اعتراف نادر يشي بحجم حضور «حزب الله» داخل «الحوثية»

في اعتراف مفاجئ، أقر الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، بدور القيادي في الحزب، هيثم علي طبطبائي، في تقديم الدعم العسكري للحوثيين في اليمن على مدى السنوات التسع الماضية. يأتي هذا الإقرار في سياق تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد التدقيق في شبكات الدعم التي تتلقاها الجماعة الحوثية. هذا الكشف عن دعم الحوثيين يمثل تطوراً هاماً في فهم الديناميكيات المعقدة للصراع اليمني.
أدلى قاسم بهذا التصريح خلال مقابلة تلفزيونية، موضحاً أن طبطبائي كان مسؤولاً عن تنسيق وتوفير المساعدة العسكرية للحوثيين، بما في ذلك التدريب والأسلحة. لم يقدم قاسم تفاصيل محددة حول طبيعة هذه المساعدة أو حجمها، لكنه أكد على استمرار هذا الدعم طوال فترة الصراع. وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل واسعة النطاق على المستويات الإقليمية والدولية.
دور هيثم طبطبائي في دعم الحوثيين
يُعد هيثم علي طبطبائي شخصية بارزة داخل حزب الله، ويشغل مناصب قيادية في الهيكل التنظيمي للحزب. وفقًا لمصادر إعلامية، يُعرف طبطبائي بخبرته في الشؤون العسكرية واللوجستية، وقد لعب دورًا رئيسيًا في عمليات حزب الله في مناطق أخرى. اعتراف قاسم يضع طبطبائي في قلب الاتهامات المتعلقة بتزويد الحوثيين بالقدرات العسكرية.
التوقيت وأسباب الإقرار
يأتي هذا الإقرار في وقت يشهد فيه اليمن تصعيدًا في المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية. يعتقد بعض المحللين أن اعتراف قاسم قد يكون يهدف إلى إظهار قوة حزب الله وتأثيره الإقليمي، أو ربما محاولة لتقليل الضغوط الدولية على الحزب.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإقرار جزءًا من مساعي حزب الله لإعادة تقييم علاقاته الإقليمية في ظل التغيرات الجيوسياسية الحالية. الوضع في غزة وتأثيره على المنطقة قد دفع حزب الله لإعادة النظر في بعض جوانب استراتيجيته.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أثار اعتراف قاسم ردود فعل متباينة. أعربت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، عن قلقها العميق إزاء هذا الكشف، واعتبرته انتهاكًا لسيادتها وتقويضًا للأمن الإقليمي. وقد دعت هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات دولية للحد من تدخل حزب الله في اليمن.
من جانبها، نددت الحكومة اليمنية بشدة بهذا الإقرار، واتهمت حزب الله بدعم الإرهاب وتقويض جهود السلام. وطالبت الأمم المتحدة بالتحقيق في هذه الاتهامات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين.
في المقابل، لم يصدر رد فعل رسمي من الحوثيين حتى الآن، لكن مصادر مقربة من الجماعة أشارت إلى أنهم يعتبرون هذا الإقرار بمثابة اعتراف بدعمهم من قبل حزب الله، وهو ما يعزز موقفهم التفاوضي. الدعم العسكري المقدم للحوثيين يمثل نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات الجارية.
تأثير دعم الحوثيين على الصراع اليمني
لطالما اتُهم حزب الله بتقديم الدعم للحوثيين، لكن هذا هو أول اعتراف صريح من قيادي رفيع المستوى في الحزب. يعتقد المحللون أن هذا الدعم ساهم في تعزيز قدرات الحوثيين العسكرية، مما أطال أمد الصراع في اليمن وزاد من تعقيداته. الصراع اليمني يعاني من تدخلات إقليمية متعددة.
تشير التقارير إلى أن الدعم المقدم للحوثيين شمل توفير الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل العسكري. وقد استخدم الحوثيون هذه الأسلحة في شن هجمات على أهداف داخل اليمن ودول مجاورة، مما أدى إلى تصعيد التوترات الإقليمية. الأسلحة للحوثيين أصبحت مصدر قلق متزايد.
بالإضافة إلى الدعم العسكري، يُتهم حزب الله بتقديم الدعم اللوجستي والإعلامي للحوثيين. ويشمل ذلك توفير الدعم المالي، وتسهيل الاتصالات، ونشر الدعاية التي تهدف إلى تعزيز نفوذ الحوثيين.
ومع ذلك، يرى البعض أن تأثير دعم حزب الله على الصراع اليمني مبالغ فيه، وأن العوامل الأخرى، مثل التدخل السعودي والإماراتي، تلعب دورًا أكبر في تحديد مسار الصراع. التدخل الإقليمي في اليمن معقد ومتعدد الأوجه.
في الختام، من المتوقع أن يؤدي اعتراف قاسم إلى زيادة الضغوط الدولية على حزب الله، وقد يدفع إلى فرض عقوبات جديدة على الحزب وقياداته. من المرجح أيضًا أن يؤدي هذا الكشف إلى تشديد الرقابة على شبكات الدعم التي تتلقاها الجماعة الحوثية. ستراقب الأمم المتحدة عن كثب التطورات على الأرض، وقد تسعى إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الاتهامات. يبقى مستقبل المفاوضات اليمنية غير واضح، لكن هذا الإقرار يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى المشهد السياسي.

