Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

الرئيس اللبناني: الجيش جاهز لتسلم النقاط المحتلة في الجنوب | الخليج أونلاين

في خطابه الذي ألقاه من جنوب لبنان بمناسبة عيد الاستقلال، وضع الرئيس اللبناني ميشال عون رؤية واضحة لمستقبل لبنان، مؤكداً على سيادة الدولة ودورها الحصري في حماية الحدود والأراضي اللبنانية. هذا الخطاب، الذي جاء في ظل تطورات إقليمية متسارعة، يمثل نقطة تحول في السياسة اللبنانية، ويضع حداً لمرحلة من التحديات والضعف المؤسسي. يركز هذا المقال على تفاصيل خطاب الرئيس عون، وأهميته في سياق سيادة لبنان، والتحديات التي تواجه تحقيقها.

تأكيد على السيادة: الدولة هي الحارس الوحيد للحدود

أكد الرئيس عون بشكل قاطع أن الدولة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن أمن الحدود وجميع الأراضي اللبنانية. هذا التصريح يمثل رداً مباشراً على وجود أطراف فاعلة غير تابعة للدولة تمارس سلطة فعلية في بعض المناطق، خاصة في الجنوب. وأشار إلى استعداد الجيش اللبناني لتحرير كل شبر من الأراضي اللبنانية، في إشارة واضحة إلى التلال الخمس التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.

الجيش اللبناني: جاهزية للتسلم والتفاوض

شدد الرئيس عون على جاهزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة في الجنوب، مع التأكيد في الوقت ذاته على الاستعداد للانخراط في مفاوضات تهدف إلى تحقيق وقف نهائي للاعتداءات الإسرائيلية. واقترح أن تتم هذه المفاوضات برعاية أممية أو أمريكية أو دولية مشتركة، مع إعطاء دور للدول الشقيقة والصديقة في تحديد آلية واضحة لدعم الجيش وتعزيز قدراته. هذا الموقف يعكس رغبة لبنان في حل هذه القضية بالطرق السلمية، مع الحفاظ على حقوقه المشروعة.

“تعبنا من اللا دولة”: تحول في الخطاب اللبناني

عبّر الرئيس عون عن شعور اللبنانيين بالإحباط واليأس من حالة “اللا دولة” التي طالما عانوا منها. وقال بوضوح: “اللبنانيون تعبوا من اللادولة وكفروا بمشاريع الدويلات”. هذا التصريح يمثل تحولاً كبيراً في الخطاب السياسي اللبناني، حيث يعترف بوجود خلل عميق في النظام السياسي ويطالب بإصلاحه.

رفض مشاريع الدويلات والطائفية

إن رفض الرئيس عون لمشاريع الدويلات يعكس قلقه من تفكك الدولة اللبنانية على أسس طائفية أو مذهبية. ويؤكد على أهمية الوحدة الوطنية والتضامن بين جميع اللبنانيين من أجل بناء دولة قوية ومستقرة. كما شدد على أن أي جماعة لبنانية، مهما كانت قوتها أو تأثيرها، يجب أن تعمل تحت سقف الدولة وليس بديلاً عنها. هذا الموقف يهدف إلى تعزيز سلطة الدولة ومؤسساتها، وتقويض أي محاولات لتقويضها.

علاقات لبنان الإقليمية: نحو تنسيق جديد مع سوريا

أشار الرئيس عون إلى تطور إيجابي في العلاقة مع سوريا، واصفاً إياها بـ”سوريا الجديدة”. وأكد على الاتجاه نحو مزيد من التنسيق بين البلدين، وهو ما يمكن أن يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. هذا التطور يأتي في ظل تغييرات جيوسياسية كبيرة، ويفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون الإقليمي. الاستقرار الإقليمي هو عامل أساسي لتحقيق سيادة لبنان.

مواجهة التحديات: فلسطين والتدخلات الخارجية

أعرب الرئيس عون عن استعداد لبنان للانخراط في “سلام فلسطين” دون شروط مسبقة، مؤكداً على أن بقاء لبنان “على قارعة الشرق” ليس خياراً مقبولاً. كما حذر من تحويل البلاد إلى “عملة تفاوض” في صراعات الآخرين. هذا الموقف يعكس حرص لبنان على الحفاظ على علاقاته الجيدة مع جميع الأطراف العربية والدولية، مع التأكيد على حقه في تحديد مصيره بنفسه. الأمن القومي اللبناني يتطلب الحفاظ على الحياد الإيجابي وتجنب الانجرار إلى الصراعات الإقليمية.

الواقع على الأرض: الاحتلال والإعتداءات الإسرائيلية المستمرة

على الرغم من اتفاق الهدنة، إلا أن “إسرائيل” لم تكمل انسحابها من جنوب لبنان، ولا تزال تحتل 5 نقاط رئيسية. وتستمر في انتهاك وقف إطلاق النار وقصف المناطق الجنوبية اللبنانية، بذريعة “القضاء على قدرة حزب الله”. هذه الإعتداءات تمثل تحدياً مباشراً لسيادة لبنان، وتؤكد على أهمية التحرك الدبلوماسي والسياسي من أجل تحقيق الانسحاب الكامل.

الخلاصة: مرحلة حاسمة لسيادة لبنان

يمثل خطاب الرئيس عون بمناسبة عيد الاستقلال بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان. فمن خلال تأكيده على سيادة لبنان ودور الدولة الحصري في حماية الحدود، فإنه يضع حجر الأساس لبناء دولة قوية ومستقرة. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الرؤية يتطلب جهوداً مضاعفة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وتعزيز الوحدة الوطنية والتضامن بين جميع اللبنانيين. إن مستقبل لبنان يعتمد على قدرته على استعادة سيادته الكاملة، وتحقيق الأمن والاستقرار لجميع مواطنيه. ندعو القارئ الكريم إلى مشاركة هذا المقال والتعبير عن رأيه حول مستقبل لبنان وسيادته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *