Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

غزة تكابد لانتشال الجثث من تحت الأنقاض… والعواصف تهدم المباني المتضررة

حذرت السلطات المحلية في قطاع غزة اليوم الاثنين من تصاعد المخاطر التي تهدد المباني المتضررة جراء القصف المستمر، مع توقعات بهطول أمطار غزيرة ستؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وربما انهيار المزيد من الهياكل. يأتي هذا التحذير في ظل استمرار المعارك بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، ووسط أزمة إنسانية حادة يعاني منها أكثر من مليوني نسمة في القطاع.

ويتركز القلق بشكل خاص على المناطق التي تعرضت لأضرار بالغة في البنية التحتية خلال الأشهر الأخيرة من القتال، حيث أدت الضربات الجوية والقصف المدفعي إلى تدمير أو إتلاف آلاف المنازل والمباني السكنية والتجارية. تشير التقديرات الأولية إلى أن نسبة كبيرة من هذه المباني أصبحت غير صالحة للسكن، والوضع يزداد سوءًا مع الظروف الجوية المتدهورة.

تأثير الأمطار الغزيرة على المباني المتضررة في غزة

تعتبر الأمطار الغزيرة التي من المتوقع أن تهطل على قطاع غزة خلال الساعات والأيام القادمة تهديدًا مباشرًا للمباني المتبقية. فبعد أشهر من القتال، أصبحت أساسات العديد من هذه المباني ضعيفة، مما يجعلها عرضة للانهيار حتى مع أقل كمية من المياه المتجمعة.

تفاقم الأوضاع الإنسانية

إضافة إلى خطر انهيار المباني، تساهم الأمطار في تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل عام. فالعديد من النازحين الفلسطينيين يعيشون في خيام أو أماكن إيواء مؤقتة تفتقر إلى الحماية الكافية من العوامل الجوية.

وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن أكثر من 80% من سكان غزة باتوا نازحين، ويعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. هذه المساعدات، وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للجميع، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

تحديات البنية التحتية

لا تقتصر المشكلة على المباني السكنية، بل تمتد لتشمل البنية التحتية الأساسية. فشبكات الصرف الصحي في قطاع غزة كانت تعاني بالفعل من نقص الاستثمار والصيانة قبل الحرب، والآن أصبحت أكثر هشاشة.

هذا النقص في البنية التحتية قد يؤدي إلى تراكم المياه في الشوارع والأحياء السكنية، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية وتلوث المياه. كما أن هذا التراكم قد يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. ويشكل نقص الوقود تحديا إضافيا لتشغيل مضخات المياه والصرف الصحي.

وتركز جهود فرق الطوارئ على إخلاء السكان من المباني الأكثر عرضة للانهيار، وتوفير مأوى مؤقت بأسرع وقت ممكن. ومع ذلك، فإن هذه الجهود تواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص الموارد وخطورة الوضع الأمني. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد المباني المتضررة كبير للغاية، مما يجعل من المستحيل تغطية جميع المناطق المتضررة بشكل فعال.

تأتي هذه التحذيرات في سياق استمرار التصعيد في قطاع غزة، والذي بدأ في 7 أكتوبر بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل. وقد ردت إسرائيل بقصف مكثف على القطاع، معلنةً هدفها “القضاء على حماس”.

أشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن أكثر من 15,000 شخص لقوا حتفهم وأن عشرات الآلاف أصيبوا منذ بدء القتال. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام قد تكون غير دقيقة بسبب صعوبة الوصول إلى جميع المناطق المتضررة وتأخر تحديث البيانات. يعتبر الوضع الصحي في غزة كارثي، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

يشهد قطاع غزة أيضًا نقصًا حادًا في الغذاء والماء والكهرباء. وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن غالبية سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن هناك خطرًا حقيقيًا من حدوث مجاعة.

الوضع الإنساني الخطير في غزة أثار قلقًا دوليًا واسعًا، ودفع العديد من المنظمات الإنسانية والحكومات إلى تقديم المساعدات والدعوات إلى وقف إطلاق النار.

ومع استمرار القتال وتدهور الظروف الجوية، يخشى السكان المحليون والمنظمات الإنسانية من تدهور الوضع بشكل أكبر، وزيادة عدد الضحايا والمعاناة. هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ لإنقاذ حياة المدنيين.

من المتوقع أن تستمر الأمطار الغزيرة خلال الأيام القادمة، مما يزيد من المخاطر على المباني المتضررة والسكان. تجري حاليًا تقييمات ميدانية لتحديد المباني الأكثر عرضة للانهيار، وتحديد احتياجات السكان المتضررين.

وتعتمد الاستجابة الإنسانية بشكل كبير على استمرار الدعم الدولي، وعلى قدرة الفرق الميدانية على الوصول إلى جميع المناطق المتضررة. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الجهود المبذولة ستكون كافية لمواجهة التحديات المتزايدة.

سيراقب المجتمع الدولي عن كثب تطورات الوضع في غزة، وخاصة فيما يتعلق بتأثير الأمطار الغزيرة على المباني المتضررة، وحجم المساعدات الإنسانية التي سيتم تقديمها. من المرجح أن يتم عقد اجتماعات طارئة في الأمم المتحدة لمناقشة الوضع ووضع خطط إضافية للاستجابة للأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *