Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

دمشق و«قسد» تُسارعان لإنقاذ اتفاق الدمج قبل انقضاء المهلة

يسعى مسؤولون سوريون وأكراد وأمريكيون لإحياء مفاوضات دمج القوات الكردية مع الجيش السوري، وذلك بهدف تحقيق استقرار دائم في مناطق شمال شرق سوريا. وتأتي هذه الجهود في ظل تعثر الاتفاق السابق وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل القوات الكردية بعد الانسحاب الأمريكي المحتمل، مما يجعل مسألة دمج القوات الكردية في الدولة السورية قضية ملحة. وتشمل المناقشات جوانب أمنية وسياسية تتعلق بمشاركة الأكراد في مؤسسات الدولة.

وتجري المحادثات بشكل سري بعيدًا عن الأضواء، بوساطة أمريكية، بهدف التوصل إلى صيغة تضمن حقوق الأكراد السياسية والأمنية، مع مراعاة السيادة السورية. تتضمن التحديات الرئيسية إيجاد توازن بين مطالب الأكراد بالحكم الذاتي والتمسك بوحدة الأراضي السورية، بالإضافة إلى معالجة المخاوف الأمنية التركية المشروعة.

أهمية دمج القوات الكردية في السياق السوري المتغير

يعود الحديث عن دمج القوات الكردية، وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في الجيش السوري، إلى عدة سنوات، وتصاعد بشكل ملحوظ مع التغيرات في السياسة الأمريكية تجاه سوريا. لطالما كانت قسد الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم داعش في سوريا، إلا أن واشنطن أعربت عن رغبتها في تخفيف التزاماتها العسكرية في المنطقة.

هذا التحول في السياسة الأمريكية أثار قلق الأكراد، الذين يخشون من تركهم لمواجهة التهديدات المتزايدة من تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية (الوحدات المرتبطة بقسد) امتدادًا للإرهاب. وبالتالي، يرى الأكراد في الدمج مع الجيش السوري ضمانة لأمنهم ومستقبلهم السياسي في سوريا.

التحديات التي تواجه عملية الدمج

تواجه عملية دمج القوات الكردية عدة عقبات كبيرة. أولاً، هناك اختلاف عميق في الرؤى بين الأكراد والحكومة السورية حول شكل الدولة السورية المستقبلية. يطالب الأكراد بحكم ذاتي واسع في مناطقهم، بينما تصر الحكومة السورية على وحدة الأراضي ورفض أي شكل من أشكال الانفصال.

ثانيًا، هناك مسألة تسليم الأسلحة الثقيلة. تخشى الحكومة السورية من أن تحتفظ القوات الكردية بالأسلحة بعد الدمج، مما قد يشكل تهديدًا لسلطتها. كما أن تركيا تطالب بتسليم الأسلحة وتصفية جميع العناصر الكردية المسلحة.

ثالثًا، هناك قضية الوضع القانوني للمقاتلين الأكراد. يطالب الأكراد بإعفاء عام أو دمج منظم في الجيش السوري دون محاسبة على مشاركتهم في القتال ضد الحكومة السورية في مراحل سابقة من الأزمة. وهذا الأمر يثير حساسية بالغة لدى الحكومة السورية.

دور الولايات المتحدة في المفاوضات

تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في المفاوضات الرامية إلى دمج القوات الكردية، حيث تعمل كوسيط بين الأطراف المختلفة. وتسعى واشنطن إلى ضمان حماية الأكراد وتهدئة المخاوف التركية، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وتشمل الجهود الأمريكية تقديم ضمانات أمنية للأكراد، بالإضافة إلى العمل على إقناع الحكومة السورية بتقديم تنازلات بشأن الحكم الذاتي. وفي الوقت نفسه، تحاول الولايات المتحدة طمأنة تركيا بأنها لن تتخلى عن التزاماتها تجاه أمنها القومي. وتعد القضية الكردية جزءًا من ملف أكبر يتعلق بالاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

التوافق السوري الكردي: خطوة نحو الاستقرار

تحقيق التوافق بين الأكراد والحكومة السورية يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الاستقرار في سوريا. من شأن اتفاق شامل أن يساهم في تقليل التوترات وتجنب الصراعات المسلحة، وفتح الباب أمام إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعزز اتفاقًا من قدرة سوريا على مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية المستقبلية. وإن فشل عملية الدمج، قد يؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار وتصاعد العنف، مما سيؤثر سلبًا على جميع السوريين.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

تتابع دول المنطقة والمجتمع الدولي عن كثب مفاوضات دمج القوات الكردية. تتفق روسيا وإيران، حليفتا الحكومة السورية، على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتعزيز سلطة الحكومة المركزية. في المقابل، تعبر بعض الدول الغربية عن دعمها لحقوق الأكراد السياسية والأمنية، وتدعو إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية.

تركيا تعتبر القضية الكردية تهديدًا لأمنها القومي، وتطالب بتصفية جميع العناصر الكردية المسلحة في سوريا. تخشى أنقرة من قيام دولة كردية على حدودها، مما قد يشعل فتيل الصراع في المنطقة.

تعتبر القضية الفلسطينية كذلك من القضايا ذات الصلة بالوضع في سوريا ، حيث أن التطورات في سوريا يمكن أن تؤثر على التوازنات الإقليمية بشكل عام. ويتطلب حل هذه القضية المستمرة دراسة متأنية وتعاونًا دوليًا.

من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين الأطراف السورية والكردية والأمريكية في الأشهر القادمة. لا يوجد جدول زمني محدد للتوصل إلى اتفاق نهائي، ولكن هناك ضغوطًا متزايدة على جميع الأطراف لإيجاد حل سريع ومستدام. وما يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في تحقيق دمج القوات الكردية في الجيش السوري، أم أنها ستواجه المزيد من العقبات والتحديات.

الخطوة التالية الأكثر ترقبًا هي الإعلان عن أي تقدم ملموس في المفاوضات، مثل التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن المسائل الرئيسية. يجب مراقبة التطورات الأمنية في شمال شرق سوريا، وردود الفعل التركية تجاه أي اتفاق يتم التوصل إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *