حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 37: منفتحون على أيّة مبادرات جادة لوقف الحرب
أصدرت حركة حماس ، اليوم السبت، 14 ديسمبر 2024، بيانا، في ذكرى انطلاقتها الـ 37.
وقالت في بيانها: “منفتحون على أيّة مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال بحق شعبنا”.
وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة سوا:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
في الذكرى الـ 37 لانطلاقة حركة حماس: سنبقى على عهد الوفاء لدماء الشهداء وتضحيات وصمود شعبنا، وسنواصل كل الجهود حتى وقف العدوان وتحقيق تطلعات شعبنا في الحريّة وتقرير المصير
تأتي الذكرى السابعة والثلاثون لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ظلّ العدوان الصهيوني المتواصل لليوم 435؛ في حربٍ إبادة جماعية متكاملة الأركان، وتطهير عرقي وتهجير قسري وتجويع وتعطيش، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، لم يفلح هذا الاحتلال الصهيونازي إلاّ في تدمير ممنهج وإجرامي لكل مقوّمات الحياة الإنسانية ومقدّرات شعبنا في قطاع غزَّة، ولم يستطع بكل قوّته وآلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي تحقيق أهدافهم العدوانية، بفعل الصمود الأسطوري لأهلنا في قطاع غزَّة العزَّة، وبسالة مقاومتنا المظفرة، الذين أفشلوا كل مخططات العدو، وأربكوا حساباته، وأكدوا أنَّ شعبنا وحركتنا عصيّة عن الانكسار، والاحتلال إلى زوال.
لقد ظلّت الحركة منذ انطلاقتها ثابتة في مبادئها، وستبقى على ذات النهج، محافظة على قيمها وهُويتها، وفيّة لدماء شهدائها وتضحيات أسراها، حاضنة لآلام وآمال وتطلعات شعبنا في كل ساحات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات، راسخة وأمينة في الدفاع عن أرضها وشعبها ومقدساتها، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ماضية بكل إيمان ويقين في مشروعها المقاوم، حتى التحرير الشامل وتحقيق العودة، بإذن الله وقوّته.
نترحّم على أرواح قادتنا الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في ظلال معركة طوفان الأقصى؛ القائد الشهيد إسماعيل هنية ، والقائد الشهيد يحيى السنوار، والقائد الشهيد صالح العاروري، وكل قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس وفي مخيمات اللجوء والشتات، وكل شهداء أمتنا الذين امتزجت دماؤهم في هذه المعركة المباركة، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والمرضى، والحريّة القريبة للأسرى والمعتقلين والمختطفين في سجون العدو الصهيوني.
إنَّنا في حركة حماس، وفي الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقتنا المباركة، نشيد بالصمود الأسطوري لأهلنا في قطاع غزَّة، رجالاً ونساء، شيوخاً وشباباً وأطفالاً، الذين واجهوا حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتعطيش والانتهاكات المروّعة، بالصبر والمصابرة والرّباط والتضحية، والتلاحم والتعاضد والتكافل، والإصرار على التمسّك بالأرض والثوابت والمقدسات.
والفخر والاعتزاز بالرّجال الأشاوس من أبطال كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام المظفرة، وسرايا القدس المجاهدة وكل القوى الفلسطينية المقاومة في كل قطاع غزَّة، وفي ضفتنا الأبيّة.
سلامٌ عليهم جميعاً؛ وهم يسطّرون أروع ملاحم البطولة، ويكتبون بتضحياتهم ودمائهم وأرواحهم مجداً وتاريخاً جديداً في مسيرة شعبنا ونضاله من أجل الحرية والاستقلال والتحرير والعودة.
