رئيس وزراء قطر: هناك من يحاول تخريب علاقتنا مع أمريكا | الخليج أونلاين

قطر وحماس: دور الوساطة في وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى
شهدت المنطقة تطورات متسارعة في أعقاب الصراع الأخير في غزة، حيث برز دور دولة قطر كلاعب رئيسي في جهود الوساطة التي أثمرت عن وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن العلاقة بين قطر وحركة حماس تعود إلى أكثر من 13 عامًا، وأنها بدأت بناءً على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الكشف، الذي جاء خلال حوار له مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون في منتدى الدوحة 2025، يثير تساؤلات حول طبيعة هذه العلاقة وأهميتها في السياق الإقليمي والدولي.
بداية العلاقة مع حماس: طلب أمريكي
أوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن العلاقة مع حماس لم تكن مبادرة قطرية، بل جاءت استجابة لطلب أمريكي مباشر. هذا الأمر يضع العلاقة في إطار استراتيجي أوسع، حيث سعت الولايات المتحدة إلى وجود قناة اتصال مع الحركة الفلسطينية، ووجدت في قطر وسيطًا مقبولًا وموثوقًا به. وأضاف أن هناك جهات تسعى لتعكير صفو العلاقات بين الدوحة وواشنطن، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على هذه الشراكة الاستراتيجية.
نفي اتهامات التمويل
واجهت قطر اتهامات متكررة بتقديم الدعم المالي لحركة حماس. لكن الشيخ محمد بن عبد الرحمن نفى هذه الادعاءات بشكل قاطع، واصفًا إياها بأنها مجرد اتهامات لا أساس لها من الصحة. وأكد أن الدعم القطري موجه بشكل مباشر لسكان غزة، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية، وليس لتمويل أي نشاط سياسي أو عسكري. هذا التوضيح مهم جدًا لتصحيح المفاهيم الخاطئة وإظهار حقيقة الموقف القطري.
دور قطر في وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى
كان لجهود قطر الدبلوماسية دور محوري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وكذلك في إطلاق سراح الأسرى من الجانبين. أشار الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى أن التواصل المستمر مع الحركة ساهم بشكل كبير في تحقيق هذه النتائج الإيجابية. كما استضافت الدوحة حوارات مباشرة بين الطرفين، وقدمت تسهيلات لوجستية ودبلوماسية لضمان تنفيذ الاتفاق. هذا الدور يعكس التزام قطر بحل النزاعات بالطرق السلمية، وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.
الانتقادات والهجمات على قطر
لم يخلُ دور قطر من الانتقادات والهجمات، خاصةً بسبب استضافتها لقيادات حماس. لكن الشيخ محمد بن عبد الرحمن دافع عن هذا الموقف، مؤكدًا أن الدوحة تعتبر الحوار والتواصل مع جميع الأطراف ضروريين لتحقيق السلام. كما أشار إلى أن استضافة الحركة سهلت عملية التفاوض، وساهمت في إيصال وجهات النظر المختلفة إلى الطرفين بشكل مباشر.
“قصف الوسيط غير أخلاقي” وموقف الرئيس ترامب
أثار الهجوم الذي تعرضت له الدوحة خلال فترة الوساطة استياءً واسعًا، واعتبره الشيخ محمد بن عبد الرحمن “أمرًا غير أخلاقي وغير مفهوم”. وأضاف أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعرب عن استيائه الشديد من هذا الهجوم، وتواصل مع قطر فور وقوعه. يذكر الشيخ محمد أن الرئيس ترامب أدرك أهمية الدور القطري في هذه المرحلة، وحرص على استمرار جهود الوساطة. هذا يؤكد على أن الدعم الأمريكي للدور القطري كان موجودًا حتى في ظل التوترات السياسية.
الوضع في غزة وحل الصراع
شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن على أن الوضع الحالي في غزة لا يمكن أن يستمر، وأن الانتهاكات المستمرة تهدد بتجدد الصراع. وأكد أن سكان غزة لا يريدون مغادرة أراضيهم، وأن إجبارهم على ذلك أمر غير مقبول. كما أوضح أن قطر تطالب دائمًا بحل النزاعات عبر السبل الدبلوماسية، وأن السلام في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال انخراط جميع الأطراف في عملية سلام حقيقية. موقف قطر الرافض لتهجير الفلسطينيين، وتأكيدها على حقهم في تقرير المصير، يعكس التزامها بالقانون الدولي ومبادئ العدالة.
دعم متواصل للشعب الفلسطيني، مع شروط
أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن التزام قطر المستمر بدعم الشعب الفلسطيني، لكنه أوضح أن هذا الدعم لن يشمل تمويل إعادة إعمار ما دمره الصراع، إلا بشروط. مشددًا على أن “قطر لن تكون رهينة لأجندة اليمين المتطرف” الساعية للقضاء على الفلسطينيين. هذا الموقف يعبر عن رغبة قطر في رؤية حل دائم وعادل للنزاع، وليس مجرد معالجة الأعراض دون معالجة الأسباب الجذرية. كما أكد على أن الوقف الكامل لإطلاق النار لا يمكن أن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من غزة.
في الختام، يظهر الدور القطري في جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل كجهود دبلوماسية معقدة، تتطلب صبرًا وحكمة والتزامًا بالحلول السلمية. إن استمرار قطر في هذا الدور الحيوي، وتعاونها مع الشركاء الدوليين، أمر ضروري لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وبناء مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني. ندعو القراء إلى مشاركة هذا المقال مع الآخرين، والتعبير عن آرائهم حول هذا الموضوع الهام. كما نشجعكم على متابعة آخر التطورات المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وجهود السلام التي تبذلها دولة قطر.

