حاكم الشارقة يدشّن “ميدان الاستقلال” بنصب يوثّق تاريخ الاتحاد | الخليج أونلاين

افتتاح مسجد الإمام النووي في الشارقة يمثل إضافة معمارية وثقافية هامة للمدينة، وجاء بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 54 وافتتاح مشروع ميدان الاستقلال بعد تطويره الشامل. هذا الحدث يعكس اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتعزيز الهوية الوطنية، وتطوير البنية التحتية، وإحياء التراث المعماري الإسلامي. يمثل مسجد الإمام النووي بعد ترميمه علامة فارقة في المشهد الحضري للشارقة، حيث يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ميدان الاستقلال: رمز للوحدة والتاريخ
تزامن افتتاح مسجد الإمام النووي بعد ترميمه مع تدشين مشروع ميدان الاستقلال، الذي يعتبر تحفة فنية معمارية تروي قصة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. أزاح صاحب السمو حاكم الشارقة الستار عن اللوح التذكاري للنصب المهيب الذي يرتفع إلى 34 متراً، ويتوجّه بنجمة سباعية ترمز إلى الإمارات السبع، مؤكداً على الوحدة والتكاتف بينها.
تفاصيل النصب التاريخي
يحمل النصب على جوانبه الأربعة معلومات تاريخية قيمة، توثق مراحل تأسيس الدولة، والأحداث الهامة التي مرت بها المنطقة خلال القرنين الماضيين. تتضمن هذه المعلومات سردًا لأبرز المحطات، مثل اجتماع حكام الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971 لإعلان قيام الدولة، وفترة الحكم البريطاني التي استمرت 151 عامًا منذ توقيع اتفاقية عام 1820. كما يوثق تاريخ إنشاء محطة الشارقة الجوية المدنية عام 1932، والتحولات التي شهدتها المنطقة وصولاً إلى إعلان الاتحاد.
ترميم مسجد الإمام النووي على الطراز الفاطمي
لم يكن افتتاح ميدان الاستقلال الحدث الوحيد الذي شهده هذا اليوم، بل تضمن أيضًا افتتاح مسجد الإمام النووي بعد ترميمه بشكل كامل، مع إعادته إلى مجده الأصيل على الطراز الفاطمي. هذا الترميم الدقيق يعكس التزام الشارقة بالحفاظ على تراثها الإسلامي الغني، وإبراز عظمة العمارة الإسلامية.
لمسة فاطمية في قلب الشارقة
يُعد الطراز الفاطمي من أرسخ وأجمل أنواع العمارة الإسلامية، ويتميز بالزخارف الدقيقة، والخطوط الهندسية المعقدة، واستخدام المواد عالية الجودة. وقد تم تطبيق هذا الطراز ببراعة في ترميم المسجد، مما منحه جمالًا فريدًا وجاذبية خاصة. شملت أعمال الترميم رفع منسوب المنارتين والجدران، وإضافة رواق خارجي أنيق، وتزويد المسجد بالمرافق والخدمات الحديثة التي تلبي احتياجات المصلين.
رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة للتطوير الحضري
يعكس تطوير ميدان الاستقلال وترميم مسجد الإمام النووي بعد ترميمه رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في الارتقاء بالمشهد الحضري للإمارة، وتوفير بيئة متكاملة تخدم السكان والزوار. بالإضافة إلى ذلك، يهدف هذا التطوير إلى تعزيز الهوية الوطنية وقيم الوحدة والتنمية، وتحسين البنية التحتية المحيطة، بما في ذلك تحديث الطرق والأرصفة والمواقف، واستبدال أعمدة الإنارة بأخرى حديثة.
تحسين الواجهات العمرانية وتعزيز الجمال
لم يقتصر التطوير على النصب التذكاري والمسجد فحسب، بل شمل أيضًا تطوير الواجهات العمرانية لـ 24 مبنى محيطًا بالميدان، وتحسين المظهر الحضري العام عبر توحيد 95 لوحة إعلانية للمحال التجارية. هذه الجهود المتكاملة تساهم في خلق مشهد جمالي متناسق، يعكس ذوق الشارقة الرفيع، واهتمامها بالتفاصيل. الشارقة مدينة ثقافية تسعى دائماً لتقديم الأفضل في هذا المجال.
افتتاح المسجد وأداء صلاة التحية
بعد الانتهاء من أعمال الترميم، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة مسجد الإمام النووي بعد ترميمه رسميًا، وتفضل بالتعرف على أبرز أعمال التطوير التي تمت فيه. ثم أدى سموه، والحضور الكرام، ركعتي تحية المسجد، تعبيرًا عن الفرح والاحتفاء بهذا الصرح الديني الجميل. المساجد التاريخية في الشارقة تحظى بعناية خاصة.
خاتمة
إن افتتاح مسجد الإمام النووي بعد ترميمه وميدان الاستقلال في الشارقة يمثلان إضافة نوعية للمشهد الحضاري والثقافي للإمارة. هذا الحدث يعكس التزام الشارقة بالحفاظ على تراثها الإسلامي، وتعزيز هويتها الوطنية، وتوفير بيئة متكاملة تخدم السكان والزوار. ندعو الجميع لزيارة ميدان الاستقلال ومسجد الإمام النووي للاستمتاع بجمال العمارة الإسلامية، والتعرف على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة. نأمل أن يكون هذا المشروع حافزًا لمزيد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير الشارقة، وجعلها مدينة عالمية رائدة في مجال الثقافة والتراث.

