زيارة الدبلوماسيين لجنوب لبنان… دعم دولي للمسار الدبلوماسي ولإجراءات الجيش

تابع الرئيس اللبناني ميشال عون، يوم الثلاثاء، بشكل دقيق التحضيرات للاجتماع المرتقب في باريس والذي يهدف إلى بحث سبل دعم الجيش اللبناني وتلبية احتياجاته المتزايدة. يأتي هذا الاجتماع في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه لبنان، وتأثيرها المباشر على قدرة المؤسسة العسكرية على القيام بواجباتها. ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع ممثلون عن الدول المعنية بتقديم المساعدة للبنان.
الاجتماع الذي يُعقد برعاية فرنسية، ومن المقرر أن يشهد مناقشات حول آليات توفير الدعم المالي والعسكري للجيش اللبناني، سيُعقد في وقت لاحق من هذا الشهر. يهدف إلى تنسيق الجهود الدولية لمساعدة لبنان على تعزيز قدرات جيشه، والحفاظ على استقراره الأمني. وتشمل المناقشات المحتملة توفير معدات عسكرية، وتدريب للقوات، ودعم مالي لتغطية نفقات الرواتب والمؤن.
أهمية دعم الجيش اللبناني في ظل الأوضاع الراهنة
يواجه الجيش اللبناني تحديات كبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان، والتي أدت إلى تدهور كبير في قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع تكاليف المعيشة. هذا التدهور يؤثر بشكل مباشر على ميزانية الجيش وقدرته على توفير الدعم اللائق لعناصره. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الجيش تهديدات أمنية متزايدة، بما في ذلك خطر تسلل الجماعات الإرهابية من الحدود السورية.
التحديات الاقتصادية وتأثيرها على المؤسسة العسكرية
وفقًا لتقارير وزارة المالية اللبنانية، تراجعت ميزانية الجيش بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى نقص في المعدات والذخيرة والتدريب. هذا النقص يضعف قدرة الجيش على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، ويؤثر على معنويات الجنود. كما أن ارتفاع تكاليف المعيشة يجعل من الصعب على الجنود توفير احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من الضغوط عليهم.
التهديدات الأمنية المتزايدة
يشهد لبنان تصاعدًا في التوترات الأمنية على طول حدوده مع سوريا، حيث تشير التقارير إلى وجود نشاط متزايد للجماعات الإرهابية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من استغلال الأزمة الاقتصادية من قبل جهات معينة لزعزعة الاستقرار الأمني في البلاد. ويعتبر الجيش اللبناني خط الدفاع الأول عن لبنان في مواجهة هذه التهديدات.
التحضيرات للاجتماع في باريس
أكدت مصادر رئاسية أن الرئيس عون يولي أهمية قصوى للاجتماع في باريس، ويعتبره فرصة حاسمة لتأمين الدعم اللازم للجيش اللبناني. وقد عقد الرئيس عون سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الأمنيين والوزراء المعنيين لمناقشة التحضيرات للاجتماع، وتحديد الأولويات التي سيتم طرحها خلال المناقشات. وتشمل هذه الأولويات توفير الدعم المالي لتغطية نفقات الرواتب والمؤن، وتوفير المعدات العسكرية اللازمة، وتعزيز التعاون الأمني مع الدول المعنية.
من جهتها، تعمل وزارة الدفاع اللبنانية على إعداد ملف شامل يتضمن احتياجات الجيش اللبنانية من المعدات والتدريب والدعم المالي. يهدف هذا الملف إلى تقديم صورة واضحة ومفصلة عن التحديات التي تواجه الجيش، والأولويات التي يجب معالجتها. وتشير مصادر إلى أن الملف سيركز بشكل خاص على الحاجة إلى تحديث وتطوير القدرات العسكرية للجيش، لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.
الدعم الدولي المتوقع للجيش اللبناني
من المتوقع أن يحظى الجيش اللبناني بدعم كبير من قبل الدول المعنية، وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة ودول الخليج. وقد أعربت هذه الدول عن قلقها بشأن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في لبنان، وأكدت على أهمية دعم الجيش للحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد. وتشير التقارير إلى أن فرنسا قد تقدم حزمة دعم مالي وعسكري جديدة للجيش اللبناني، بالإضافة إلى دعمها المستمر لبرامج التدريب والتأهيل.
بالإضافة إلى الدعم المالي والعسكري، من المتوقع أن تقدم الدول المعنية أيضًا دعمًا فنيًا ولوجستيًا للجيش اللبناني. ويشمل هذا الدعم توفير الخبرات الفنية في مجالات مثل مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني، وتوفير المعدات اللوجستية اللازمة لدعم عمليات الجيش. ويعتبر هذا الدعم الفني واللوجستي ضروريًا لتعزيز قدرات الجيش على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
وتشمل الجهود الدولية أيضًا دعم الشرطة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، وذلك بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد. ويعتبر هذا الدعم المتكامل ضروريًا لتحقيق الأمن الشامل في لبنان، ومواجهة التحديات الأمنية المتنوعة. كما أن تعزيز التعاون بين الجيش وقوى الأمن الداخلي يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف.
مستقبل دعم الجيش اللبناني
من المقرر أن يعقد الرئيس عون اجتماعًا مع ممثلي الدول المعنية في باريس لمناقشة سبل دعم الجيش اللبناني. النتائج الملموسة للاجتماع، بما في ذلك حجم ونوعية الدعم المقدم، ستعتمد على التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان، وعلى مدى استعداد الدول المعنية لتقديم المساعدة. من المهم مراقبة ردود الفعل على الاجتماع، والخطوات التي ستتخذ لتنفيذ القرارات المتخذة.
في الوقت الحالي، لا يزال الوضع في لبنان غير مستقر، وهناك العديد من التحديات التي تواجه البلاد. ومع ذلك، فإن الدعم المستمر للجيش اللبناني يعتبر أمرًا ضروريًا للحفاظ على الاستقرار الأمني، ومنع تفاقم الأوضاع. ومن المتوقع أن تستمر الجهود الدولية لدعم الجيش اللبناني في المستقبل القريب، على الرغم من وجود بعض الشكوك حول مدى فعالية هذا الدعم في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

