Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

حكومة إسبانيا تسعى لإعادة التوازن في علاقاتها بالجزائر

تستعد إسبانيا لاستقبال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في زيارة رسمية إلى البلاد خلال شهر ديسمبر الحالي. تُعد هذه الزيارة، وهي الأولى للرئيس تبون إلى إسبانيا منذ توليه منصبه في عام 2019، خطوة هامة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية والدولية الحالية، وتأتي في إطار بحث سبل جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي. وتُركز الزيارة بشكل خاص على ملفات الطاقة والهجرة، وهي قضايا ذات أهمية مشتركة لإسبانيا والجزائر.

ومن المقرر أن تبدأ الزيارة الرسمية في [تاريخ محدد للزيارة، إذا توفر] وتستمر لعدة أيام، حيث سيجري الرئيس تبون محادثات مع الملك فيليبي السادس ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن تتناول المحادثات قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التطورات الجارية في ليبيا والساحل الأفريقي. ومن المتوقع أيضاً توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة.

زيارة تبون لإسبانيا وأبعادها الجيوسياسية والاقتصادية

تأتي زيارة الرئيس تبون في وقت تشهد فيه العلاقات الإسبانية الجزائرية تحسناً ملحوظاً بعد فترة من التوتر. كان التوتر ناتجاً عن تغيير إسبانيا لموقفها بشأن قضية الصحراء الغربية في مارس 2022، الأمر الذي أثار استياءً كبيراً في الجزائر. ومع ذلك، شهدت الأشهر الأخيرة مبادرات دبلوماسية مكثفة من كلا الجانبين لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون.

العلاقات الاقتصادية محور التركيز

تعتبر العلاقات الاقتصادية من أهم محاور هذه الزيارة. فالجزائر تعتبر مورداً هاماً للطاقة لإسبانيا، حيث تستورد إسبانيا كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الجزائري. وتسعى إسبانيا إلى تعزيز هذه الشراكة وجعل الجزائر مورداً رئيسياً للطاقة على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام إسباني بالاستثمار في مشاريع جزائرية في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية.

وتشمل المناقشات الاقتصادية أيضاً قضايا التجارة والاستثمار. وتهدف إسبانيا إلى زيادة حجم التبادل التجاري مع الجزائر وتسهيل حركة الاستثمار بين البلدين. وتشير التقارير إلى وجود فرص واعدة للاستثمار الإسباني في قطاعات مثل السياحة والزراعة والصناعات الغذائية.

ملف الهجرة والتعاون الأمني

تعتبر مسألة الهجرة غير النظامية من القضايا الرئيسية التي ستطرح على بساط الحوار خلال الزيارة. تواجه إسبانيا تدفقاً متزايداً من المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر السواحل الإسبانية. وتأمل إسبانيا في الحصول على دعم جزائري أكبر في مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.

كما تتناول الزيارة قضايا التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب. فالجزائر وإسبانيا تواجهان تهديدات أمنية مشتركة من الجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل الأفريقي. ويسعى البلدان إلى تعزيز تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وستشمل المناقشات أيضاً التعاون في مجال مكافحة الجريمة المنظمة وغسل الأموال.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يبحث الرئيس تبون مع المسؤولين الإسبان التطورات الأخيرة المتعلقة بملف الصحراء الغربية. وتدعم إسبانيا، بشكل عام، حلول الأمم المتحدة للقضية، وتحرص على الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من المغرب والجزائر. ومع ذلك، يظل هذا الملف حساساً ومعقداً، ويتطلب حذراً ودبلوماسية في التعامل معه.

في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، على أهمية هذه الزيارة في تعزيز الحوار والتعاون بين إسبانيا والجزائر، مشيراً إلى أن البلدين يشتركان في مصالح مشتركة في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن والطاقة والهجرة. وأضاف الوزير أن إسبانيا تتطلع إلى العمل مع الجزائر من أجل إيجاد حلول للتحديات الإقليمية والدولية.

من جهتها، تتوقع صحف جزائرية أن تتميز الزيارة بـ “دفعة قوية” للعلاقات الثنائية، وأن تفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مختلف المجالات. وتشير هذه الصحف إلى أن الجزائر تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع إسبانيا، وتعتبرها شريكاً استراتيجياً هاماً في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتوضح أن الزيارة تعكس رغبة البلدين في تجاوز الخلافات السابقة وبناء مستقبل أفضل للعلاقات الثنائية. كما أن هناك اهتماماً إعلامياً كبيراً في الجزائر بالزيارة، ويعكس هذا الاهتمام الأهمية التي توليها القيادة الجزائرية لهذه الحدث.

يُذكر أن العلاقات بين إسبانيا والجزائر شهدت بعض التذبذب في السنوات الأخيرة، بسبب قضايا سياسية واقتصادية مختلفة. إلا أن كلا البلدين يدركان أهمية الحفاظ على علاقات جيدة وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وتشير التحليلات إلى أن الزيارة الحالية قد تمثل نقطة تحول في العلاقات الثنائية، مما يمهد الطريق لمرحلة جديدة من الشراكة والتعاون. وتشير مصادر إلى أن إسبانيا تسعى لتنويع مصادر الطاقة، والجزائر تعتبر شريكاً قوياً في هذا المجال.

من المتوقع أن يصدر بيان مشترك في ختام الزيارة يسلط الضوء على نتائج المحادثات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها. وسيحدد البيان أيضاً الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي بين البلدين. وينتظر أن يتناول البيان بشكل خاص قضايا الطاقة والهجرة والأمن، بالإضافة إلى قضايا أخرى ذات أهمية مشتركة. وستراقب الأوساط الدبلوماسية والاقتصادية عن كثب محتوى البيان، لتقييم مدى نجاح الزيارة في تحقيق أهدافها المرجوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *