السعودية.. خطة تحول كبرى في مطار الملك خالد تبدأ في 2026 | الخليج أونلاين

تُعد إعادة توزيع صالات مطار الرياض خطوةً محوريةً نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 في قطاع الطيران، وتهدف بشكل رئيسي إلى الارتقاء بتجربة المسافرين وزيادة كفاءة التشغيل في مطار الملك خالد الدولي. تأتي هذه الخطة الطموحة في وقت يشهد فيه المطار حركة ركاب متزايدة، حيث سجل أرقاماً قياسية في يوليو 2025، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى تطوير البنية التحتية وتنظيم العمليات. هذه التحديثات ليست مجرد تغييرات لوجستية، بل هي استثمار في مستقبل الطيران السعودي وتعزيز مكانة الرياض كمركز عالمي للسفر.
خطة تحويل شاملة لمطار الملك خالد الدولي
أعلنت شركة “مطارات الرياض” عن قرب بدء تنفيذ خطة تحول استراتيجية شاملة لمطار الملك خالد الدولي خلال الربع الأول من عام 2026. هذه الخطة، التي تعتبر الأكبر منذ افتتاح المطار قبل أكثر من 40 عاماً، ليست مجرد تحديثات تجميلية، بل هي إعادة هيكلة جذرية لجميع العمليات والمرافق. تهدف هذه الخطوة إلى مواكبة التطور السريع الذي تشهده العاصمة الرياض، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات السفر الجوي.
أهداف خطة التحول الاستراتيجية
تسعى هذه الخطة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، بما في ذلك:
- زيادة الطاقة الاستيعابية للصالات.
- تحسين حركة التنقل داخل المطار.
- تقليل أوقات الانتظار.
- رفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين.
- دعم مستهدفات قطاع الطيران السعودي.
- تعزيز مكانة الرياض كمركز لوجستي عالمي.
تفاصيل عملية إعادة توزيع الصالات
جوهر هذه الخطة يكمن في عملية “مناقلة تشغيلية” بين الصالات الحالية. هذا الإجراء سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في كيفية استخدام الصالات من قبل شركات الطيران المختلفة. ووفقاً لما نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”، ستخصص الصالة رقم (5) بشكل كامل للرحلات الدولية التي تديرها شركات الطيران الأجنبية. بينما ستستقبل الصالتان (3 و4) الرحلات الداخلية، وستحافظ الصالتان (1 و2) على خدمة الرحلات الدولية لشركات الطيران الوطنية.
تعتبر هذه المناقلة خطوة ذكية لعدة أسباب. تخصيص صالة كاملة لشركات الطيران الأجنبية سيسهل إجراءات السفر للمسافرين الدوليين، ويقلل من الازدحام. بالمثل، فصل الرحلات الداخلية عن الدولية سيحسن من تنظيم حركة الركاب ويقلل من احتمالية الارتباك. كما أن الحفاظ على الصالات 1 و 2 لخدمة شركات الطيران الوطنية يضمن الحفاظ على مستوى الخدمة الحالي لهذه الرحلات، ويؤكد التزام مطارات الرياض بدعم الناقلات الجوية السعودية.
أثر إعادة توزيع صالات مطار الرياض على تجربة المسافر
تأتي إعادة توزيع صالات مطار الرياض بهدف رئيسي وهو تحسين تجربة السفر للمسافرين. من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للصالات وتقليل أوقات الانتظار، ستصبح عملية السفر أكثر سلاسة وراحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنظيم حركة الركاب بشكل أفضل سيقلل من الضغط على المرافق الأخرى في المطار، مثل مكاتب الجوازات وأمن الطيران.
من المتوقع أيضاً أن تساهم هذه الخطة في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، مثل خدمات المطاعم والمتاجر وخدمات الإنترنت. فكلما كانت حركة الركاب أكثر تنظيمًا، كلما كان من الأسهل على الشركات العاملة في المطار تقديم خدمات عالية الجودة. تطوير المطارات هو جزء أساسي من تحسين قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية، وهو ما يتوافق مع رؤية 2030.
التنسيق مع الجهات المختصة والجدول الزمني
تؤكد شركة “مطارات الرياض” أن هذه الخطة تأتي بالتنسيق الكامل مع الهيئة العامة للطيران المدني ومطارات القابضة. هذا التنسيق يضمن أن جميع العمليات تتم بشكل سلس وفعال، وأن جميع الأطراف المعنية على دراية بالتغييرات القادمة.
من الجدير بالذكر أن المطار سيقوم بالإعلان عن الموعد المحدد لتنفيذ عملية إعادة توزيع صالات مطار الرياض بعد التأكد من جاهزية جميع القطاعات العاملة والناقلات الجوية. هذا النهي الحذر يهدف إلى تقليل أي اضطرابات محتملة، وضمان أن الانتقال إلى النظام الجديد يتم بأكبر قدر ممكن من السلاسة. يؤكد هذا أيضاً على التزام الشركة بتقديم أعلى مستويات الخدمة للمسافرين حتى خلال فترة التحول.
مطار الملك خالد الدولي: مركز حيوي للطيران السعودي
يُعد مطار الملك خالد الدولي، الذي يقع على بعد 35 كيلومترًا من العاصمة الرياض، مركزًا رئيسيًا لنظام النقل الجوي في المملكة العربية السعودية. افتُتح المطار في عام 1983، وكان آنذاك أكبر مطارات العالم من حيث المساحة، حيث بلغت مساحته 225 كيلومترًا مربعًا. ومع استمرار النمو في قطاع الطيران السعودي، يلعب المطار دورًا حيويًا في ربط المملكة بالعالم.
إن تطوير المطار من خلال خطة إعادة توزيع صالات مطار الرياض ليس مجرد تحديث للمرافق، بل هو استثمار في مستقبل الطيران السعودي، ودعم لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر التطوير المستمر للمطار شريانًا هامًا لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الرياض والمملكة ككل. وتشمل التطويرات المستقبلية أيضًا مواكبة أحدث التقنيات في مجال أمن المطارات، وتقديم خدمات رقمية متكاملة للمسافرين.
في الختام، تمثل خطة إعادة توزيع صالات مطار الرياض مبادرة جريئة وطموحة تهدف إلى الارتقاء بمستوى خدمات المطار، وتحسين تجربة السفر للمسافرين، ودعم النمو في قطاع الطيران السعودي. من خلال التخطيط الدقيق والتنسيق الوثيق مع جميع الأطراف المعنية، من المتوقع أن تحقق هذه الخطة نتائج إيجابية ملموسة، وأن تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في تحويل المملكة إلى مركز عالمي للسفر والتجارة. ندعوكم لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بهذا المشروع الهام، ونتطلع إلى استقبالكم في مطار الرياض بتجربة سفر أكثر سلاسة وراحة.

