أول نظام ذكاء اصطناعي مضاد للمسيّرات.. الإمارات تعزز قدراتها الدفاعية | الخليج أونلاين

في ظل التهديدات الجوية المتزايدة، وخاصةً مع الانتشار الواسع للطائرات المسيّرة، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تطوير حلول مبتكرة ومحلية الصنع. وفي هذا الإطار، برزت منظومة DAMITA كإنجاز استراتيجي هام، حيث تمثل أول منظومة إماراتية متكاملة تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي لاعتراض المسيرات، مما يضع الإمارات في طليعة الدول القادرة على مواجهة هذا التحدي المتنامي. هذا التطور ليس مجرد إضافة تكنولوجية، بل هو نقلة نوعية في مفهوم الأمن والدفاع الإماراتي.
ما هي منظومة DAMITA وأهميتها الاستراتيجية؟
تم الكشف عن منظومة DAMITA في 3 ديسمبر 2025 من قبل مجموعة “كالدس القابضة”، وهي تمثل بنية دفاعية إماراتية متعددة الطبقات تعتمد بشكل كامل على المعالجة الذكية، بدءًا من لحظة الكشف عن الهدف وحتى تحييده. تأتي أهمية هذه المنظومة من قدرتها على التعامل مع التهديدات المتطورة التي تشكلها الطائرات المسيّرة، سواء كانت فردية أو تعمل في أسراب، وبكفاءة عالية. إن تطوير هذه المنظومة محلياً يعكس التزام الإمارات بتوطين الصناعات الدفاعية وتقليل الاعتماد على الخارج في هذا المجال الحيوي.
كيف تعزز DAMITA حماية المواقع الحيوية؟
تتميز منظومة DAMITA بدمجها المتكامل لعدة تقنيات متقدمة في نظام واحد سريع الاستجابة. هذا الدمج يشمل الرادار، والمستشعرات، وأنظمة التشويش، والاعتراض المباشر، مما يوفر تغطية شاملة وقدرة على التعامل مع مختلف السيناريوهات. تستطيع المنظومة حماية المواقع الحيوية، والمدن، والحدود، والقواعد العسكرية بفعالية عالية، وذلك بفضل سرعة استجابتها وقدرتها على التكيف مع البيئات التشغيلية المتغيرة.
التقنيات المكونة لمنظومة DAMITA
تعتمد DAMITA على مجموعة متنوعة من التقنيات المتطورة، بما في ذلك:
- رادارات عالية الدقة: للكشف عن الأهداف بدقة وفعالية.
- أجهزة مسح لاسلكي كامل الطيف: لرصد الإشارات اللاسلكية المرتبطة بالطائرات المسيّرة.
- مستشعرات كهروبصرية/حرارية (EO/IR): لتحديد الأهداف وتصنيفها في مختلف الظروف الجوية.
- خوارزميات الذكاء الاصطناعي: للتمييز بدقة بين الطائرات المسيّرة والطيور أو الأهداف الأخرى.
- تقنيات التشويش الإلكتروني: لتعطيل أنظمة التحكم في الطائرات المسيّرة.
- الليزر عالي الطاقة: لتدمير الطائرات المسيّرة بدقة.
- اعتراضات جوية تعتمد على الانفجار الهوائي: لإنشاء موجات صدمية تعطل الطائرات المسيّرة.
القدرات التشغيلية لمنظومة DAMITA
تتمتع منظومة DAMITA بقدرات تشغيلية عالية تجعلها من بين الأفضل في المنطقة. فهي قادرة على اعتراض ما يصل إلى 20 طائرة مسيّرة في الدقيقة، وهي نسبة عالية جداً تعكس كفاءة المنظومة وقدرتها على التعامل مع هجمات الأسراب. كما توفر المنظومة خيارات اعتراض مرنة، سواء كانت غير مدمرة (Softkill) من خلال التشويش الموجّه، أو مدمرة (Hardkill) باستخدام الليزر والذخائر المتفجرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام الليزر العامل بالبطارية يوفر قدرة تدخل فورية، بينما تسمح خاصية التحرك أثناء العمليات بالتعامل مع التهديدات أثناء التنقل. هذه القدرات تجعل DAMITA أداة دفاعية مستقبلية قادرة على مواجهة التهديدات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
شراكات إماراتية لتعزيز القدرات الدفاعية
لا يقتصر تطوير DAMITA على جهود محلية، بل يترافق مع شراكات بحثية متقدمة تهدف إلى تعزيز الجاهزية التقنية للإمارات. ففي 20 نوفمبر 2025، أعلن مجلس التوازن وشركة “ساب” الإمارات عن إطلاق برنامج مشترك للبحث والتطوير لتطوير تقنيات متقدمة لكشف الطائرات بدون طيار. كما تسعى الإمارات إلى توطين إنتاج الأنظمة الدفاعية المتقدمة، مثل نظام “كايوتي” المضاد للطائرات بدون طيار، من خلال التعاون مع شركة “ريثيون الإمارات”. هذه الشراكات تساهم في نقل المعرفة وبناء القدرات الوطنية، وتعميق العمل داخل بيئة تشغيلية محلية.
تأثير DAMITA على التوازن الدفاعي الإقليمي
يعتبر الخبير الأمني والسياسي فاضل أبو رغيف أن منظومة DAMITA تمثل نقلة نوعية في القدرات الدفاعية للإمارات، وأنها الأولى من نوعها في المنطقة. ويؤكد أن المنظومة تختلف جذرياً عن النظم التقليدية، إذ تعتمد على دقة عالية في التعامل مع التهديدات وبفاعلية اقتصادية. كما يرى أن هذه المنظومة ستسهم في تعزيز توازن منظومات الدفاع الجوي في المنطقة، وتمنح الإمارات مستوى أعلى من الاستجابة الدفاعية المتقدمة. إن امتلاك الإمارات لهذه التقنية المتطورة يعزز مكانتها الدفاعية في الخليج، ويجعلها قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية بفعالية.
في الختام، تمثل منظومة DAMITA إنجازاً استراتيجياً هاماً لدولة الإمارات العربية المتحدة، يعكس التزامها بتطوير حلول دفاعية مبتكرة ومحلية الصنع. إن هذه المنظومة، بفضل تقنياتها المتقدمة وقدراتها التشغيلية العالية، ستساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وحماية المواقع الحيوية من التهديدات المتزايدة للطائرات المسيّرة. لمزيد من المعلومات حول التطورات الدفاعية في الإمارات، يمكنك زيارة مواقع وزارة الدفاع الإمارتية ومجموعة كالدس القابضة.

