احتمال تبكير الانتخابات – هذا ما سيحسم مصير الحكومة الإسرائيلية الحالية
اعتبر محللون إسرائيليون، اليوم الجمعة 31 يناير 2025، أن مصير الحكومة الإسرائيلية واحتمال تبكير الانتخابات لن يحسم في الكنيست ، وإنما في البيت الأبيض، خلال لقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، الثلاثاء المقبل، حيث سيتداولان في مجموعة قضايا، بدءا من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وحتى احتمالات تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية.
وحسب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، فإن نتنياهو سيلتقي بترامب “مختلف تماما” عن الذي عرفه في ولايته السابقة. “في الولاية السابقة تحدث ترامب عن ثورة؛ وفي الولاية الحالية يصر على تنفيذها، بسرعة وبقوة وبشكل غير لبق”.
إقرأ أيضاً: كتائب القسام تعلن أسماء أسرى إسرائيل المقرر الإفراج عنهم غداً
وأشار برنياع إلى أن ترامب قد لا يراهن على نتنياهو، الذي يواجه أزمة في حكومته وتهدد استمرار ولايتها، بعد تهديدات الأحزاب الحريدية والتهديدات المضادة من جانب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بحل الكنيست على خلفية قانون تجنيد الحريديين للجيش.
في غضون ذلك، نشر مؤخرا رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، وهو المرشح الأوفر حظا لخلافة نتنياهو بحسب الاستطلاعات، رسالة بعثها بالبريد الإلكتروني إلى ترامب، وهنأه فيها على تنفيذ تعهدين أطلقهما خلال حملته الانتخابية، وهما إعادة الأسرى المحتجزين من غزة، ورفع العقوبات عن مستوطنين إرهابيين فرضتها إدارة بايدن، وتمنع جمع تبرعات في الولايات المتحدة لصالح المستوطنين.
إقرأ أيضاً: قناة كان تكشف: معبر رفح سي فتح اليوم لأول مرة
ووفقا لبرنياع، فإن قرار ترامب بإلغاء العقوبات على المستوطنين تم بمساعدة ناشرة صحيفة “يسرائيل هيوم”، مريم أدلسون، وهي الامرأة الإسرائيلية الأكثر ثراء في العالم. “والأمر الأهم في هذا السياق، هو الدور الذي ستؤديه أدلسون في المستقبل في العلاقات بين ترامب وإسرائيل”، بعد أن تبرعت بما بين 100 – 120 مليون دولار لحملة ترامب والحزب الجمهوري الانتخابية، وكانت أكبر متبرعة بعد إيلون ماسك. “وتمارس أدلسون تأثيرها على ترامب بهدوء ومن وراء الكواليس”.
ونقل برنياع عن مصادر متعددة قولها إن أدلسون أدت دورا مركزيا في إقناع ترامب بالتعاون مع بايدن من أجل التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و حماس ، ومن دون أن تتعاون مع نتنياهو في هذا الموضوع.
إقرأ أيضاً: إسرائيل: لا نتوقع فشل الدفعات التالية من صفقة التبادل ولكن..
وكان زوج أدلسون، شيلدون أدلسون، الذي جمع ثروة هائلة من أعماله في مجال المقامرات ويملك أكبر الكازينوهات في العالم، قد أسس صحيفة “يسرائيل هيوم” من أجل عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، في العام 2009. وبعد وفاته أصبحت الثروة والنفوذ بأيدي زوجته.
ولفت برنياع إلى أن “الحلف بين نتنياهو والزوجين أدلسون لم يعد موجودا، فقد تم القضاء عليه خلال التحقيقات في الملفات التي يحاكم نتنياهو فيها. ويشير مصدران إلى دعم أدلسون الصامت ببينيت. وهذا يقلق نتنياهو بكل تأكيد”.
