«حماس» ترفض اتهامات «العفو الدولية» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

خلص تقرير جديد صادر عن منظمة العفو الدولية إلى أن فصائل فلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. ويستند التقرير إلى شهادات وادلة دامغة جمعتها المنظمة من المنطقة المتضررة. ويأتي هذا التقرير في ظل استمرار التحقيقات الدولية والمحلية في الأحداث التي وقعت خلال الهجوم وما تلاه من عمليات عسكرية في قطاع غزة.
التقرير الذي نُشر اليوم، 28 نوفمبر 2023، يركز على تفاصيل الهجمات التي استهدفت مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، بما في ذلك عمليات قتل واختطاف المدنيين. ويوثق التقرير أيضًا حالات تدمير واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية المدنية. وتشير منظمة العفو الدولية إلى أن هذه الأفعال تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني.
تحقيقات منظمة العفو الدولية في جرائم حركة حماس
استندت منظمة العفو الدولية في تقريرها إلى شهادات جمعتها من ناجين وشهود عيان، بالإضافة إلى تحليل صور ومقاطع فيديو من مواقع الهجمات. كما راجعت المنظمة تقارير إعلامية وبيانات رسمية من كلا الجانبين. وتقول المنظمة إن الأدلة تشير إلى أن مقاتلي حماس قاموا بقتل مدنيين إسرائيليين بشكل متعمد، واحتجزوا آخرين كرهائن، وتعرضوا لمعاملة قاسية ولاإنسانية.
تفاصيل الهجمات الموثقة
يركز التقرير بشكل خاص على الهجمات التي وقعت في مستوطنات كفار عزة ونيير عوز وبئيري. وتشير الشهادات إلى أن مقاتلي حماس دخلوا هذه المستوطنات وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المنازل، وقتلوا المدنيين في منازلهم أو في الشوارع. كما وثق التقرير حالات اختطاف أفراد عائلات بأكملها، ونقلهم إلى قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يوثق التقرير استخدام حماس للصواريخ والقذائف بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابة وقتل المدنيين. وتشير منظمة العفو الدولية إلى أن هذه الهجمات العشوائية تشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين بشكل مباشر أو شن هجمات لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية. وتعتبر هذه الانتهاكات جزءًا من سياق أوسع من العنف في المنطقة.
منظمة العفو الدولية تدعو إلى تحقيق مستقل ومحايد في جميع الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني التي ارتكبت خلال الهجوم، بما في ذلك تلك التي ارتكبتها حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى. وتؤكد المنظمة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان حصول الضحايا على العدالة والتعويض.
في المقابل، دافعت حماس عن هجومها، مدعية أنه رد على الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية والانتهاكات المتكررة لحقوق الفلسطينيين. وتتهم حماس إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، بما في ذلك القتل العشوائي للمدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية. هذه الادعاءات تتطلب أيضًا تحقيقًا شاملاً ومستقلاً.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وتزايد عدد الضحايا الفلسطينيين. وقد أثارت هذه الأحداث موجة من الإدانات الدولية، ودعوات إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسرعة، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
الوضع الإنساني في غزة يثير قلقًا بالغًا، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من ظروف معيشية صعبة للغاية. وتواجه المستشفيات صعوبات كبيرة في علاج الجرحى والمرضى، بسبب نقص الإمدادات الطبية والمعدات. كما أن هناك نقصًا حادًا في الوقود، مما يعيق عمل مولدات الكهرباء ويؤثر على حياة الناس اليومية. وتدعو المنظمات الدولية إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل.
في سياق متصل، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها فتحت تحقيقًا في الوضع في فلسطين، بما في ذلك الجرائم التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة. ويأتي هذا التحقيق استجابة لطلبات قدمتها دول أعضاء في المحكمة، بالإضافة إلى تقارير من منظمات حقوق الإنسان. وتشير التوقعات إلى أن التحقيق قد يستغرق وقتًا طويلاً، وقد يؤدي إلى توجيه اتهامات إلى أفراد مسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات الدولية والمحلية في الأحداث التي وقعت في إسرائيل وفلسطين في الأسابيع والأشهر القادمة. وستركز هذه التحقيقات على جمع الأدلة وتحديد المسؤولين عن ارتكاب الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني. كما ستراقب المنظمات الدولية الوضع الإنساني في غزة، وستسعى إلى تقديم المساعدة اللازمة للمدنيين المتضررين. الخطوات التالية ستعتمد على نتائج هذه التحقيقات، والقرارات التي ستتخذها المحكمة الجنائية الدولية.

