الإمارات وتركيا.. ارتفاع كبير بأرقام السياحة والتجارة | الخليج أونلاين

تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية بين الإمارات وتركيا
شهدت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تركيا تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، تجسد في نمو كبير في حركة السياحة الإماراتية التركية والتبادل التجاري بين البلدين. فبعد فترة من التوتر، انتقلت العلاقات إلى مسار الشراكة الاستراتيجية، وهو ما انعكس إيجاباً على مختلف القطاعات. تشير الإحصائيات الحديثة إلى ارتفاع حركة السياحة بين الإمارات وتركيا بأكثر من 50% خلال الفترة من 2019 إلى 2024، بالتزامن مع صعود حجم التبادل التجاري بنسبة مذهلة تصل إلى 87% خلال نفس الفترة. هذا النمو يعكس الثقة المتزايدة بين البلدين ورغبتهما في تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي.
نمو السياحة المتبادل: مؤشر على التقارب
أكد سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى تركيا، سعيد ثاني الظاهري، في تصريحات صحفية خلال فعاليات برنامج “البيت الإماراتي الثقافي” في أنقرة، على الأرقام القياسية التي حققتها السياحة بين البلدين. وبلغ عدد الزوار من الإمارات ودول الخليج إلى تركيا العام الماضي 1.2 مليون سائح، بينما استقبلت الإمارات حوالي 250 ألف سائح تركي في عام 2024.
دور المبادرات الثقافية في جذب السياح
يعتبر برنامج “البيت الإماراتي الثقافي” مثالاً بارزاً على الجهود المبذولة لتعزيز الروابط الثقافية بين البلدين. ومن المتوقع أن يستقطب البرنامج أكثر من 10 آلاف زائر، مما يساهم بشكل فعال في بناء مسارات جديدة في مجالات الثقافة والإبداع والسياحة. هذه المبادرات لا تقتصر على الجانب الثقافي فحسب، بل تدعم أيضاً تطوير مسارات سياحية جديدة، وتنظيم حملات تسويق مشتركة، وتعزيز الترويج المتبادل بين هيئات السياحة وشركات الطيران. بالإضافة إلى ذلك، تشجع هذه الفعاليات على تبادل المهرجانات والشراكات في مجال السياحة الثقافية.
ازدهار التجارة بين الإمارات وتركيا
لم يقتصر التعاون بين الإمارات وتركيا على قطاع السياحة، بل امتد ليشمل التجارة، حيث شهد حجم التجارة البينية زيادة ملحوظة بلغت 87% بين عامي 2020 و2024.
تفاصيل النمو في حجم التبادل التجاري
أظهرت البيانات ارتفاع واردات الإمارات من تركيا بنسبة 10% لتصل إلى 19.42 مليار دولار، في حين زادت صادراتها إلى تركيا بنسبة 14.4% لتصل إلى 14.77 مليار دولار. هذا النمو يعكس التنوع في المنتجات والخدمات المتبادلة بين البلدين، والرغبة في توسيع نطاق التعاون التجاري.
القطاعات الواعدة لزيادة التبادل التجاري
لتحقيق الهدف الطموح الذي يبلغ 50 مليار دولار في حجم التبادل التجاري على المدى المتوسط، أكد السفير الظاهري على ضرورة تعميق التكامل في قطاعات حيوية مثل اللوجستيات، والتكنولوجيا الزراعية، والطاقة المتجددة، والتصنيع، والتجارة الرقمية. هذه القطاعات تمثل بالفعل أكثر من 60% من حجم التجارة الحالي بين البلدين، وتمتلك إمكانات هائلة للنمو والتوسع. كما شدد على أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير أدوات التجارة الرقمية، وتعزيز شراكات الابتكار للحفاظ على هذا الزخم.
التعاون في مجال الطاقة المتجددة
يشهد التعاون بين الإمارات وتركيا تطوراً ملحوظاً في مجال الطاقة المتجددة، حيث يتشارك البلدان رؤية طموحة نحو مستقبل مستدام. تهدف الإمارات إلى توليد 44% من كهربائها من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، بينما تسعى تركيا إلى تحقيق نسبة 65% من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.
استثمارات إماراتية في مشاريع الطاقة المتجددة العالمية
وقد استثمرت الإمارات بالفعل أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، وتواصل توسيع تعاونها مع تركيا في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين. هذا التعاون يعزز من قدرة البلدين على تحقيق أهدافهما في مجال الطاقة النظيفة، ويساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.
تحول العلاقات الإماراتية التركية نحو الشراكة الاستراتيجية
منذ عام 2021، شهدت العلاقات الإماراتية التركية تحولاً تدريجياً من التوتر إلى الشراكة الاستراتيجية. وقد توج هذا التحول بتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في 3 مارس 2023 في أبوظبي. هذه الاتفاقية تمثل إطاراً قانونياً قوياً لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والتنمية المشتركة. إن هذه الشراكة تعكس التزام كلا البلدين بتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، وتساهم في تحقيق مصالح مشتركة. العلاقات الإماراتية التركية اليوم مبنية على الاحترام المتبادل والثقة، وهي تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد.
الخلاصة
إن النمو الملحوظ في حركة السياحة بين الإمارات وتركيا والزيادة الكبيرة في حجم التبادل التجاري بين البلدين، يعكسان نجاح جهود التقارب والشراكة الاستراتيجية. من خلال الاستمرار في تعزيز التعاون في القطاعات الواعدة مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا واللوجستيات، يمكن للإمارات وتركيا تحقيق أهداف طموحة في التنمية الاقتصادية المستدامة. نتطلع إلى رؤية المزيد من المبادرات المشتركة التي تعزز هذه العلاقات وتساهم في بناء مستقبل أفضل للبلدين وشعبيهما. ندعوكم لمتابعة آخر التطورات في العلاقات الثنائية والفرص الاستثمارية المتاحة.

