Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

روسيا تقر مسودة اتفاق لإلغاء التأشيرات مع السعودية | الخليج أونلاين

تسهيل السفر بين روسيا والسعودية: إلغاء التأشيرات يقرب البلدين ويحفز النمو الاقتصادي

في خطوة تاريخية تعكس تعزيزاً كبيراً للعلاقات الثنائية، أعلنت الحكومة الروسية عن إقرار مسودة اتفاق مع المملكة العربية السعودية بشأن الإعفاء من التأشيرات لمواطني البلدين. يهدف هذا الاتفاق إلى تسهيل حركة السفر والسياحة، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري. ووفقاً للوثائق الرسمية المنشورة على “المنصة الروسية للمعلومات القانونية”، فإن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد مرور 60 يوماً من تبادل الإشعارات الدبلوماسية الرسمية بين الطرفين. هذه التطورات تأتي في أعقاب موافقة مجلس الوزراء السعودي في يوليو الماضي على بدء المفاوضات حول هذا الإعفاء المتبادل، مما يؤكد التزام الجانبين بتطوير شراكاتهما الاستراتيجية.

تفاصيل اتفاقية الإعفاء من التأشيرات بين روسيا والسعودية

تنص المسودة المتفق عليها على منح مواطني كل من روسيا والمملكة العربية السعودية الحق في الدخول إلى أراضي الدولة الأخرى دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة مسبقة، وذلك باستخدام جوازات السفر العادية والرسمية. وهذا يعني أن المواطنين بإمكانهم السفر بغرض السياحة، والزيارات الشخصية، وحتى الأعمال، مع الحرص على الالتزام بالقوانين والأنظمة المحلية.

شروط الإقامة بموجب الاتفاق

يسمح الاتفاق بالإقامة القصيرة لمدة تصل إلى 90 يوماً خلال فترة 180 يوماً، سواء كانت هذه الإقامة متصلة أو متفرقة. هذا الأمر يتيح للمسافرين فرصة استكشاف البلاد، سواء كانت الثقافة الغنية للمملكة أو المعالم السياحية الروسية. تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق يستثني بشكل واضح رحلات الحج والعمرة، والتي ستظل تخضع للإجراءات الخاصة بها التي تنظمها السلطات السعودية.

آليات التنسيق والتعاون القنصلي

بالإضافة إلى الإعفاء من التأشيرات، يتضمن الاتفاق آليات واضحة للتنسيق القنصلي بين البلدين. يشمل ذلك تبادل نماذج وثائق السفر، وتسهيل إجراءات الدخول والخروج، بالإضافة إلى وضع آلية لتسوية أي خلافات قد تنشأ من خلال القنوات الدبلوماسية المعتمدة. هذه الآليات تضمن سلاسة الإجراءات وتجنب أي إشكالات قد تواجه المسافرين.

نمو ملحوظ في حركة السياحة بين البلدين

تشهد حركة السفر بين المملكة وروسيا نمواً ملحوظاً في الآونة الأخيرة. فتحت هيئة السياحة السعودية مكتباً لها في موسكو، مما يعكس اهتماماً متزايداً بالترويج للسياحة السعودية في السوق الروسية. في الوقت نفسه، بدأت الخطوط الجوية السعودية بتشغيل رحلات مباشرة منتظمة إلى العاصمة الروسية، بمعدل ثلاثة رحلات أسبوعياً، لتلبية الطلب المتزايد على السفر بين البلدين.

وفقاً للإحصائيات الرسمية الروسية، ارتفع عدد السياح السعوديين الذين زاروا موسكو في عام 2024 إلى 52.4 ألف زائر، مقارنة بحوالي 9300 زائر في عام 2023. وهذا يمثل زيادة هائلة تفوق 460%، مما يدل على الأثر الإيجابي للجهود المبذولة لتسهيل السفر. بالمقابل، استقبلت السعودية أكثر من 36 ألف زائر روسي خلال العام نفسه. من المتوقع أن يشهد هذا النمو تسارعاً كبيراً بعد تطبيق الإعفاء من التأشيرات.

تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري

لا يقتصر تأثير الإعفاء من التأشيرات على قطاع السياحة فحسب، بل يمتد ليشمل أيضاً تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وروسيا حوالي 3.8 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة تتجاوز 60% مقارنة بالعام السابق. تتنوع هذه التجارة لتشمل مجالات متعددة مثل الطاقة، والزراعة، والبناء، والاستثمار.

من خلال تسهيل السفر، يمكن للشركات ورجال الأعمال من كلا البلدين التواصل بشكل أسهل وتوسيع نطاق أعمالهم، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمارات المتبادلة وخلق فرص عمل جديدة. كما أن زيادة تدفق السياح ستساهم في دعم القطاعات المرتبطة بالسياحة، مثل الفنادق، والمطاعم، والمتاجر، وشركات الطيران.

التنسيق في مجال الطاقة وأوبك+

يعكس هذا التقارب في العلاقات استراتيجية واضحة من كلا الجانبين، خاصة في ظل التنسيق المستمر بينهما في إطار تحالف “أوبك+” الذي يهدف إلى دعم استقرار أسواق الطاقة العالمية. كل من روسيا والمملكة العربية السعودية يلعبان دوراً محورياً في هذا التحالف، حيث تتمتعان بقدرات إنتاجية كبيرة وتأثير كبير على أسعار النفط.

إن تعزيز الثقة والتفاهم بين البلدين من خلال الإعفاء من التأشيرات، سيساعد بالتأكيد على تعزيز التنسيق في مجال الطاقة، وتقديم حلول فعالة للتحديات التي تواجه أسواق الطاقة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يفتح هذا الاتفاق الباب أمام استكشاف فرص جديدة للتعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.

مستقبل العلاقات الروسية السعودية

إن إقرار هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة في مسيرة تطوير العلاقات الروسية السعودية، ويؤشر إلى بداية حقبة جديدة من التعاون المثمر في مختلف المجالات. من المتوقع أن يساهم الإعفاء من التأشيرات في زيادة التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين، وتعزيز الصداقة والتفاهم بين الشعبين.

مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، يجب على المسافرين من كلا البلدين التعرف على القوانين والأنظمة المحلية، والالتزام بها، لضمان تجربة سفر آمنة ومريحة. كما يجب على السلطات المختصة في كلا البلدين العمل على تسهيل إجراءات الدخول والخروج، وتوفير الدعم اللازم للمسافرين.

نتطلع إلى رؤية الآثار الإيجابية لهذا الاتفاق على العلاقات الثنائية، وعلى مستقبلهما المشترك. استعدوا لتجربة سفر جديدة ومثيرة بين روسيا والمملكة العربية السعودية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *