Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

“إسرائيل” تخرق الهدنة في غزة 738 مرة خلال شهرين | الخليج أونلاين

في ظلّ التهدئة الهشة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، تتهم حكومة غزة القوات الإسرائيلية بانتهاكات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يهدد بانهيار أي تقدم نحو الاستقرار. هذه الانتهاكات، التي تشمل استهداف المدنيين والبنية التحتية، تأتي بالتزامن مع تراجع حاد في دخول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة السكان في القطاع. الوضع الإنساني المتدهور يثير قلقاً دولياً واسعاً، ويطرح تساؤلات حول جدوى الاتفاق الحالي والتزام الأطراف ببنوده.

تفاصيل الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار

وفقاً لبيانات حكومة غزة، فقد وثقت خلال الشهرين الماضيين، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر 2025، ما يصل إلى 738 خرقاً. هذه الخروقات لم تقتصر على مجرد إطلاق نار متقطع، بل شملت أيضاً توغلات محدودة في مناطق سكنية، وقصفاً مباشراً للمنازل والمباني المدنية. هذه الأعمال، كما تؤكد الحكومة، تشكل تهديداً واضحاً لسلامة المدنيين وتقوض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار.

ارتفاع عدد الضحايا والجرحى

النتيجة المباشرة لهذه الانتهاكات هي ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين. فقد أشارت البيانات إلى استشهاد 386 فلسطينياً وإصابة 980 آخرين خلال الفترة المذكورة. هذا العدد المرتفع يثير صدمة وغضباً، ويؤكد على الحاجة الماسة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك، فإن إصابة هذا العدد الكبير من الأشخاص تضع ضغطاً هائلاً على النظام الصحي في غزة، الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في الإمدادات والموارد.

أنواع الخروقات الموثقة

لم تقتصر الخروقات على نوع واحد، بل تنوعت لتشمل:

  • إطلاق النار: تم رصد 205 حادثة إطلاق نار، غالباً ما تستهدف المناطق الحدودية والمزارع.
  • التوغلات: 37 عملية توغل في مناطق سكنية، مما يخلق حالة من الرعب والقلق بين السكان.
  • القصف: 358 عملية قصف لمنازل ومباني مدنية، تسببت في دمار واسع النطاق وخسائر في الأرواح.
  • النسف: 138 عملية نسف لمبانٍ سكنية، مما أدى إلى تشريد العديد من العائلات.

تدهور الوضع الإنساني في غزة: نقص حاد في المساعدات

بالتوازي مع الانتهاكات العسكرية، يشهد قطاع غزة تراجعاً حاداً في تدفق المساعدات الإنسانية. تتهم حكومة غزة “إسرائيل” بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار من خلال تقييد وصول المساعدات الضرورية للسكان. فقد سمحت إسرائيل بدخول 13,511 شاحنة فقط من أصل 25,000 شاحنة متفق عليها، أي بنسبة التزام هزيلة لا تتجاوز 38 بالمئة.

نقص الوقود يعطل الخدمات الأساسية

أحد أبرز أوجه النقص هو الوقود، الذي يعتبر شريان الحياة للعديد من القطاعات الحيوية. فقد دخلت 315 شاحنة وقود فقط خلال الشهرين الماضيين، في حين كان من المفترض وصول 3,000 شاحنة. هذا النقص الحاد أدى إلى تراجع قدرة المستشفيات ومحطات المياه والمخابز على العمل، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية. الاعتماد على مولدات الديزل لتشغيل الخدمات الأساسية يجعلها عرضة للانقطاع المستمر، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة السكان.

تأثير نقص الغذاء والدواء

بالإضافة إلى الوقود، يعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والدواء. توضح البيانات أن الكميات الواردة من هذه المواد لا تلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان، خاصةً مع استمرار القيود على الحركة والتنقل. هذا النقص يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الصحية، ويهدد بحدوث انتشار للأمراض المزمنة والمعدية. الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومنتظم.

تداعيات الأزمة المدنية

تؤكد حكومة غزة أن القيود المستمرة على دخول الإمدادات الإنسانية تفاقم الأزمة المدنية وتُبقي المرافق الحيوية في وضع شبه متوقف. الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والصرف الصحي، تتراجع بشكل ملحوظ، مما يؤثر على حياة مئات الآلاف من السكان. هذا الوضع يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل القطاع واستقراره، ويؤكد على الحاجة إلى حلول جذرية لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة.

مطالبة دولية بالالتزام ببنود الاتفاق

في ظل هذا الوضع المأساوي، تطالب حكومة غزة الأمم المتحدة والولايات المتحدة والرعاة الدوليين للاتفاق بـ”ضمان التزام” جميع الأطراف ببنوده. وتحمل حكومة غزة الاحتلال الإسرائيلي “المسؤولية عن التدهور الإنساني” الذي تشهده غزة خلال فترة يفترض أن يسود فيها وقف إطلاق النار الشامل. كما تدعو إلى فتح تحقيق مستقل في الانتهاكات الموثقة، ومحاسبة المسؤولين عنها. إن تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة يتطلب احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، والالتزام ببنود الاتفاقات المبرمة. عملية السلام الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال العدالة والمساواة.

الخلاصة

إن الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتراجع الحاد في تدفق المساعدات الإنسانية، يشكلان تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة. يتطلب الوضع تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لضمان التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق، ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعيشها السكان في القطاع. إن إيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والمستدام. ندعو القراء إلى مشاركة هذا المقال ونشر الوعي حول الوضع المأساوي في غزة، والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *