“كأس العرب” في قطر.. نسخة جديدة تقدم تجربة استثنائية | الخليج أونلاين

بطولة كأس العرب 2025 في قطر: نافذة على الهوية العربية وريادة رياضية متنامية

مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العرب 2025 في الدوحة مطلع ديسمبر القادم، تتجه الأنظار نحو قطر التي تستعد لاستضافة هذا الحدث الكروي الهام بمشاركة 16 منتخباً عربياً. ليست هذه البطولة مجرد منافسة رياضية، بل هي فرصة ذهبية لتقديم صورة متكاملة عن المجتمع القطري وثقافته الأصيلة أمام جماهير الكرة العربية، وتعزيز مكانة الدوحة كمركز عالمي للرياضة والسياحة. بعد النجاح الباهر الذي حققته قطر في استضافة كأس العالم 2022، تتطلع الدولة الخليجية إلى تكرار التجربة وتقديم نسخة استثنائية من البطولة القارية، خاصة بعد منحها شرف تنظيم نسختي 2029 و 2033 من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

الاستعدادات القطرية والبعد السياحي للبطولة

تتميز قطر ببنيتها التحتية المتطورة وقدرتها الفائقة على تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى. بطولة كأس العرب تعتبر امتداداً لسلسلة النجاحات القطرية في هذا المجال، وستساهم بشكل كبير في تنشيط القطاع السياحي. فمنذ النسخة التي استضافتها الدوحة عام 2021، أصبحت البطولة نقطة جذب للزوار العرب الراغبين في استكشاف معالم المدينة، مثل كورنيش الدوحة، وسوق واقف، وجزيرة اللؤلؤة، ومتاحف قطر الوطنية ومشيرب. هذا التزايد في عدد السياح يعكس الترويج الفعال للوجهات الثقافية والترفيهية في قطر، مما يجعل البطولة حدثاً رياضياً وسياحياً في آن واحد.

زيادة أعداد السياح وتأثير البطولة الاقتصادي

تشير الإحصائيات إلى أن قطر استقبلت أكثر من 2.6 مليون زائر دولي في النصف الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. هذا النمو الملحوظ يعزى جزئياً إلى استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، بما في ذلك بطولة كأس العرب، التي تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الإنفاق السياحي وتوفير فرص عمل جديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استضافة مثل هذه البطولات تعزز من صورة قطر كوجهة آمنة ومستقرة وجذابة للاستثمار.

“جحا” تعويذة البطولة: رمز للتراث العربي

في 23 نوفمبر الحالي، كشفت اللجنة المنظمة عن تعويذة البطولة الرسمية، وهي شخصية “جحا” الشهيرة في التراث العربي. يمثل “جحا” رمزاً للحكمة الفكاهية والقدرة على مواجهة تحديات الحياة بابتسامة، وهي قيم تحملها بطولة كأس العرب وتسعى إلى إبرازها. اختيار “جحا” كتعويذة يعكس اعتزاز قطر بتراثها العربي وإيمانها بأهمية الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة، بالإضافة إلى تعزيز الهوية الثقافية العربية المشتركة.

اعتراف الفيفا وقيادة قطر الرياضية

يعتبر اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بـبطولة كأس العرب وتنظيمها تحت مظلته، خطوة هامة نحو تعزيز مكانة البطولة ورفع مستواها. ويؤكد المحلل الرياضي سليم محمد أن هذا الاعتراف منح البطولة شرعية دولية وأعاد إليها القيمة التاريخية والإعلامية. كما أن استضافة الدوحة للبطولة تعزز من قيادة قطر الرياضية على المستويين العربي والدولي، وتبرز قدرتها على تنظيم بطولات عالمية المستوى.

وجهة نظر الإعلامي حسن المحمدي

يشاطر الإعلامي القطري حسن المحمدي هذا الرأي، ويضيف أن بطولة كأس العرب التي استضافتها قطر عام 2021 كانت محطة بارزة في التاريخ الرياضي العربي، حيث مثلت أول نسخة تنظم رسمياً تحت إشراف الفيفا. ويرى المحمدي أن البطولة ساهمت في تقديم صورة شاملة عن المجتمع القطري أمام الجماهير العربية، وإبراز الهوية الثقافية للبلاد من خلال الفعاليات المصاحبة.

ملاعب جاهزة وفعاليات ثقافية مصاحبة

ستستضيف ستة ملاعب ذات مستوى عالمي منافسات بطولة كأس العرب 2025، وهي نفسها الملاعب التي احتضنت مباريات كأس العالم 2022. من المقرر أن يستضيف ملعب البيت المباراة الافتتاحية، بينما ستشهد المباراة النهائية منافسة حامية على استاد لوسيل. بالإضافة إلى المباريات، سترافق البطولة فعاليات ثقافية متنوعة تعكس التراث القطري، مثل العروض الشعبية والفنون الموسيقية والمهرجانات والأسواق التقليدية، مما يثري تجربة الزوار ويضيف قيمة متميزة للبطولة.

المنتخبات المشاركة والجوائز المالية

تضم البطولة 16 منتخباً من قارتي آسيا وأفريقيا، تأهلت منها 9 منتخبات تلقائياً بناءً على تصنيف الفيفا، بينما ستتنافس 14 منتخباً على المقاعد السبعة المتبقية في مباريات التصفيات التي تقام حالياً في قطر. أعلنت اللجنة المنظمة أن القيمة الإجمالية للجوائز المالية تتجاوز 36.5 مليون دولار أمريكي، وهي الأكبر في تاريخ البطولة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بها.

خاتمة

تعتبر بطولة كأس العرب 2025 في قطر فرصة استثنائية لتعزيز مكانة الدوحة كمركز عالمي للرياضة والسياحة، وتقديم صورة إيجابية عن المجتمع القطري وثقافته الغنية. هذه البطولة ليست مجرد منافسة رياضية، بل هي جسر للتواصل بين الشعوب العربية، ورمز للتراث والهوية العربية المشتركة، ورافعة للاقتصاد الوطني. نتطلع إلى رؤية أجواء مماثلة لتلك التي شهدناها خلال مونديال 2022، مع مزيج من الإثارة الرياضية والاحتفالات الثقافية التي ستجعل من البطولة حدثاً لا يُنسى. تابعونا لمزيد من التحديثات حول البطولة وأخبار الفرق المشاركة.