Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

في السودان… حرب صور ومعلومات مضللة على الشبكات الاجتماعية

يترافق الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع مع انتشار واسع للمعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي، مما يزيد من حدة الاستقطاب في البلاد. وتلعب هذه الحرب الرقمية دوراً كبيراً في تأجيج المشاعر وتضليل الرأي العام، وفقاً لخبراء في مجال الإعلام الرقمي. بدأ هذا التصعيد الإعلامي بالتزامن مع بداية الاشتباكات المسلحة في منتصف أبريل 2023، واستمر حتى الآن بوتيرة متسارعة.

وتتركز هذه الحملات المضللة على مختلف المنصات، بما في ذلك فيسبوك، وتويتر (الآن X)، وواتساب، وتيك توك، حيث يتم تداول صور ومقاطع فيديو مزيفة أو قديمة على أنها أحداث جارية. وتستهدف هذه الجهود التأثير على الرأي العام المحلي والدولي، وتشويه صورة الأطراف المتنازعة.

تأثير المعلومات المضللة على الصراع في السودان

تعتبر المعلومات المضللة أحد العوامل الرئيسية التي تعيق جهود السلام في السودان. فهي تزيد من صعوبة التوصل إلى حلول سياسية، وتعمق الانقسامات العرقية والإقليمية. كما أنها تؤدي إلى انتشار الكراهية والعنف، وتقوض الثقة في المؤسسات الحكومية والإعلامية.

أشكال انتشار المعلومات المضللة

تتخذ المعلومات المضللة في السودان أشكالاً متعددة، بما في ذلك:

  • الأخبار الكاذبة: يتم نشر أخبار غير صحيحة أو مبالغ فيها بهدف التأثير على الرأي العام.
  • التزييف العميق (Deepfakes): يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو أو صور مزيفة تبدو واقعية.
  • الحسابات الوهمية (Bots): يتم استخدام حسابات آلية لنشر المعلومات المضللة وتضخيمها.
  • التلاعب بالصور والفيديو: يتم تعديل الصور ومقاطع الفيديو الأصلية لتغيير معناها أو سياقها.

بالإضافة إلى ذلك، يتم استغلال المشاعر الدينية والعرقية لتأجيج الصراع. فغالباً ما يتم تداول معلومات مضللة تستهدف مجموعات معينة، مما يزيد من حدة التوتر بينها.

دور وسائل التواصل الاجتماعي

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في انتشار المعلومات المضللة في السودان. فهي توفر منصة سهلة وسريعة لنشر المعلومات، بغض النظر عن صحتها. كما أن خوارزميات هذه المنصات غالباً ما تعزز انتشار المحتوى المثير للجدل، مما يزيد من انتشاره.

ومع ذلك، فإن بعض منصات التواصل الاجتماعي اتخذت خطوات لمكافحة انتشار المعلومات المضللة، مثل التحقق من الحقائق وإزالة المحتوى المخالف. لكن هذه الجهود غالباً ما تكون غير كافية لمواجهة حجم التحدي.

الجهات الفاعلة في حرب المعلومات

يُعتقد أن عدة جهات فاعلة تشارك في نشر المعلومات المضللة في السودان. وتشمل هذه الجهات:

الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذان يتهم كل منهما الآخر بنشر معلومات مضللة بهدف تشويه صورته وكسب التأييد العام. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهات خارجية يُشتبه في أنها تدعم أحد الطرفين أو الآخر من خلال نشر معلومات مضللة.

ووفقاً لتقارير إعلامية، هناك أدلة على استخدام شركات متخصصة في العلاقات العامة والتسويق الرقمي لنشر معلومات مضللة لصالح أحد الطرفين.

تداعيات المعلومات المضللة على الوضع الإنساني

لا تقتصر تداعيات المعلومات المضللة على الجانب السياسي والأمني، بل تمتد لتشمل الوضع الإنساني في السودان. فقد أدت المعلومات المضللة إلى تعطيل جهود الإغاثة الإنسانية، وتقويض الثقة في المنظمات العاملة في المجال الإنساني.

على سبيل المثال، تم تداول معلومات مضللة حول توزيع المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب واشتباكات بين السكان المحليين. كما أن المعلومات المضللة حول الوضع الأمني قد أدت إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار المعلومات المضللة يزيد من معاناة المدنيين، ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. فقد أدت المعلومات المضللة إلى انتشار الذعر والخوف، مما دفع العديد من الأشخاص إلى الفرار من منازلهم.

جهود مكافحة المعلومات المضللة

تبذل بعض الجهات جهوداً لمكافحة انتشار المعلومات المضللة في السودان. وتشمل هذه الجهات:

منظمات المجتمع المدني، التي تعمل على التحقق من الحقائق وتوعية الجمهور حول مخاطر المعلومات المضللة. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المبادرات الإعلامية التي تهدف إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول الوضع في السودان.

ومع ذلك، فإن هذه الجهود لا تزال محدودة، وتواجه العديد من التحديات، بما في ذلك نقص الموارد وصعوبة الوصول إلى المعلومات.

الوضع في السودان لا يزال متقلباً، ومن المتوقع أن يستمر الصراع لفترة طويلة. ومن المرجح أن يستمر انتشار المعلومات المضللة خلال هذه الفترة، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حل سلمي.

من المتوقع أن تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية جهودها الدبلوماسية للضغط على الأطراف المتنازعة للتوصل إلى وقف إطلاق النار. كما من المتوقع أن تستمر الجهود الإنسانية لتقديم المساعدة للمتضررين من الصراع. ومع ذلك، فإن مستقبل السودان لا يزال غير واضح، ويتوقف على العديد من العوامل، بما في ذلك تطورات الوضع الميداني، والمفاوضات السياسية، ودور القوى الإقليمية والدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *