Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
لايف ستايل

النشاط البدني المتأخر يقلل من خطر الخرف

كشفت دراسة حديثة عن علاقة قوية بين النشاط البدني والوقاية من الخرف، مما يؤكد أهمية ممارسة الرياضة للحفاظ على صحة الدماغ. وأظهرت النتائج أن الحفاظ على نمط حياة نشط، خاصة في منتصف العمر وما بعده، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بهذا المرض التنكسي العصبي. وتسلط الدراسة الضوء أيضاً على الدور المحتمل للنشاط البدني في تخفيف تأثير الجينات المرتبطة بالخرف.

النشاط البدني والخرف: حماية للدماغ في مراحل العمر المختلفة

أجريت الدراسة، التي نُشرت نتائجها مؤخراً، من قبل باحثين في الولايات المتحدة وشملت بيانات أكثر من 4290 مشاركاً، تم جمعها على مدى عقود. وقد تم تقييم مستويات النشاط البدني للمشاركين في ثلاث مراحل رئيسية من حياتهم: مرحلة الشباب، منتصف العمر، ومرحلة البلوغ المتقدمة. وتهدف الأبحاث إلى فهم أفضل للعوامل التي تساهم في تطور الخرف، والبحث عن استراتيجيات فعالة للوقاية منه.

ووفقاً للباحثين، فإن الأشخاص الذين حافظوا على أعلى مستويات النشاط البدني في منتصف العمر وما بعده كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين 41% و 45% مقارنةً بأولئك الذين كانت لديهم أقل مستويات النشاط. يأتي هذا بعد أخذ عوامل مثل العمر والتعليم، بالإضافة إلى الحالات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، في الاعتبار.

تأثير النشاط البدني على الجينات المسببة للخرف

من الجدير بالذكر أن الدراسة حللت أيضاً تأثير عامل الخطر الجيني المعروف باسم جين APOE ε4، والذي يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف. وقد وجد الباحثون أن النشاط البدني في منتصف العمر ساهم في تقليل خطر الخرف ليس فقط لدى الأفراد الذين لا يحملون هذا الجين، ولكن أيضاً لدى حاملي هذا الجين.

بينما في مراحل لاحقة من العمر، أظهر النشاط البدني العالي فائدة مماثلة في خفض خطر الإصابة بالخرف لكل من حاملي الجين وغير الحاملين له. يشير هذا إلى أن ممارسة الرياضة يمكن أن توفر حماية خاصة للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالخرف.

لا تقتصر أهمية هذه الدراسة على تأكيد الفوائد المعروفة للرياضة لصحة الدماغ، بل تتعداها إلى تسليط الضوء على أن توقيت النشاط البدني قد يكون بالغ الأهمية. فقد أظهرت النتائج أن النشاط البدني في مرحلة الشباب لم يكن له تأثير كبير على خطر الإصابة بالخرف، مما يؤكد أن التركيز على النشاط البدني في منتصف العمر وما بعده قد يكون أكثر فعالية.

ويعزز هذا البحث فهمنا للعلاقة المعقدة بين نمط الحياة، والجينات، وصحة الدماغ. وتظهر الدراسة أن اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن يكون استراتيجية وقائية قوية ضد الخرف، حتى بالنسبة للأفراد الذين لديهم عوامل خطر وراثية.

وتعتبر أمراض الأعصاب، مثل الخرف، من التحديات الصحية الكبرى التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 55 مليون شخص يعيشون مع الخرف، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 78 مليوناً بحلول عام 2030.

في الختام، تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن النشاط البدني هو عامل مهم يمكن التحكم فيه للحد من خطر الإصابة بالخرف. ومن المتوقع أن تجرى المزيد من الأبحاث لتحديد أنواع التمارين الأكثر فعالية، بالإضافة إلى الكمية المثالية من النشاط البدني اللازمة لتحقيق أقصى فائدة وقائية. تعتبر هذه النتائج بمثابة تذكير بأهمية دمج النشاط البدني في روتيننا اليومي، ليس فقط لصحتنا الجسدية، ولكن أيضاً لصحة دماغنا على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *