الإمارات تشيد بقرار ترامب تصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية | الخليج أونلاين

قرقاش يرحب بقرار ترامب بتصنيف الإخوان: خطوة تعالج جذور التطرف
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية ترحيباً واسعاً، خاصة من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة. فقد أعرب المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، أنور قرقاش، عن دعمه القوي للخطوة، واصفاً إياها بأنها “قرار استراتيجي وشجاع وتاريخي” يهدف إلى معالجة أحد الأسباب الرئيسية للتطرف في المنطقة. هذا التطور يمثل نقطة تحول محتملة في التعامل مع الجماعة، ويأتي في سياق جهود دولية متزايدة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
أهمية قرار تصنيف الإخوان المسلمين
أكد قرقاش في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أن تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية سيؤثر بشكل كبير على قدرة الجماعة على العمل، مشيراً إلى أنه سيحد من إمكانية الحصول على التمويل والتنظيم. هذا الأمر بالغ الأهمية، حيث أن الإخوان المسلمين، على الرغم من تقديمهم أنفسهم كحركة دعوية، اتُهموا بدعم وتمويل جماعات متطرفة أخرى، واستخدام أساليب عنف لتحقيق أهدافهم السياسية.
القرار الأمريكي، الذي تم الإعلان عنه عبر أمر تنفيذي، يستهدف فروعاً محددة من الجماعة في لبنان ومصر والأردن، مما يشير إلى تقييم دقيق للتهديد الذي تمثله هذه الفروع. البيت الأبيض أوضح أن الأمر التنفيذي يمهد لفرض عقوبات على هذه الفروع، مما سيعزز من الضغط عليها ويحد من نفوذها.
دوافع القرار الأمريكي
يعكس هذا القرار تحولاً ملحوظاً في السياسة الأمريكية تجاه الإخوان المسلمين، بعد سنوات من التعامل الحذر مع الجماعة. ويبدو أن الدوافع الرئيسية لهذا التحول تكمن في القلق المتزايد بشأن دور الجماعة في دعم التطرف العنيف، وتأثيرها السلبي على الاستقرار الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار هذا القرار بمثابة استجابة لتطلعات دول مثل الإمارات ومصر، اللتين تعتبران الإخوان المسلمين منظمة تهدد أمنهما القومي. هذه الدول اتخذت بالفعل خطوات مشابهة في السنوات الأخيرة، وقامت بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية وحظرت أنشطتها.
موقف الإمارات من الأزمة السودانية ودعمها للحلول السلمية
في سياق منفصل، تناول قرقاش في حديثه الأزمة السودانية المستمرة، مؤكداً على موقف بلاده الثابت الذي يرتكز على دعم وقف إطلاق النار الإنساني غير المشروط، والعمل على تسهيل الانتقال إلى حكم مدني في السودان. وأشار إلى أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر مانح للمساعدات الإنسانية للسودان، بعد الولايات المتحدة، وأنها ملتزمة بزيادة هذا الدعم لمساعدة الشعب السوداني المتضرر من الحرب.
نفي الدعم لقوات الدعم السريع
نفى قرقاش بشكل قاطع الاتهامات التي ترددت حول تقديم أبوظبي أي دعم عسكري أو سياسي لقوات الدعم السريع في السودان. وأكد أن مصلحة الإمارات تكمن في الحفاظ على وحدة السودان واستقراره، والحد من نفوذ الجماعات المتطرفة مثل الإخوان المسلمين، التي قد تستغل الفوضى لتعزيز أجندتها. هذا التأكيد يهدف إلى تبديد أي شكوك حول دور الإمارات في الأزمة السودانية، وتوضيح التزامها بدعم الحلول السلمية التي تحترم سيادة السودان ووحدته.
ترحيب إماراتي بجهود ترامب في السودان ورفض البرهان للمبادرات
رحبت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الأزمة في السودان، ودعت إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء الحرب الأهلية. وقالت الهاشمي إن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد رفض مجدداً المساعي الرامية إلى إحلال السلام، معتبرةً ذلك أمراً مؤسفاً.
البرهان انتقد بشدة اقتراح اللجنة الرباعية لوقف الحرب، واصفاً إياه بأنه “أسوأ وثيقة” قدمت على الإطلاق، ومتهماً اللجنة بعدم الحيادية بسبب عضوية الإمارات فيها. هذا الرفض يعقد جهود السلام، ويطيل أمد المعاناة الإنسانية في السودان.
الوضع الإنساني المأساوي في السودان
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع، يشهد البلاد وضعاً إنسانياً كارثياً. الصراع الدائر أدى إلى مجاعة واسعة النطاق، ومقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح ما يقرب من 13 مليون شخص. هذه الأرقام المروعة تؤكد على الحاجة الملحة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ الشعب السوداني من الموت والدمار. تصنيف الإخوان المسلمين من قبل الولايات المتحدة قد يساهم بشكل غير مباشر في استقرار السودان، من خلال تقليل قدرة الجماعة على استغلال الأزمة لتعزيز نفوذها.
في الختام، يمثل قرار الرئيس الأمريكي بتصنيف بعض فروع الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية خطوة مهمة في مكافحة التطرف، وتحقيق الاستقرار الإقليمي. وتؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة على التزامها بدعم هذه الجهود، والعمل على إيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السودانية. نأمل أن يؤدي هذا القرار إلى تقليل نفوذ الجماعات المتطرفة، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للمنطقة. لمزيد من المعلومات حول جهود الإمارات في المنطقة، يمكنكم زيارة موقع وزارة الخارجية الإماراتية.