موعد الانتخابات المبكرة
يتوقع أن يتقرر بحلول آذار/مارس المقبل ما إذا كانت ستجري انتخابات مبكرة في إسرائيل. ففي بداية الشهر نفسه ستنتهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ويهدد سموتريتش بأن موافقة نتنياهو على الاستمرار باتجاه المرحلة الثانية من الاتفاق ستؤدي إلى انسحابه من الحكومة، مثلما فعل إيتمار بن غفير بعد الاتفاق على المرحلة الأولى، وفي هذه الحالة ستكون الحكومة بدون دعم غالبية أعضاء الكنيست. وفي حال عدم مصادقة الكنيست على الميزانية، حتى نهاية آذار/مارس، ستسقط الحكومة أوتوماتيكيا.
إلا أن هذا ليس السيناريو الوحيد المتوقع، حسب المحللة السياسية في موقع “واللا” الإلكتروني، طال شاليف. ورغم ضغوط الحريديين من أجل سن قانون يعفي شبانهم من الخدمة العسكرية، إلا أنهم لم يعلنوا أنهم سيعارضون الميزانية، لأن ميزانية الدولة تشمل ميزانيات بمليارات الشواكل للمؤسسات الحريدية التي سيخسرونها بعدم عودة كتلة أحزاب الائتلاف إلى الحكم، كما هو متوقع. كما أن سموتريتش قد لا يكون راغبا بانتخابات قريبة بسبب وضعه في الاستطلاعات التي تتوقع ألا يتجاوز حزبه نسبة الحسم، وبذلك سيبقى خارج الحلبة السياسية.
وأضافت شاليف أنه بالرغم من أن نتنياهو حسم بشأن الانتخابات في إسرائيل، خلال الـ15 عاما الماضية، إلا أنه القرار بهذا الخصوص هذه المرة موجود بأيدي ترامب، “وفقط بعد اللقاء المرتقب في البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، سيتمكن نتنياهو من تخطيط خطواته المقبلة من أجل ضمان بقائه”.
وتابعت أن ترامب يمسك بزمام الأمور بكل ما يتعلق بالحرب واستمرار تبادل الأسرى، تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وكذلك بشأن الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وبذلك “يمسك ترامب بزمام الأمور في مسألة استمرار وجود كتلة الحصانة السياسية التي أقامها نتنياهو مع اليمين المتطرف من أجل الحفاظ على حكمه. وإصرار ترامب على التوصل إلى صفقة مخطوفين قبل تنصيبه، فتتت حلف نتنياهو مع بن غفير، وسموتريتش يوضح بشكل قاطع أنه سينسحب من الحكومة إذا نُفذ الاتفاق وانتقل إلى المرحلة الثانية”.
ونقلت شاليف عن مقربين من نتنياهو قولهم إن هدفه هو التوصل إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية، ومع الوسطاء لاحقا حول تمديد المرحلة الأولى، أي مواصلة المفاوضات حول المرحلة الثانية مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين محكومين بأحكام طويلة، “من دون الإعلان عن إنهاء الحرب ومن دون انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا”.
لكن شاليف أشارت إلى أنه “إذا أوضح ترامب أن يريد الاستمرار في الصفقة وفقا لنصها، سيحاولون في مكتب نتنياهو بلورة خطة من أجل تليين معارضة سموتريتش، مثل دفع خطط تهجير سكان غزة، التي بات ترامب يتبناها بحماسة، والامتناع عن إعلان رسمي بإنهاء الحرب، وإنما عن وقفها بشرط عدم خرق حماس للاتفاق”.
ويتطلع ترامب ونتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية في أقرب وقت، “وسيشمل، بالضرورة، عنصرا فلسطينيا هاما، حتى لو كان ذلك بتصريح علني فقط، إلا أن سموتريتش لن يتمكن من احتواء ذلك، على ما يبدو”، وفقا لشاليف.
وأضافت أنه “هنا أيضا، ترامب هو الذي سيقرر في أي اتجاه سيتم التقدم ومتى. وفقط بعد أن يتفق نتنياهو على كافة هذه المواضيع، سيكون بالإمكان فعلا البدء بالمراهنة على موعد الانتخابات المقبلة. وسموتريتش والحريديين، الذين التقوا مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، أمس، يدركون هم أيضا أن مصير الائتلاف لن يحسم في الكنيست، وإنما في الغرفة البيضاوية”.