدى المدارس هناك. وبعد ذلك بسنوات تمكنت من تحقيق ثلاث ذهبيات في كلٍّ من بطولة العالم 2022 في بوغوتا، لوزن 76 كلغ. والبطولة التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض عام 2023.
اقرأي المزيد: المصرية سارة سمير تفوز بفضية رفع الأثقال في أولمبياد باريس