ونؤكّد ما يلي:
أولاً: لقد بذلت الحركة، ولا تزال، جهوداً كبيرة لوقف العدوان وإنهاء معاناة شعبنا، وتعاطت بكل إيجابية ومسؤولية عالية مع كافة المبادرات، ونؤكّد مجدّداً:
1. أننا منفتحون على أيّة مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال بحق شعبنا، مع تمسّكها الرَّاسخ بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم، والتمسك بعودة النازحين وانسحاب الاحتلال وإغاثة شعبنا وإعمار ما دمَّره الاحتلال وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى.
2. إنَّ شعبنا له الحق المطلق، ويملك القدرة والكفاءة والإرادة الحرّة، في أن يُقرّر مستقبله ويرتّب بيته الداخلي بنفسه، ولا يجوز لأحدٍ أنْ يفرض الوصاية عليه، أو أن يُقرّر بالنيابة عنه.
3. رفضنا لأيّ مشاريع دولية وصهيونية تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزَّة، بما يتناسب مع معايير الاحتلال وبما يكرّس استمراره.
ثانياً: نحمّل إدارة بايدن، الشريكة في هذا العدوان، المسؤولية الكاملة، السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية، عن دعمها للاحتلال في هذه الحرب العدوانية بكل الوسائل، وندعو الإدارة الجديدة لتصحيح هذا المسار والعمل بكل جدية لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية وعدم الانحياز للاحتلال في مواصلة إجرامه بحق شعبنا وحقوقه المشروعة.
ثالثاً: إنَّ جرائم الاحتلال المروّعة بحق شعبنا في قطاع غزَّة على مدار أكثر من عام، هي جرائم ممنهجة وموصوفة يندى لها جبين البشرية، نؤكّد أنها لن تسقط بالتقادم، وندعو محكمة العدل العدل الدولية وكل المنظمات الحقوقية إلى مواصلة عملها في توثيق جرائم الحرب الصهيونية ضدّ شعبنا وتقديم مرتكبيها للمحاكمة ومنع إفلاتهم من العقاب.
رابعاً: نجدّد التأكيد أنَّ مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هما في قلب الصراع مع العدو الصهيوني، ولا شرعية ولا سيادة فيهما للاحتلال، ولن تفلح كلّ محاولاته في التهويد وتغيير المعالم، وسيواصل شعبنا رباطه ومقاومته حتى تحريرهما من دنس الاحتلال.
خامساً: نعاهد شعبنا وأمتنا والأحرار في العالم، أننا سنمضي على درب المقاومة الشاملة، بخطى ثابتة ويقين بالنصر وإيمان بالتحرير، على الرّغم من العدوان والظلم والحصار والخذلان، ومحاولات التشويه والتصفية والتغييب، لتبقى الحركة أيقونة في رفع راية فلسطين وقضيتها العادلة، ونموذجاً في العمل السياسي والعسكري والإعلامي والإنساني، دفاعاً عن حقوق شعبنا وثوابتنا الوطنية ومقدساتنا.
سادساً: ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد كل أشكال المقاومة ضد الاحتلال وجرائمه ومخططاته ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، والتصدّي بكل الوسائل الممكنة لقطعان المستوطنين المتطرّفين، والنفير العام والرباط في المسجد الأقصى المبارك ذوداً وحماية له من مخططات التدنيس والتقسيم.
سابعاً: نثمّن كلّ المواقف والجهود من جماهير وقوى أمتنا العربية والإسلامية والأحرار حول العالم في الوقوف مع شعبنا ومقاومتنا، وندعو إلى استمرار وديمومة كل أشكال المناصرة والدعم والتأييد، وحشد المسيرات والمظاهرات، في كل مدن وعواصم العالم، وممارسة كل الضغوط تأييداً لشعبنا وقضيتنا العادلة، حتى وقف العدوان على قطاع غزَّة.
الرَّحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحريّة للأسرى والمعتقلين، والنصر القريب لشعبنا العظيم ولمقاومتنا الباسلة، وإنَّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
السبت: 13 جمادى الآخرة 1446هـ
الموافق: 14 كانون الأول/ ديسمبر 2024م