Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

ما الخيار لوقف الحرب؟ |

مجزرة جديدة أو مدرسة جديدة.. أصبح هذا حدثنا أو خبرنا اليومي المغمس بالدم، حيث ينتقل الإسرائيلي في حملة الإبادة الشاملة التي يشنها منذ عشرة أشهر إلى مرحلة جديدة أو مستوى أكثر توحشاً، حالة من الجنون تجتاح الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لكن ما ينبغي التركيز عليه أن حالة التوحش تتفشى في المجتمع الإسرائيلي وهو ما تعكسه استطلاعات رأي مفزعة بين جمهور أكثر جوعاً للقتل وأكثر تعطشاً للدم فقد نشرت القناة الثانية عشرة نتائج استطلاعها التي تفيد بأن 47% من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين.

لنا أن نتخيل كيف أصبحت دولة إسرائيل جيشاً وحكومة وشعباً تقتل كل شيء وأي شيء، وهي تمتلك أحدث أدوات القتل وأكثرها بجسر جوي أميركي مفتوح ومفضوح في شراكته المعلنة تمويلاً وتسليحاً وتوفير الغطاء اللازم كي تضمن لإسرائيل ما يلزمها لارتكاب المجازر وأكثر.

لم يعد الحديث عن العالم والمؤسسات الدولية ولا مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الدولية التي اتخذت ما يكفي من القرارات والمطالب، ولا المسلمين ومنظمتهم العاجزة، ولا العرب بجامعتهم الكسيحة. ولا الرأي العام الدولي ولا العربي كل ذلك بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب لم يعد الحديث عنها كأدوات بهذه الهشاشة من الممكن أن توقف حرباً أو تمنع إبادة أو تلجم مسعوراً ما يعني أن استمرار المذابح هو الثابت التي ينتظر الفلسطينيين في غزة وصولاً لإنهاء وجودهم.

علينا أن نكف عن المناشدة وأن نكف عن التعاطي مع بيانات الإدانة الصادرة عن الدول ووزارات خارجيتها باعتبارها شيئاً مؤثراً، فهي لم تعد أكثر من ثرثرة لم تعد تسمن ولا تغني من مجاعة اجتاحت وتجتاح شمال غزة حد القهر وفشلت جميعها في إدخال علبة فول واحدة، فلتذهب جميعها إلى مهملات التاريخ مسجلة أكثر لحظات هذا التاريخ تعرية للأخلاق والقيم.

ولكننا أمام ذلك وتلك الخارطة الكونية المتفرجة على دمنا المستباح ولحمنا المتناثر في باحات المدارس آخرها مدرسة التابعين بعد سلسلة المدارس الست التي تعرضت للإبادة في محرقة لا تتوقف، بات السؤال كيف يمكن وقف الإبادة في ظل حالة العجز الكوني والتي يتغذى جزء منها على هذه الحرب فمصالح البعض في استمرارها وفي موتنا بالجملة ؟

لدينا دولة متوحشة ترى أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، لدينا عالم شديد الهشاشة، لدينا الميدان الذي لم يعد قادراً على المواجهة ولا الضغط على الاحتلال ليراجع حساباته وهو العامل الوحيد في الحروب القادر على لجم الخصم وهذا لم يعد مؤثراً في مسار الإبادة، بل تحولت تلك القوة المتواضعة التي تملكها حركة حماس إلى مبرر للاحتلال لاستمرار الحرب فكل صاروخ ينطلق من منطقة يطلب إخلاء السكان لتبدأ رحلة نزوح جديدة.

لقد وضعتنا حركة حماس جميعاً في الزاوية فبقاؤها بهذا الأداء وبهذا الشكل يعني مزيداً من الإبادة ومزيداً من المجازر في ظل التواطؤ الدولي مع إسرائيل بإنهاء حكم حركة حماس والقضاء عليها «الولايات المتحدة وأوروبا وبعض العرب» واستسلام حركة حماس وهو الخيار الوحيد لوقف الحرب يعني هزيمة للفلسطينيين في صراعهم التحرري ضد الاحتلال.

هكذا بتنا أمام خيارين أحلاهما مر ومن الصعب على الفلسطينيين تجرع أي منهما فما العمل ؟

إنه السؤال الكبير والمؤلم بعد أن نكف عن الاعتقاد بقدرة أي من الأطراف والقوى على وقف الحرب.

آن الأوان للفلسطينيين للتفكير بمخرج جديد خاصة أن نتنياهو استعاد شعبيته ويتعهد بحرب طويلة على القطاع في حال استمرارها لأشهر قادمة ستقضي على الكثير من المباني والسكان الذين تنتشر بينهم الأمراض المعدية من كبد وبائي وشلل أطفال وأمراض جلدية تفتك بالأطفال وأمراض مستعصية تفتك بالكبار فما العمل؟

الخيار الوحيد المتبقي هو خيار فلسطيني وهو أن يتداعى الفلسطينيون، بعد أن تخلى الجميع عنهم، لاجتماع طارئ يضم كل المكونات الفلسطينية ليس اجتماعاً على نمط جولة الصين الأخيرة بل اجتماع طوارئ حربي يتم في الإعلان بشكل جماعي عن تخلي حركة حماس عن حكم قطاع غزة لصالح حكم يتفق عليه الفلسطينيون بحيث ينزع مبرر إسرائيل والدول الداعمة لها من استمرار الحرب والتفاوض مع إسرائيل على صفقة كلية وليست جزئية تشمل الأسرى والانسحاب من غزة.

قد يقول قائل هذا خيار مهزوم … ولكن الخيارات الأخرى أكثر هزيمة فالمطلوب الآن وقف الإبادة وتدارك ما يمكن تداركه، وإن كان الحل مؤلماً لكن استمرار الإبادة أكثر إيلاماً لأن نتنياهو يخطط لحرب طويلة ومحارق مستمرة في انهاك المجتمع ليفقد مصداته النفسية والوطنية ليقبل بحكم إدارة مدنية، هنا أي حكم وطني هو تصدٍ وإجهاض لمخططات إسرائيل.

وبعد أن فشلت المراهنة على العالم على الفلسطيني أن يبحث عن خيارات أقل وجعاً من هذه المحرقة المستمرة، فالعالم لن ينقذنا هل نفهم ذلك بعد تلك الأشهر الدامية ؟

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *