تحالف تقوده شركة قطرية يوقع عقوداً نهائية لتطوير مطار دمشق | الخليج أونلاين

مع استئناف الحياة تدريجياً في سوريا، يشهد قطاع الطيران المدني تطورات واعدة تهدف إلى إعادة دمشق إلى الخريطة الجوية الإقليمية والدولية. أبرز هذه التطورات هو مشروع تطوير وتشغيل مطار دمشق الدولي، الذي من المتوقع أن يرفع طاقته الاستيعابية بشكل كبير. هذا المشروع الضخم، باستثمار يتجاوز 4 مليارات دولار أمريكي، يمثل نقطة تحول رئيسية في البنية التحتية السورية ويدعم طموحات البلاد في تعزيز السياحة والتجارة.
صفقة تاريخية لتطوير وتشغيل مطار دمشق
في خطوة محورية نحو تحديث قطاع الطيران، وقعت الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي السورية عقوداً نهائية مع ائتلاف دولي تقوده شركة “أورباكون” القابضة القطرية، وذلك يوم الاثنين الماضي. تتعاون “أورباكون” في هذا المشروع مع شركتي “جنكيز” و “كاليون” التركيتين، بالإضافة إلى شركة “أستس إنفستمنت” الأمريكية. هذه الشراكة الدولية تؤكد الأهمية التي يكتسبها هذا المشروع في المنطقة.
العقود تشمل تطوير وتوسعة وتشغيل مطار دمشق الدولي بشكل كامل، مع التركيز على تحسين الخدمات المقدمة للمسافرين وزيادة القدرة التشغيلية للمطار. الهدف النهائي هو تحويل المطار إلى بوابة رئيسية لسوريا، قادرة على استيعاب حركة الطيران المتزايدة وتعزيز مكانة البلاد كمركز إقليمي.
تفاصيل الاستثمار وأهميته
الاستثمار الذي يتجاوز 4 مليارات دولار أمريكي يمثل أكبر مشروع من نوعه في سوريا منذ سنوات. بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للمطار، تتضمن العقود تمويلاً بقيمة 250 مليون دولار لشراء طائرات جديدة، مما سيعزز أسطول الطيران السوري ويحسن القدرة على تلبية الطلب المتزايد على الرحلات الجوية، سواء الداخلية أو الدولية.
هذا المشروع لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الاجتماعي من خلال توفير أكثر من 90 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. هذه الفرص ستساهم في تحسين مستوى المعيشة وتخفيف البطالة في البلاد.
زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار: رؤية مستقبلية
تتمثل إحدى أهم ميزات هذا المشروع في الزيادة الكبيرة في الطاقة الاستيعابية لمطار دمشق الدولي. من المتوقع أن يرتفع عدد المسافرين الذين يمكن للمطار استقبالهم سنوياً إلى 6 ملايين مسافر بحلول نهاية عام 2026، وصولاً إلى 31 مليون مسافر عند اكتمال المشروع بالكامل.
هذه الزيادة في الطاقة الاستيعابية ستسمح للمطار باستيعاب النمو المتوقع في حركة الطيران في السنوات القادمة، وستعزز قدرته على استقبال المزيد من شركات الطيران الدولية. كما ستساهم في تحسين تجربة المسافرين من خلال توفير المزيد من المرافق والخدمات.
خدمات ومرافق جديدة في المطار
لا يقتصر التطوير على زيادة الطاقة الاستيعابية فحسب، بل يشمل أيضاً إضافة خدمات ومرافق جديدة تهدف إلى تحسين تجربة المسافرين. تشمل هذه الخدمات إنشاء فندق داخل منطقة المطار لتلبية احتياجات المسافرين وشركات الطيران، مما يوفر لهم إقامة مريحة ومناسبة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطوير منطقة الشحن الجوي في المطار، مما سيعزز دور سوريا كمركز لوجستي إقليمي. كما سيتم تحسين أنظمة الملاحة الجوية والأمن في المطار لضمان سلامة المسافرين.
التعاون الإقليمي وعودة سوريا إلى سماء العالم
يأتي هذا المشروع في إطار جهود متزايدة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطيران المدني. ففي فبراير الماضي، وقعت هيئة الطيران المدني السورية مذكرة تفاهم مع نظيرتها القطرية، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال.
عودة مطار دمشق الدولي إلى النشاط الكامل، واستئناف الخطوط الجوية القطرية رحلاتها التجارية إلى سوريا في ديسمبر الماضي، يمثلان خطوة مهمة نحو إعادة دمشق إلى الخريطة الجوية العالمية. هذا المشروع الطموح سيسرع من هذه العملية، ويساهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزيز السياحة في سوريا.
مستقبل الطيران في سوريا: آفاق واعدة
الاستثمار في تطوير مطار دمشق الدولي يعكس رؤية طموحة لمستقبل الطيران في سوريا. هذا المشروع ليس مجرد تطوير لمطار، بل هو استثمار في مستقبل البلاد. من خلال تحسين البنية التحتية، وزيادة الطاقة الاستيعابية، وتعزيز التعاون الإقليمي، فإن سوريا تسعى إلى استعادة مكانتها كمركز إقليمي للطيران والتجارة.
الآفاق المستقبلية لقطاع الطيران السوري تبدو واعدة، حيث من المتوقع أن يستمر النمو في السنوات القادمة. هذا النمو سيتطلب المزيد من الاستثمارات في تطوير المطارات الأخرى في البلاد، وفي تدريب الكوادر البشرية المؤهلة. ومع استمرار التحسينات والتطورات، يمكن لـ مطار دمشق الدولي أن يلعب دوراً حيوياً في دعم جهود التنمية والازدهار في سوريا.
الآن، وبعد اطلاعكم على تفاصيل هذا المشروع الهام، ندعوكم لمشاركة آرائكم حول تأثيره المتوقع على الاقتصاد السوري، وعلى قطاع السياحة بشكل خاص. كما يمكنكم متابعة المزيد من الأخبار والتطورات المتعلقة بالطيران المدني في سوريا عبر موقعنا.

