ترامب يتخيل غزة بدون فلسطينيين: فيديو دعائي للترويج لتهجير وسلب القطاع

نشر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء، مقطع فيديو معدًّا بالذكاء الاصطناعي، يروج فيه لمشروع "ريفييرا الشرق الأوسط"، الذي يقوم على تهجير سكان قطاع غزة قسريًا، ومنعهم من العودة إليه، ووضعه تحت سيطرة أميركية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع، يصور غزة وقد تحولت إلى منتجع سياحي فاخر، بعد إعادة إعمارها إثر تدميرها بالكامل وتهجير سكانها، في تجسيد بصري لرؤية ترامب التي تدعمها إسرائيل، والتي تقوم على محو الوجود الفلسطيني في القطاع والاستيلاء عليه.
ويمتد مقطع الفيديو 33 ثانية وعنوانه "غزة 2025 – واتس نكست" (ما التالي؟)، ويظهر أطفالا يخرجون من بين الركام إلى شاطئ تحاذيه ناطحات سحاب حيث يتناول الملياردير المقرب من ترامب، إيلون ماسك، بوجبة محلية.
ويظهر ترامب في المقطع إلى جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وهما يستجمان على شواطئ غزة، فيما تنتشر ناطحات السحاب والفنادق الفاخرة، ويجري إلقاء الأموال في الهواء، في مشهد يعكس تحويل المأساة الفلسطينية إلى مشروع استثماري.
كما يظهر تمثال ضخم مذهب للرئيس الأميركي وتماثيل صغيرة مذهبة وبرج يحمل اسم "ترامب غزة"، وأرفق الفيديو بأغنية تشيد بـ"ترامب غزة – نمبر وان" (رقم واحد)، في محاولة لتصوير المقترح الذي طرحه ترامب بشأن قطاع غزة.
وسرعان ما انتشر الفيديو غير المصحوب بأي تعليق حاصدا أكثر من 29,4 مليون مشاهدة على منصة إنستغرام، مساء الأربعاء، علما بأنه طرح حوالي الساعة 07,00 بتوقيت القدس، فيما تساءل مستخدمون عن احتمال تعرض حسابات الرئيس الأميركي لاختراق.
وأثار الفيديو موجة من الغضب، حيث اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، أن "الرئيس ترامب يقترح مرة جديدة أفكارًا وحلولًا لا تأخذ في الاعتبار ثقافات واهتمامات سكان غزة"، مؤكدًا أن "هدفنا ليس تحسين ظروف سجننا، بل التخلص من السجن والسجّان".
وعبر فلسطينيون عن رفضهم القاطع لهذا الطرح، واعتبروه إمعانًا في التعامل مع قضيتهم على أنها مشروع تجاري، وليس قضية تحرر وحقوق وطنية. ورأت منال أبو سيف وهي محامية تبلغ 23 عاما أن ما يهم ترامب هو "الفلوس والاستثمارات. لا توجد إنسانية".
وأضافت المحامية الغزيّة أن "ما يهمنا هو أن يتم إعمار غزة وأن يبنوا منزلنا المدمر وأن نسكن نحن في هذه البيوت". وتابعت "غزة تحتاج للحرية وفتح المعابر وتوفير عمل للشباب، وليست للسياحة والاستثمار".
وقال ناصر أبو حدايد من مدينة خانيونس جنوبي القطاع، إن "هذا الفيديو ينطوي على مغالطات وعدم فهم لثقافتنا"، مضيفًا أنه "من المستحيل أن تتحول غزة إلى وجهة سياحية مثل إيطاليا أو إسبانيا، لأن هذه أرضنا وبيوتنا التي يريدون الاستيلاء عليها".
وجاء هذا الفيديو في وقت يواجه فيه مقترح ترامب رفضًا عربيًا قاطعًا، حيث عقدت دول الخليج ومصر والأردن قمة "غير رسمية" في الرياض، لبحث سبل مواجهة المخطط الأميركي – الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ويعكس هذا طرح ترامب تجسيدًا واضحًا لمخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف، التي تهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني من غزة، وفرض وقائع جديدة على الأرض تخدم مصالح الاحتلال. كما يُظهر سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في تطبيع جرائم الحرب، والترويج لها كإنجازات اقتصادية، في تحدٍّ للقانون الدولي ولكل القرارات الأممية التي تؤكد على حق الفلسطينيين في أراضيهم.
المصدر: عرب 48