Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

السعودية وفرنسا وأمريكا تبحث قريباً تثبيت تهدئة لبنان | الخليج أونلاين

الوضع في جنوب لبنان يشهد تطورات متسارعة، وتتصاعد الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق الاستقرار ومنع التصعيد. في هذا السياق، كشف الموفد الرئاسي الفرنسي إلى بيروت، جان إيف لودريان، عن اجتماع ثلاثي مرتقب الأسبوع المقبل يجمع بين السعودية وفرنسا والولايات المتحدة، بهدف بحث آليات دعم الجيش اللبناني وتعزيز خريطة طريق لوقف إطلاق النار الدائم في الجنوب. هذا الاجتماع يمثل خطوة هامة في مساعي إيجاد حل للأزمة المتفاقمة، ويأتي في ظل ضغوط إقليمية ودولية متزايدة.

اجتماع ثلاثي لدعم الجيش اللبناني وتثبيت الهدنة في الجنوب

أعلن لودريان عن هذا الاجتماع خلال لقائه مع وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو. ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية اللبنانية، ركز اللقاء على التطورات الأخيرة في لبنان، خاصةً في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، والجهود الفرنسية الحثيثة لتجنب اندلاع حرب شاملة جديدة قد تعصف بالمنطقة.

التحضيرات لهذا الاجتماع تشكل محوراً رئيسياً للمباحثات، حيث يهدف الطرفان إلى بلورة رؤية واضحة المعالم لدعم الجيش اللبناني وتزويده بالإمكانيات اللازمة لتنفيذ خطة الحكومة اللبنانية بفرض سيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيدها. هذا الدعم يعتبر حيوياً لتعزيز قدرة الجيش على القيام بمهامه وتنفيذ مسؤولياته في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة.

أهمية الدور الفرنسي في مبادرات السلام

تولي فرنسا اهتماماً خاصاً بالوضع في لبنان، وتسعى جاهدةً للعب دور الوسيط الرئيسي في حل الأزمة. زيارة لودريان إلى بيروت تأتي في إطار هذه المساعي، بهدف الاطلاع على الموقف اللبناني بشكل مباشر قبل الاجتماع الثلاثي، وفهم التحديات والعقبات التي قد تواجه تطبيق خريطة الطريق.

كما شدد لودريان على أهمية إيجاد آلية واضحة وفعالة للتحقق من التقدم المحرز في مسار حصر السلاح بيد الدولة. هذه الآلية ضرورية لبناء الثقة بين جميع الأطراف المعنية، وضمان التزام الجميع بتطبيق البنود المتفق عليها.

التحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار

على الرغم من الجهود الدبلوماسية المبذولة، إلا أن تحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان يواجه العديد من التحديات. يكمن أحد أهم هذه التحديات في رفض حزب الله لخطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاحه، واعتبر هذه الخطوة “خطيئة” وطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية. هذا الرفض يعقد مهمة تطبيق خريطة الطريق، ويضع عقبات أمام تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في فرض سيطرة الدولة على كامل الأراضي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغوط أمريكية وإسرائيلية متزايدة على لبنان، تطالب بتنفيذ إجراءات أكثر صرامة للحد من نفوذ حزب الله. هذه الضغوط تزيد من تعقيد الوضع، وتجعل من الصعب على الحكومة اللبنانية إيجاد توازن بين تلبية مطالب الأطراف المختلفة والحفاظ على الاستقرار الداخلي.

موقف الحكومة اللبنانية ودعم الجيش

أكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي أن الجيش اللبناني يقوم بمهام كبيرة ومهمة على الرغم من الإمكانيات المحدودة التي يمتلكها. ودعا رجي إلى توفير دعم مستدام لقدرات الجيش، لتمكينه من تنفيذ خطة الحكومة المتعلقة بفرض سيطرة الدولة وحصر السلاح.

إن دعم الجيش اللبناني ليس مجرد ضرورة أمنية، بل هو أيضاً رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن لبنان جاد في جهوده لتحقيق الاستقرار وإرساء سلطة القانون. كما أن تعزيز قدرات الجيش سيساهم في حماية الحدود اللبنانية، وضمان سلامة المواطنين.

خلفية الصراع وتصاعد التوترات

تصاعدت التوترات في المنطقة بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أدى إلى عدوان إسرائيلي واسع النطاق على غزة. وانعكس هذا التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، حيث تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل مكثف.

كان من المفترض أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار العدوان الإسرائيلي على لبنان في أكتوبر 2023، لكنه تصاعد لاحقاً إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، مخلفاً خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، حيث تجاوز عدد القتلى 4 آلاف شخص، كما سقط أكثر من 17 ألف جريح. هذا الوضع المأساوي يؤكد على أهمية الوصول إلى حل دائم يضمن وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. الجهود المبذولة حالياً، بما في ذلك الاجتماع الثلاثي المرتقب، تهدف إلى تحقيق هذا الهدف.

في الختام، يمثل الاجتماع الثلاثي بين السعودية وفرنسا والولايات المتحدة فرصة هامة لدعم الجيش اللبناني وتثبيت الهدنة في الجنوب. ومع ذلك، فإنه يواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك رفض حزب الله لخطة نزع السلاح والضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة. يتطلب نجاح هذه المبادرة تعاوناً بنائياً من جميع الأطراف المعنية، والتزاماً جاداً بتطبيق البنود المتفق عليها. نأمل أن تسفر هذه الجهود عن تحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان، وحماية الشعب اللبناني من ويلات الحرب. تابعوا التطورات المتعلقة بـ الجيش اللبناني ونتائج الاجتماع الثلاثي للحصول على آخر المستجدات. كما يمكنكم التعرف على المزيد حول مفاوضات الهدنة وجهود فرنسا في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *